حماس: الموافقة "خضوعا" لسياسة الاحتلال و ضغوط أوباما المنحازة لتل أبيب سوريا : العرب قدموا هدية لإسرائيل بعد موافقتهم على إجراء المباحثات معها ابو مازن بعد أيام قليلة من اعلان اسرائيل "استحالة" قبول شروط الفلسطينيين لبدء مفاوضات مباشرة، وفي تكرار لمسلسل "المفاوضات"، وعلى الرغم من قناعة عربية بعدم جدية الجانب الإسرئيلي، أعلنت لجنة متابعة مبادرة السلام العربية أمس الأول ما يسمى بال"موافقة" على استئناف المفاوضات المباشرة بين الحكومة الإسرائيلية والسلطة الفلسطينية، وكرد فعل طبيعي ومكرر، أعلنت الولاياتالمتحدة وإسرائيل بهذا القرار الذي ترك للرئيس الفلسطيني محمود عباس اختيار توقيت المفاوضات وكيفيتها، بينما تحفظت عليه سوريا ورفضته حركة المقاومة الإسلامية "حماس". وكان الشيخ حامد بن جاسم آل ثاني رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري قد أعلن في مؤتمر صحفي مشترك بالقاهرة مع عمر موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية عقب اختتام اجتماع اللجنة "هناك موافقة ولكن موافقة بمفهوم ما سيناقش وكيفية المباحثات" مضيفا أنه نقل الموقف العربي إلى مارجريت سكوبي السفيرة الأمريكية بالقاهرة طالبا منها نقل رسالة بالموضوع إلى الرئيس الأمريكي باراك أوباما، تتضمن شرحا واضحا للموقف العربي بشأن أسس بدء المفاوضات المباشرة. ورحب بنيامين نتنياهو رئيس الحكومة الإسرائيلي بقرار الجامعة العربية منح الضوء الأخضر لتجديد المفاوضات المباشرة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية موضحا في بيان له أنه على استعداد للبدء بالمفاوضات المباشرة خلال الأيام القليلة القادمة بينما قال الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز أن الجامعة العربية ما كانت لتتخذ قرارا بالمصادقة على اجراء مفاوضات مباشرة دون موافقة عباس . وقال بيرس في تصريحات لإذاعة "صوت إسرائيل " أن الوقت المتاح لنا ليس طويلا ولا يجوز ان نقوم نحن أو عباس باضاعته أو بمنح الجهات المتطرفة والارهابية فرصة لطرح مبادرات مشوشة لا أساس لها داعيا إلى اجراء مفاوضات مباشرة على مستوى كبار صانعي القرار مضيفا ان كلا من الطرفين الاسرائيلي والفلسطيني يعلم ما هي مشاكل الطرف الاخر ويجب الا يطالبه بالقيام بما لا يستطيع وأكد أن مسألة الاستيطان يجب أن تسوى بالمفاوضات وليس قبلها. كما رحب فيليب كراولي المتحدث باسم الخارجية الأمريكية بالقرار العربي مؤكدا أن الولاياتالمتحدة ستواصل مشاوراتها مع كافة الأطراف المعنية لإطلاق مفاوضات مباشرة في أقرب وقت ممكن ، مضيفا بقوله :" "نحن سعداء بموافقة الدول العربية على استئناف المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين وإسرائيل للتوصل إلى اتفاق بشأن الوضع النهائي". في المقابل اعتبرت حركة حماس أن موقف لجنة المتابعة العربية "خضوعا" لسياسة الأمر الواقع التي يفرضها الاحتلال الصهيوني و ضغوط الرئيس الأمريكي باراك أوباما المنحازة لتل أبيب إلى الاحتلال لحسابات انتخابية داخلية" ، واعتبر صلاح البردويل القيادي بحماس أن الموافقة العربية "تعبر عن حالة من الضعف والتشرذم العربي"، وتمثل "انسحابا واضحا من المسئولية تجاه القضية الفلسطينية". بدورها أعلنت الحكومة السورية تحفظها على قرار اللجنة العربية مؤكدة على لسان يوسف احمد مندوبها بالجامعة العربية أن اللجنة بهذا القرار قد تجاوزت حدود صلاحياتها وصلاحيات وزراء الخارجية العرب مضيفا في تصريحات صحفية أمس أن بلاده ترى في الموافقة على المفاوضات المباشرة "هدية لإسرائيل" وأوضح المندوب السوري أن تل أبيب تعتبر المفاوضات المباشرة نقطة الانطلاق من أجل فك العزلة الدولية التي تعاني منها ومن أجل تجميل صورة رئيس وزرائها نتنياهو وكغطاء للاستمرار في سياسة الاستيطان والتهويد وفرض الوقائع الجديدة على الأرض". وبدوره قال خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس بسوريا أن لجنة المتابعة العربية خرجت من اجتماعها بنتائج ملتبسة وغير صريحة فلا هم قالوا نعم لاستئناف المفوضات المباشرة ولا هم قالوا لا، وإن كانت النتيجة العملية هي نعم" مؤكدا ان المشهد العربي "يعاني من الضعف والعجز والانقسام ، وقال إن هذا المشهد "تتقاسمه سياسات مختلفة، بعضها متعارض وبعضها متعاكس، وأحياناً تلتقي في بعض النقاط والأماكن الاضطرارية، وبعضها يطغى عليه هاجس إيران".