أصابتني حالة من الاغتراب.. لم أر أو أسمع عن مواطن واحد مصري يرضي عن الحكومة وأعضائها أصحاب القرية الذكية.. هل توزيع مليون شنطة رمضان بها بضعة كيلوات من السكر والزيت والبلح يروي ظمأ أسرة فقيرة من خمسة أفراد طوال 365 يوماً عدد أيام السنة.. تساقط منهم من كثرة الزحمة وحر الصيف بضعة أفراد من المواطنين الغلابة. فجأة وبفعل الحر والحرائق منعت روسيا تصدير القمح.. دفعت الحكومة 4 مليارات جنيه في يوم وليلة وقبل أن يسطع فجر النهار.. فارق السعر بين شرائه من السوفييت وشرائه من الغول الأمريكي الذي انتشي فجأة ورفع السعر.. ومنذ سنين رأيت القمح المصري علي ضفاف الطرقات يبحث عمن يشتريه ويعوض الفلاح عناء الموسم بكامله.. وأقسم الفلاحون أنهم لن يزرعوا هذا المحصول «اللعنة» مرة أخري لعدم وجود مشتر.. وعندما حاول وزير الزراعة السابق حشد الجهود للوصول إلي الاكتفاء الذاتي من القمح ووصل إلي 55% من إنتاجنا.. قامت الدنيا عليه.. لأنه أهدر زراعات أخري أفضل من القمح مثل الفاكهة والخضار.. وماتت الحملة فور تولي السيد أمين أباظة وزارة الزراعة. مناطق كثيرة داخل مصر المحروسة لم يصلها النور إلا بضع ساعات يومياً.. وأنوار الشوارع مضاءة نهاراً.. وعندما سأل الناس عن السبب صعدت الاتهامات بين وزارة الكهرباء والمجالس المحلية بالمحافظات واتهموا المواطنين في النهاية وتاهت القضية.. ولم تتم محاسبة أحد.. وحسبت القضية ضد مجهول.. وهو للأسف معلوم.. والكل يعرفه.. حتي الناس بجميع شرائحهم أصابتهم حالة من الأنانية المفرطة.. من يملك أجهزة تكييف عديدة في شقته يرفض أن يريح هذه الأجهزة حتي لو بضع ساعات يومياً لتقليل الضغط.. ويعطي فرصة لغيره في الحياة والعيش في جو رطب إلي حد ما. شباب عاطل عن العمل لعدم وجود وظائف.. مهن كثيرة في المعمار تصل يوميتها إلي 100 جنيه، يرفض الشباب العمل بها.. وإن فعل يقوم بها 3- 4 أيام في الشهر فقط.. ويفضل الجلوس علي المقاهي والسلف من الأصدقاء والأقارب والنوم حتي الثانية ظهرا.. والكل في انتظار العمل في الحكومة ليجلس علي المكتب دون عمل حقيقي.. بل رأيت الكثيرين أيضاًَ يرفضون العمل في القطاع الخاص.. لأنه يفرض أنواعا من الضوابط والقوانين سواء في مسألة الإنتاج أو الاستيقاظ صباحاً والمغادرة في ساعات محددة دون وساطة أو مجاملات.. لأن صاحب العمل لا يعرف ولا يطبق قوانين موظفي الحكومة. أما العجب العجاب الذي رأيته في رمضان هذا العام.. فهو قلة وشح موائد الرحمن.. كأن الأغنياء والميسورين أصابهم الفقر أو الخوف من الحسد.. حتي موائد المشاهير سواء كانوا سياسيين أو فنانين أو رجال أعمال أصابتها اللعنة.. هل أثرت أسعار اللحوم والخضار في ميزانية الأفعال الخيرية لهؤلاء أم رفض وزير المالية احتساب هذه الأعمال في دفاتر الضرائب ؟ نفسي أصحو من النوم.. وأري مستحقي الدعم الحقيقيين يأخذون الدعم النقدي.. ولا أسمع عن المليارات الكثيرة تهدر كل يوم وكل ساعة.. حتي يشعر المواطن أن حقوقه الأصيلة لا يأخذها من لا يستحق. وأخيراًً.. اللواء محسن حفظي مدير أمن الجيزة سعدت بسماع ركوبك الميكروباص في شارع الهرم ورأيت بنفسك المهازل والبلطجة في أكبر شوارع الجيزة.. وماذا أنت فاعل بعد ذلك، وأرجو ألا تعلم محافظ الجيزة بتلك الحادثة واتركه في برجه العاجي ومكتبه الوثير.