«تعليم المنيا» تناقش العجز والزيادة في رياض الأطفال    بعد الارتفاع الأخير.. سعر الذهب اليوم الإثنين 15 سبتمبر 2025 وعيار 21 بكام الآن في الصاغة؟    أردوغان: إسرائيل لن تتوقف دون رد قوي وعقوبات ولدينا الوسائل لردعها    جامعة الدول العربية: فقرة «مراجعة العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية مع إسرائيل» في بيان الدوحة ليست إلزامية    ماذا يعني تصريح نتنياهو ب«سنكون أشبه بأثينا وإسبرطة العظمى»؟    الوحدة يقلب الطاولة على الاتحاد في اللحظات القاتلة بدوري أبطال آسيا    نجم الأهلى السابق: أُُفُضل استمرار جهاز عماد النحاس    القبض على طفلين بعد إصابة ربة منزل بالحجارة داخل قطار بالمنوفية    بيان هام من «الأرصاد الجوية» بشأن حالة الطقس غدًا الثلاثاء 2025 في محافظات الصعيد    إدارة ترامب تعلن التوصل أخيرًا إلى اتفاق مع الصين بشأن تطبيق تيك توك    يهودية مشهورة بأدوار الكوميديا.. 15 معلومة عن الممثلة هانا إينبيندر التي هتفت «حرّروا فلسطين»    حكاية «ديجافو» الحلقة الثالثة.. شيري عادل تكتشف هويتها الحقيقية وتواجه أسرار الماضي الغامض    محمد عبود: رسالة الرئيس السيسي دفعت المعارضين في إسرائيل إلى الدعوة لتغيير نتنياهو    عمرو الليثي ونادية مصطفى ومي فاروق يقدمون واجب العزاء في أرملة الموسيقار سيد مكاوي    الطيران الإسرائيلي يستهدف سيارة في بلدة ياطر جنوب لبنان وإصابة شخص    أليجرى: ميلان يسعى للتأهل لدوري الأبطال بأي ثمن ومودريتش إضافة استثنائية    "سلسلة نمبر وان وإطلالات غريبة".. محمد رمضان ينشر 15 صورة في أمريكا    احذر هذه المشروبات .. أضرار بالغة تصيب الجهاز الهضمى    تسمم 3 شقيقات بسبب وجبة كشري في بني سويف    موفد مشيخة الأزهر ورئيس منطقة الإسماعيلية يتابعان برامج التدريب وتنمية مهارات شيوخ المعاهد    مونشنجلادباخ الألماني ينافس الأهلي على التعاقد مع مدير فني .. مالقصة؟    وزير الري: المياه عصب الحياة للمشروعات التنموية والعمرانية    شجار بين ركاب إسرائيليين على متن رحلة من تل أبيب إلى بوخارست    المجلس الأعلى للنيابة الإدارية يعقد اجتماعه بتشكيله الجديد برئاسة المستشار محمد الشناوي    ما حكم أخذ قرض لتجهيز ابنتي للزواج؟.. أمين الفتوى يوضح رأي الشرع    كيفية قضاء الصلوات الفائتة وهل تجزئ عنها النوافل.. 6 أحكام مهمة يكشف عنها الأزهر للفتوى    أستاذ بالأزهر يحذر من ارتكاب الحرام بحجة توفير المال للأهل والأولاد    جريمة تهز الوراق.. شقيقان ينهيان حياة شقيقتهما والسبب صادم    "مدبولي" يعلن بدء تطبيق منظومة التأمين الصحي الشامل بالمنيا    القليوبية تدعم التأمين الصحي بعيادات ووحدات جديدة (صور)    «باطلة من أساسها».. خالد الجندي يرد على شبهة «فترة ال 183 سنة المفقودة» في نقل الحديث (فيديو)    أبوريدة نائبًا أول لرئيس الاتحاد العربي لكرة القدم    رئيس مجلس الوزراء يقرر مد فترة توفيق أوضاع وتقنين إقامة الأجانب لمدة عام    مستشار الرئيس: القيادة السياسية تدعم جهود التنمية بالمحافظات بلا حدود    تأجيل محاكمة 25 متهمًا بخلية القطامية لجلسة 12 نوفمبر    مصدر أمني ينفي ادعاء شخص بتسبب مركز شرطة في وفاة شقيقه    تقديم الخدمات الطبية ل1266 مواطناً ضمن القافلة المجانية