درست كل ما كتب أليا براجوجين في ما يسمي علم الحراريات غير الخطية وغير المتزنة أبحاث براجوجين أحدثت ثورة لم أكن أعلم عنها في هذا الفرع الراكد من العلوم. أثبت براجوجين أن مقياس الفوضي المشهور والمعروف باسم الإنتروبي يمكن أن ينقص وهذا عكس ما يظنه كثير من الناس حتي يومنا هذا، الاعتقاد السائد هو أن الإنتروبي أي مقياس الفوضي يمكن أن يزيد فقط ولا يمكن أن ينقص وأن الكون ككل متجه إلي ما كان يسمي الموت الحراري. كل هذه معلومات كلاسيكية ولم تعد صحيحة بعد أعمال براجوجين التي حصل بسببها علي جائزة نوبل في العلوم في السبعينيات من القرن الماضي. الحقيقية إن تصحيحي لخطأ بسبب هذا الموضوع لعالم مشهور قاد إلي لغط ومهاترات في الصحافة مازالت تذكر حتي اليوم لعلاقته بموضوع سهم الزمن الذي قيل إنه لا يمكن أن يتراجع علي الرغم من أن سهم الزمن يمكن أن يتراجع كما شرحت بإسهاب في محاضرة لي في دار الأوبرا منذ عدد من السنوات وكما أثبتت تجارب كيميائية عديدة ذكرها براجوجين ومنها تفاعل معروف باسم بشوي سابوتنسكي. كل ذلك تعلمته من براجوجين علي الرغم من أن هذه الموضوعات كانت خارج تخصصي الدقيق. تلا هذه المراسلات زيارات إلي بروكسل وجامعاتها ولكن تقربي إلي براجوجين بشكل شخصي جاء في مؤتمر مهم في اليابان بجامعة واسيدا بطوكيو. حضر هذا المؤتمر عدد كبير من مشاهير العلماء بمن فيهم ستيف هو كنج وكنت رئيس الجلسة العلمية التي اشترك فيها براجوجين وكان عمره في هذا الوقت يناهز السبعين ولكن حماسه وتفاعله مع الجلسات العلمية والنقاش كأنه شاب في عمر العشرينيات. منذ ذلك الحين ارتبطت ببرارجوجين علميا وشخصيا لم يكن براجوجين يجيد الرياضيات البحتة وهو ما أجيده ولكنه كان لديه شعور تلقائي عجيب بالحل الصحيح دون استخدام رياضيات معقدة وهو ما لا يقبله علماء الطبيعة النظرية. أما فيما يخص حسه الإنساني والسياسي فقد كان براجوجين عملاقاً رفض براجوجين رفضاً تاماً جميع الأديان وكان يسخر من دولة إسرائيل لاستخدامها الدين لتبرير أساسها العنصري. .. ونكمل غداً