في وقت ترددت أنباء عن نية حركة حماس تنفيذ عمليات انتحارية داخل إسرائيل لتدمير فرص المفاوضات المباشرة أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن قراره بالموافقة علي الدعوة الأمريكية لإجراء مفاوضات مباشرة مع تل أبيب «جاء بإرادة وحس وطني» داعيا الدولة العبرية لاستغلال الفرصة التاريخية المتاحة لإنجاز السلام. ونسبت وكالة «سما» الفلسطينية لمصادر إسرائيلية مطلعة نقلا عن موقع «تيك ديبكا» الاستخباراتي الإسرائيلي قولها إن أجهزة الأمن في تل أبيب والسلطة الفلسطينية أعلنت حالة الاستنفار القصوي في ظل ورود معلومات حول نية حركة حماس تنفيذ عمليات انتحارية كبري ضد أهداف داخل الدولة العبرية ومناطق السلطة الفلسطينية خلال الأيام والأسابيع القادمة لتدمير فرص المحادثات المباشرة بين السلطة وإسرائيل وأوضحت أن حماس ستنفذ سلسلة من العمليات داخل المدن الإسرائيلية وستستهدف القوات الأمنية التي تم تدريبها علي يد خبراء بريطانيين وأمريكيين في مناطق السلطة المختلفة. من جانبه أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن قراره بالموافقة علي المفاوضات المباشرة جاء بإرادة وحس وطني مشددًا خلال مأدبة إفطار أقامها أمس الأول علي شرف رجال الدين وأعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدين لدي السلطة الفلسطينية في مدينة رام الله، علي الرغبة الفلسطينية بالتوصل للسلام «مهما كانت حدود الأمل». وأضاف: «إذا كان هناك نسبة 1% للوصول إلي السلام سنسعي إليه وعن قناعة لأننا نريد أن نصل إلي سلام مع جيراننا» ونفي عباس مجددا أن تكون السلطة الفلسطينية قد وضعت شروطًا مسبقة لإجراء المفاوضات . وتابع: «لكن لا أدري كيف يقال إن الفلسطينيين يضعون شروطا مسبقة خاصة المتعلقة بوقف الاستيطان مع أن منع الاستيطان وعدم شرعيته ورد في معظم الاتفاقيات الثنائية بيننا وبين إسرائيل وكذلك في معظم الاتفاقيات الدولية». وأبدي عباس أمله في أن يستغل الجانب الإسرائيلي الفرصة التاريخية المتاحة للوصول إلي السلام. علي الجانب الآخر دعا قادة المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إلي استئناف البناء في المستوطنات بعد انتهاء فترة التجميد الجزئي المقررة في 26 سبتمبر المقبل . وقال نفتالي بينيت زعيم مجلس المستوطنات «يشع»: «من المستحيل الاكتفاء بالكلمات، إنها تحديدًا ساعة الحكم علي رئيس وزرائنا وحكومته» رافضا استمرار تجميد الاستيطان. وحذر من أن منظمته «ستشن في الأيام القادمة حملة شديدة الشراسة علي المستوي السياسي وفي الشارع لإرغام الحكومة علي استئناف الاستيطان. كما دعا المستوطنون نتانياهو إلي التدخل لدي وزير الدفاع إيهود باراك لتوقيع مناقصات للعديد من ورش البناء التي تواجه صعوبات من أجل عودة الحياة إلي طبيعتها. فيما ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية أن المنتدي الوزاري السباعي الإسرائيلي عقد جلسة سرية بدعوة من نتانياهو لمناقشة قضية تجميد مشاريع البناء في المستوطنات. وحسب الصحيفة فإن نتانياهو ينوي مواصلة انتهاج سياسة تجميد الاستيطان لكن علي نطاق مقلص بحيث تشمل فقط المستوطنات المعزولة خارج الكتل الاستيطانية الكبري. بدوره استبعد وزير الداخلية الإسرائيلي إيلي يشاي زعيم حزب شاس التوصل إلي سلام مع الفلسطينيين. ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن يشاي قوله إن الفلسطينيين غي معنيين بأن تفضي المفاوضات إلي نتائج زاعماً أن الفلسطينيين غير مستعدين للاعتراف بدولة إسرائيل وشدد علي أن حزبه يعارض مواصلة تجميد البناء مؤكدًا وجوب مواصلة الاستيطان بجميع أنحاء البلاد. وأكد مسئول أمريكي أن تحديد مرجعيات المفاوضات المرتقبة بين الفلسطينيين والإسرائيليين مطلع الشهر المقبل أمر عائد إلي المشاركين فيها، وذلك في رد غير مباشر علي القلق الذي أبداه الفلسطينيون من غياب أي إشارة إلي تلك المرجعيات في دعوة واشنطن لاستئناف المحادثات. واعتبر المسئول الذي فضل عدم ذكر اسمه خلال لقاء مع صحفيين فلسطينيين في رام الله « الأنشطة الاستيطانية غير شرعية وتابع: «نحن ضد أي أعمال من الطرفين من شأنها أن تقوض المساعي الهادفة إلي تحقيق نتائج في المفاوضات» إلا أنه تجنب دعوة إسرائيل بشكل واضح إلي وقف البناء الاستيطاني. وأكد أن الإدارة الأمريكية تسعي للتوصل إلي اتفاق سلام شامل بين إسرائيل والفلسطينيين وأنها ترفض إمكانية التوصل إلي اتفاق مؤقت أو جزئي. من جانبها حذرت وزارة الخارجية الإسرائيلية في وثيقة أعدتها من استمرار الفلسطينيين في تحركاتهم ضد إسرائيل لدي المؤسسات الدولية . وبحسب الوثيقة فإن الفلسطينيين يخططون لصياغة مشاريع قرارات في مجلس الأمن ومجلس حقوق الإنسان الدوليين تدين إسرائيل جراء ممارساتها ضدهم. كما تنوي السلطة الفلسطينية مراجعة المحكمة الدولية في لاهاي لاستصدار قرار منهايقر بأن السجناء الفلسطينيين في إسرائيل هم بمنزلة أسري حرب.. ونبهت الوثيقة إلي تهديد الفلسطينيين بمباشرة العصيان المدني في المناطق التي قد تستأنف فيها مشاريع البناء الاستيطاني.