ارتفع عدد المدمنين في إيران خلال الفترة الأخيرة وكشفت الإحصائيات الرسمية الصادرة عن مكتب مكافحة المخدرات أوائل السبعينيات أن عدد مدمني المخدرات في إيران يبلغ مليوناً و200 ألف شخص، إضافة لإقبال 800 ألف آخرين علي المخدرات كنوع من الترفيه. وحتي الآن ما زال المسئولون في إيران يرفضون تغيير هذه الإحصائية مما يدل علي زيادة أعداد المدمنين في إيران. أعلن عدد من مسئولي وزارة الصحة في الفترة من 2001 - 2005 أن عدد مدمني المخدرات سواء بشكل دائم أو ترفيهي يتراوح بين 3 و4 ملايين شخص. كما أعلن محسن وزريان مدير عام برنامج الوقاية أن الأعداد في زيادة كبيرة حتي الآن بالإضافة إلي تصريحات عدد من الخبراء بخصوص ارتفاع ميزان الإدمان في إيران، حيث يبلغ 8% في العام الواحد. واتفقت المؤسسات المعنية علي حداثة أعمار مرتادي عالم الإدمان، فمعظمهم شباب لم تتجاوز سنهم الثالثة والعشرين. وفي الغالب تتعارض تقارير مكتب مكافحة المخدرات مع نظيراتها الصادرة عن وزارة الصحة بخصوص أعداد المدمنين، فالجهاز الذي يعتبر نفسه المسئول عن تقديم إحصائيات رسمية يعترف أنه لم تجر إلي الآن أي تحقيقات شاملة في هذا الشأن. وعادة تصدر الإحصائيات عن السجون ومراكز التأهيل. لكن وكالة أنباء مهر شبه الرسمية نشرت في مايو الماضي علي لسان محمد شيري فراي رئيس إدارة التعليم العام في أذربيجان الشرقية قوله: بالنسبة لتعداد السكان حالياً تعتبر إيران الأولي بين دول العالم في الإقبال علي المخدرات. كما نقلت صحيفة سرمايه عام 2009 عن الدكتور معتمدي أستاذ الطب النفسي قوله: «كنت مسئول مكتب الأضرار بمنظمة الرعاية الاجتماعية، وكشفت التحقيقات التي أجريت في تلك الفترة عن نمو أعداد التلاميذ ممن يقبلون علي تعاطي المخدرات» كما أكد أمير رحيميان خبير مكتب الإدمان، والوقاية بمنظمة الرعاية الاجتماعية، قابلية جميع التلاميذ من مختلف الفئات العمرية للإصابة بالإدمان، محذراً من تدني أعمار المدمنين. وكذلك رفض حميد صرامي مدير عام الثقافة والوقاية بمكتب مكافحة المخدرات، القول بإنكار شيوع المخدرات بين صفوف الطلبة الجامعيين لكنه رفض في الوقت نفسه المبالغة في هذا الأمر. مشيراً إلي تورط مواقع الإنترنت الغربية التي تشجع علي تعاطي المخدرات في ذلك، ودعا إلي ضرورة التفاعل مع هذا الأمر. وأضاف علي هامش اجتماعات خبراء التثقيف في أردبيل: خصصنا مبلغ 13 ملياراً و320 مليون ريال للأجهزة التثقيفية المعنية بالوقاية من الإدمان، مقسمة كالتالي: ملياران و100 مليون ريال لمؤسسة الرعاية الاجتماعية، 3 مليارات و500 مليون ريال للتربية والتعليم، مليار و200 مليون ريال لوزارة الصحة، مليار و 700 مليون للباسيج، 200 مليون ريال لمؤسسة السجون، 500 مليون لوزارة البحث العلمي، 100 مليون ريال لجنة الإغاثة، مليار ريال للقوات النظامية الفاعلة في مجال الوقاية، وتقريباً 3 مليارات من أجل تنفيذ مشاريع تثقيفية خاصة للتحذير من خطر الإدمان. من ناحية أخري حذر عباس ديلمي زادة رئيس الجمعية الخيرية (تولدي دوبارة) من تنامي أعداد المدمنات في إيران، مؤكداً أن أعدادهن أضعاف أضعاف الرجال، لكن النساء أكثر حرصاً علي التخفي من الرجال بسبب القوانين الإيرانية، معرباً عن أسفه لعدم وجود إحصاء رسمي يوضح أعداد المدمنات، مؤكداًَ أن الشواهد توضح أن ما لا يقل عن 15% من مجموع النساء في إيران مدمنات.