تناولت بالأمس جهود منظمات حقوق الإنسان، ولقد رصدت العديد من الإيجابيات التي تحسب في رصيد حال حقوق الإنسان بمراكزه ومنظماته. واليوم أتناول الأدوار الأخري التي تحسب علي أنها سلبيات سواء كانت في الدور أو في الأداء بسبب عوامل داخلية خاصة بها، أو عوامل خارجية تضغط عليها. وعلي سبيل المثال: - علي الرغم من وجود العشرات من مراكز حقوق الإنسان وجمعياته التي تأسست منذ أكثر من ربع قرن وإلي الآن؛ فإنه لا يوجد تنسيق كاف بين تلك الجمعيات في عملها سواء علي مستوي البرامج أو المشروعات. وهو ما جعل العديد من المشروعات المتعددة في مجالات عمل سواء علي مستوي البرامج أو المشروعات. وهو ما جعل العديد من المشروعات تتكرر بالأهداف والأنشطة والمستهدفين أنفسهم. وعلي الرغم من الاتجاهات المتعددة في مجالات عمل منظمات حقوق الإنسان؛ فإن المحصلة النهائية تؤكد علي أنه ليس هنا تكامل في عمل تلك المنظمات.. وكأنها تعمل في جزر منعزلة عن بعضها البعض. - يعتمد البعض من مراكز حقوق الإنسان ومنظماته علي نقل الخبرات الأجنبية في مجال حقوق الإنسان، وترجمة العديد من المصطلحات والمفاهيم كما هي بدون مراعاة السياق المصري، وكأنه نوع من (القص واللزق). وهو ما ترتب عليه حدوث خلل فيما يتم تقديمه للمجتمع المصري لأنه بعيد عن ثقافتنا وأفكارنا.. رغم أن بعض تلك المنظمات يقوم بجهد واضح في الاستفادة من الخبرة الغربية لدعم مسيرة حقوق الإنسان المصري. - إن الجهود التي قامت بها مراكز حقوق الإنسان ومنظماته.. قد ترتب عليها نوع من زيادة الوعي في المجتمع المصري فيما يخص مفاهيم حقوق الإنسان ومنظومته؛ غير أن هذا الوعي لا يزال غير مترجم إلي سلوك عملي في الشارع المصري ليس فقط بين المواطن المصري وأجهزة الدولة، ولكن بين المواطنين المصريين وبعضهم البعض في التعامل اليومي. - إن زيادة الوعي كما ذكرت اقتصرت علي الجانب النظري، ولكن وصل التأثير العملي عند البعض في ظاهرة الاعتصامات والاحتجاجات اليومية التي فقدت تأثيرها بعد أن تحول الاحتجاج والاعتصام للضغط في القضايا الحقيقية. - ما زالت حركة حقوق الإنسان في مصر تعاني من التشكيك في دورها.. خاصة من بعض وسائل الإعلام التي لا تري فيها سوي الخيانة والعمالة و(الاسترزاق) من المعونات الأجنبية في تعميم مخل بين جميع المنظمات بدون تمييز الصالح من الطالح منها. - إن العديد من المواقع الالكترونية لمراكز حقوق الإنسان ومنظماته لا تزال وسيلة دعاية.. لا تتفاعل بالشكل الكافي مع المواطن العادي، وهو ما تداركه البعض من هذه المنظمات. - تزامن مع زيادة مراكز حقوق الإنسان.. وجود متابعة صحفية يومية من العديد من الجرائد القومية والخاصة، وهو ما ترتب عليه وجود (شلل) من الصحفيين المتخصصين في متابعة مجال حقوق الإنسان.. حيث تحول بعضهم لخبراء وبعضهم لمدربين ومتخصصين في قضايا حقوق الإنسان. وهو ما نتج عنه تأثير سلبي إلي حد ما.