بقرية طاهر في كفر الشيخ    الفجر بالإسكندرية 5.16.. جدول مواعيد الصلوات الخمسة في محافظات مصر غداً الثلاثاء 16 سبتمبر 2025    البنك المركزى يستضيف الاجتماع الأول لمجموعة عمل "تقرير الاستقرار المالي الإفريقي"    الشيبي: مباراة الأهلي صعبة.. وتعبنا كثيرًا للوصول لهذا المستوى    أرباح شركة دومتي تتراجع بنسبة 94% خلال النصف الأول من عام 2025    الدكتور هشام عبد العزيز: الرجولة مسؤولية وشهامة ونفع عام وليست مجرد ذكورة    طبيب نفسي في ندوة ب«القومي للمرأة»: «لو زوجك قالك عاوزك نانسي عجرم قوليله عاوزاك توم كروز»    رابط نتائج الثالث متوسط 2025 الدور الثاني في العراق    ترامب يهدد بإعلان «حالة طوارئ وطنية» في واشنطن لهذا السبب    إسماعيل يس.. من المونولوج إلى قمة السينما    قيمة المصروفات الدراسية لجميع المراحل التعليمية بالمدارس الحكومية والتجريبية    نشر الوعي بالقانون الجديد وتعزيز بيئة آمنة.. أبرز أنشطة العمل بالمحافظات    نبيل الكوكي يعالج الأخطاء الدفاعية فى المصري بعد ثلاثية الزمالك    منافسة شرسة بين مان سيتي ويونايتد على ضم نجم الإنتر    «التضامن»: صرف «تكافل وكرامة» عن شهر سبتمبر بقيمة تزيد على 4 مليارات جنيه اليوم    بدء أعمال إزالة عقار حوض ال18 الآيل للسقوط فى الأقصر    رضوى هاشم: اليوم المصرى للموسيقى يحتفى بإرث سيد درويش ب100 فعالية مختلفة    صوفيا فيرجارا تغيب عن تقديم حفل جوائز إيمي 2025.. ما السبب؟    ضبط ومصادرة 90 من المخالفات فى حملة لشرطة المرافق وحى غرب سوهاج    البنك الأهلي المصري يتعاون مع «أجروفود» لتمويل و تدريب المزارعين    6 شهداء بينهم أطفال في غارة إسرائيلية على خيمة نازحين بغزة    رياضة ½ الليل| سر إصابة زيزو.. الأهلي في الفخ.. شكوى جديدة لفيفا.. ودرجات مصر ب «تشيلي»    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الخوف من الدين

وفقني الله في أن تتاح لي الفرصة للتعلم علي يد معلم دبلوماسي جليل وشخصية إنسانية بالغة الرقي وهو السيد السفير مخلص قطب مدير مكتب سعادة الوزير أحمد ماهر وزير الخارجية الأسبق والأمين العام السابق للمجلس القومي لحقوق الإنسان وهو أحد الأشخاص القليلين ممن قد تصادفهم في حياتك تغمره البساطة في التعامل والكياسة والفطنة في فهم الآخر وتقديره أيا كان قدره أو منصبه بدءًا من عامل الأسانسير مرورًا بمرؤوسيه نهاية بأصدقائه وزملائه في العمل فالسيد السفير لديه القدرة علي التعامل برحابة مع جميع المحيطين به وكأنهم عائلته وهو ما كان يشعر به الجميع في أي مكان يتواجد فيه بالارتياح الشديد والرغبة في العطاء وعلي قدر تواضع وبساطة هذا الرجل الفذ فهو شخصية جادة للغاية ولها مواقف ثابتة تنم عن القدرة علي اتخاذ القرارات المناسبة والحاسمة دون تردد وعندما أردت أن أكتب في هذا الموضوع بالتحديد عن (الخوف) لجأت إليه وصارحته معربا عن رغبتي في الاستفادة من خبرته وأصررت أن أفهم وأفسر وأدرك وأحلل وأنقد وأكتب وأعبر وأطلق العنان إلي أفكاري فأضف إلي نظرتي بعدا ثالثا لن يستطيع أن يجسده لي إلا السفير مخلص قطب فعندما تقتنع فأنت تسكن وتستقر وأعلم أن حاجتي إلي الاستقرار علي قناعة ملحة وأيقن أنه قادر علي إشباع تلك الحاجة ولهذا طرحت عليه هذا السؤال الشائك.
