فيما أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو موافقته علي اطلاق المفاوضات المباشرة مع الفلسطينيين من القاهرة جدد الرئيس الفلسطيني محمود عباس موقفه راهنا بدء المفاوضات بتحديد المرجعية ووقف الاستيطان. وقال نتانياهو أمس الأول خلال زيارته إلي أثينا «آمل في استئناف المفاوضات المباشرة مع الفلسطينيين من دون شروط مسبقة». مؤكدا أنه في أي مكان ستحصل فيه هذه المفاوضات «سواء كانت القاهرة أو واشنطن أو أي مكان آخر، سنذهب إلي حيث يطلب الأمر» لاحياء عملية السلام. وتابع «المسألة الأساسية بالنسبة لي هي أن تبدأ المفاوضات من دون جدول أعمال محدد سلفا وعلينا التحلي بالصبر لأنه بالصبر، سنري نتائج إيجابية». في المقابل جدد الرئيس عباس خلال لقائه أمس وزير خارجية النرويج يوناس جاري ستور موقفه بأن وقف الاستيطان وتحديد مرجعية محددة للمفاوضات هو المدخل الحقيقي للدخول في مفاوضات مباشرة تفضي إلي إقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشريف. وفي غضون ذلك واصلت القوات الإسرائيلية أمس هدم قرية العراقيب الفلسطينية بالنقب. بينما كشفت صحيفة «معاريف» عن مخطط إسرائيلي لإقامة أنفاق أرضية تربط بين حارة الشرف التي تمت مصادرتها في البلدة القديمة بالقدس والتي تسميها تل أبيب بحارة اليهود، وبين ساحة البراق والمسجد الأقصي. وقالت «مؤسسة الأقصي للوقف والتراث» في بيان أن هذا المخطط يمثل خطرا مباشرا علي المسجد الأقصي حيث تسعي إسرائيل من خلاله إلي تكثيف التواجد الاستعماري والتهويدي في ساحة البراق، بالقرب من المسجد الأقصي، وكذلك جعل ساحة البراق مركزا رئيسيا لانطلاق أي اقتحام أو اعتداء قادم علي المسجد الأقصي المبارك. ميدانيا اعتقلت القوات الإسرائيلية أمس ثمانية فلسطينيين في الضفة الغربية بدعوي أنهم مطلوبون. كما قامت جندية إسرائيلية سابقة بنشر صور علي موقع ال «فيس بوك» الالكتروني تظهر فيها مبتسمة بجانب معتقلين فلسطينيين مكبلين ومعصوبي الأعين ما أثار غضبا فلسطينيا حيث انتقدها الناطق باسم السلطة الفلسطينية غسان الخطيب ووصفها بالمهينة. واستشهد ناشط فلسطيني من «سرايا القدس» الذراع المسلح لحركة الجهاد الإسلامي، وأصيب جندي إسرائيلي، في اشتباكات متبادلة جنوب قطاع غزة. فيما سقطت قذيفتان صاروخيتان تم اطلاقهما من غزة باتجاه الأراضي الإسرائيلية أدت إلي إصابة جنديين إسرائيليين. من جانبها دعت مصر الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني إلي تفادي التصريحات الإعلامية التي يمكن أن تؤثر سلبا علي الجهد المبذول لإخراج عملية السلام من تعثرها الراهن. وقال السفير حسام زكي المتحدث الرسمي باسم الخارجية في تصريحات لصحيفة «الوطن» السعودية إن مصر لا تريد أن تتسبب التصريحات الإعلامية من أي من الجانبين في إخراج الجهد المبذول من أطراف عديدة عن مساره أو تقليص فرص نجاحه. وأضاف إن الموقفين الفلسطيني والإسرائيلي معروفان سلفا وأن التصريحات الإعلامية الحادة المتكررة تضع قيودا علي الأطراف التي تسعي إلي دفع عملية التسوية إلي الأمام. وعما إذا كانت القاهرة قد طلبت إطلاق المفاوضات من مصر قال «زكي»: ستحتاج المفاوضات المباشرة في حال انطلاقها إلي موقع ما لتنطلق منه سواء في الولاياتالمتحدة أو هنا في المنطقة والحديث عن هذا الموقع سابق لأوانه.