وضع مسجد رابعة العدوية خلال رمضان برنامجاً ثقافياً ودينيا للشباب والأطفال، وهو نموذج لما يمكن أن يقوم به المسجد من دور تربوي وليس دينياً فقط، حيث تعمل هذه الأنشطة علي مشاركة الوالدين الفعالة فيها، حيث يوضح د. بسيوني عبدالعزيز بالي إمام وخطيب مسجد رابعة العدوية أن برنامج المسجد في رمضان يتضمن شقين الأول توضيح ما يجب أن يكون عليه حال المسلم في رمضان وبعد انتهاء الشهر الكريم، من خلال تعاليم النبي «صلي الله عليه وسلم» والشق الثاني تدريب الأطفال بداية من سن سبع سنوات علي فريضة الصيام حتي ولو صام يوما واحدا أو بعض يوم، وإشراك الآباء في هذا البرنامج من خلال توضيح أنماط تعويد الصغار علي الصوم ومنها ما كان عليه صحابة الرسول «صلي الله عليه وسلم»، حيث كانوا يشغلون أبناءهم باللعب ب«العهن» أي الصوف حتي يمسكوا عن الطعام غالب اليوم لتعويدهم علي الصيام. وأضاف أن برنامج المسجد يشمل أيضا تعليم الأطفال الصلاة والتأكيد علي ضرورة المحافظة عليها في أوقاتها وخاصة صلاتي الفجر والجمعة ويوضح قائلا: نعلم الأطفال أيضا خلال وجودهم في المسجد بأوقات الصلاة الكثير من القيم والسلوكيات الطيبة التي أمرنا بها الإسلام و منها أن يلقوا السلام علي الأسرة أو الوالدين في البيت اقتداء بسيدنا أنس الذي أوصاه النبي عليه الصلاة والسلام بأن يلقي السلام علي أهله فقال:"يكن فيك وفي أهلك بركة". كما يهدف البرنامج أيضا لتعويد الأطفال علي دفع الصدقات و لو بالقليل من خلال تدريب الاطفال والشباب علي إعطاء الصدقات لمن يستحقون لا إلي المتسولين في الطرقات أو علي أبواب المساجد حتي لا يكون ذلك تشجيعا لهؤلاء المرتزقة علي أن يتخذوا التسول مهنة لهم. ويشير إلي أن تطبيق البرنامج التعليمي يتم من خلال تدوين أسماء المشاركين وتتم متابعة مدي التزامهم من خلال جدول "يوم في حياة مسلم" و هو جدول يومي مقسم حسب أيام الشهر و يضم الكثير من الأقسام لمتابعة السلوك اليومي، ويتم تكريم المشاركين ليلة 27 من رمضان ببعض الجوائز العينية والمادية التي يتبرع بها أهل الخير. يشير د.بسيوني إلي أن مجهودات المسجد تسعي أيضا لاجتذاب فئة الشباب وتشجيعهم علي الاقبال علي الثقافة الدينية وحفظ القرآن الكريم في شهر رمضان واختبارهم في بعض أجزاء و سور القرآن الكريم فضلا عن بعض الأسئلة الثقافية في سيرة النبي وأحاديثه.