سيدي، لماذا الخوف من الدين؟ علي الرغم من أنه المصدر الأكثر طمأنينة وسكينة للنفس البشرية لماذا كل هذا الهلع من التطرق إلي أحكامه والخوض في تفاصيله وفهم نصوصه؟ ولماذا كل هذا الذعر من تناوله وتحليله وفهم أبعاده والحذر الشديد في إعمال رخصه والاستفادة من رحابته والاختلاف حوله وتجديده؟ لماذا أصبح حصن الإنسان الحصين هو منفاه؟ لماذا يلجأ الإنسان إلي الدين بوصفه المنجد والمخلص وفي ذات الوقت يخشي الاقتراب والتعمق فيه وكأنه معذب وجلاد مستبد يعاقب بلا خطيئة أو ذنب ويعصف بكل من يحاول أن تطأ قدمه علي أرضه دون أن يقدم فروض الولاء التي لا تقبل التقيد بقناعة ولا ترضي بفهم وقبول للظواهر من حولها فإذا ما استغل الإنسان حقوقه أو أعمل عقله في السؤال والتفكر يخرج عليه حملة رماح الإيثار والتفرد بالرأي والعلم افتراضا واستنادا مزعوما إلي مكانة أو ادعاء في معرفة ودراية ليعلنوا أنه لا جدال ولا نقاش ولا تفكر ولا تدبر ولا ناقة ولا جمل للإنسان العادي في فهم أحكام الدين وأن التفسير والتأويل والتحليل هو فهم الخاصة ولا يجوز أن ينتقل إلي عموم الناس فلماذا يا سيدي هذا القصر والتخصيص في علاقة ما بين الفرد وربه ينتفي فيها أي استثناء أو تمييز!
نظر إلي السفير لحظات أدركت من خلالها أنه يريد أن أبحث في ذهني عن الأسباب قبل أن يبدأ في دعوتها، فلحسن حظي أنه علي قناعة تامة بضرورة إعمال الإنسان لعقله مهما كانت قدرته أو سماته وأنه لا استفادة من ركود الذهن أو ثبات التفكير ولكنه عندما شعر بأن سؤالي ملح وأن الأمور بدت لدي مشوشة بشكل ليس محدودًا بدأ في الحديث وأفرد سيادته علي مسامعي الآتي: أنت تريد أن تعلم لماذا يخاف الأفراد من الدين لدرجة الهلع ويعجزون عن التعامل معه علي طبيعته في كونه المرشد والملهم وليس الجلاد والمعذب سأجاوب علي تساؤلك، عليك أن تعي أن الخوف يولد العجز عن الإدراك ويقهر الرغبة داخل الإنسان في التقدم ويهزم تطلعه إلي المستقبل ويغيب عقله ويغرق وعيه في بحور من الظلام الدامس ويقتل منطقه الخوف يعني أنك تقبل ولا تستطيع أن ترفض أن تستسلم ولا تقاوم تحتاج ولا تعبر عن احتياجك فتصبح كمن أغمضوا عينيه وسدوا أذنيه وأغلقوا فمه حتي يصبح دمية تتقاذفها الأيدي لا إرادة لها في مصير ولا دخل لها في قرار ولا قدرة لديها علي ثبات أو استقرار ولذلك أصبح الخوف والترهيب هو سلاح من يدعي العلم بالدين لدغدغة مشاعر الناس واللعب علي الأوتار الحساسة لديها للوصول إلي أهداف خاصة تمكن من اختراق نفوس وهبها الله ما لم يميز به أحدًا منها دون الآخر وهو العقل، تلك السمة المشتركة الملهمة الخلاقة غير المحدودة القدرات فأنصحك بأن تحرص جيدًا علي أن تدافع عن عقلك هبة الله لك وأن تحرص علي قدرتك علي الاستنباط ولا تجعل أحدًا يخبي فيك نور التفكير والتأمل فيما حولك ومن حولك ولا تدع أحدًا يعزل بينك وبين ربك واعتمد علي تقواك وعلي مغفرة من مولاك فالعلاقة بينك وبين المولي عز وجل متصلة بلا انقطاع ممتدة بلا نهاية أنت منشأها والقادر علي إكسابها القوة أو الضعف فلا خشية للإنسان إلا خشية ربه التي تولدها داخله قناعاته الذاتية الراسخة غير المدفوعة بنزعات فردية تتحكم فيها الأهواء... صمت لحظات ونظر إلي مباشرة وردد.. فهمت..؟ نظرت إليه وقد اشتعل تفكيري من كلماته مرددًا... أعتقد سيدي أن الأمر اتضح... انتهي الحوار بيني وبين السيد السفير ولكن تولدت لدي قناعة أن الخوف هذا المرض اللعين الذي يطارد العديد والذي ينتابني في أحيان عديدة لا يحتاج إلي فرد ليواجهه بل إلي قناعة مجتمعية تمتد جذورها إلي أحكام عقائدها السامية وإلي علمائها ومفكريها ليرسخوا نضالا حتميا ضده يشارك فيه الجميع رحمة بالعقول وسعيا إلي تقدم مجتمعي مأمول.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.