أميل كثيرا لمناقشة أي كتاب جديد.. يرسخ أحد مفاهيم المواطنة ويدعمها.. خاصة عندما يقدم الكتاب.. لرؤية (بانورامية) متنوعة، وهو ما ينطبق علي كتاب (التسامح.. الفضيلة الغائبة).. ويتضمن الكتاب العديد من الأفكار المهمة والقيمة، وعلي سبيل المثال: - إن عدم التسامح يعني التمييز بحجة الأفضلية ومنع الاجتهاد وتحريم وتكفير أي رأي حر. إن عدم التسامح يعني فرض نمط حياة معينة بغض النظر عن التطورات العاصفة التي شهدها العالم. التسامح هو عنصر أساسي في الحفاظ علي الشخصية والخصوصية. إذا كانت الديمقراطية تعني حكم الأكثرية.. فهي لا تعني هيمنة الأكثرية علي مقدرات السلطة والمجتمع. -التسامح والديمقراطية يتناقضان مع الهيمنة والتسلط، ويلتقيان في الاعتراف بالآخر واحترام حقوقه وخصوصيته. التسامح هو أن ننسي الماضي الأليم بكامل إرادتنا.. إنه اختيار ألا تجد قيمة للكره أو الغضب.. إنه التخلي عن الرغبة في إيذاء الآخرين بسبب شيء قد حدث في الماضي. التسامح هو أن نشعر بالتعاطف والرحمة والحنان ونحمل كل ذلك في قلوبنا. التسامح هو أن تكون مفتوح القلب، وألا تشعر بالغضب والمشاعر السلبية من الشخص الذي أمامك. التسامح هو الشعور بالسلام الداخلي. التسامح أن تعلم أن البشر خطاءون، ولا بأس بخطئهم. التسامح في اللغة هو التساهل والتجاوز بعطف. التسامح.. نصف السعادة. التسامح أن تطلب من الله السماح والمغفرة. التسامح.. هوأن تسامح والديك وأبناءك والآخرين. التسامح ليس سهلا، ولكن من يصل إليه يسعد. التسامح هو طلب السماح من نفسك والآخرين إن التسامح وفق المنظور الإسلامي فضيلة أخلاقية وضرورة مجتمعية وسبيل لضبط الاختلافات وإداراتها. إن النص الديني واحد، ولكن تفسيره قد يختلف من شخص لآخر ومن جماعة لأخري، ومن حق كل إنسان أن يتبني التفسير الذي يراه صحيحا.. بشرط ألا يعتبر أن أصحاب أي تفسير آخر مشبوهون أو هراقطة أو أنهم ضلوا عن الصراط المستقيم. إن كتاب (التسامح) الذي اشترك في تأليفه كل من: القس رفعت فكري د. جمال محمد أبوزيد والأستاذ عابد باسيليوس هو بحق تعبير عن الفضيلة الغائبة في مجتمعنا المصري الآن، وهي الفضيلة التي نفتقدها ونشعر بأهميتها عند كل منعطف طائفي جديد نمر به، وما أكثر تلك المنعطفات خلال السنوات الثلاث الأخيرة.