غدا يبدأ العام العالمي للشباب والذي سينتهي في 11 أغسطس 2011 في المبادرة الثانية من نوعها من قبل الأممالمتحدة لتعزيز أدوار الشباب حول العالم.. كان عام الشباب الأول قد مرت علي نهايته 25 عاما، فتقرر تخصيص عام جديد للشباب في كل دول العالم تحت مسمي (الحوار والتفاهم المتبادل).. وهذا لتشجيع التفاهم بين الأجيال من أجل تعزيز السلام واحترام حقوق الإنسان واحترام الحريات والتضامن بين المجتمعات.. ولأننا من البلاد المشاركة في هذا العام العالمي للشباب، يجب أن ننتبه لبعض ماجاء بحيثيات هذا الحدث لإدراك أهدافه، وتفعيلها: الهدف العام لهذا الحدث العالمي هو تشجيع الشباب علي المساعدة في دفع التقدم والوصول إلي تحقيق الأهداف التنموية للألفية وأهمها مواجهة الأمراض الاجتماعية التي تشمل الفقر، والجوع، وموت الأطفال والأمهات، وعدم الحصول علي التعليم، والرعاية الطبية.. ومن المفترض الوصول إلي تقدم في معالجة هذه القضايا بحلول عام 2015.. فهل قمنا بتحديد المشاكل التي نواجهها من هذه الأمراض الاجتماعية كما يسمونها للبدء في مواجهتها؟ تعريف الأممالمتحدة لمصطلح (الشباب) هو الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و24 عاما، والذين يمثلون طبقا للإحصائيات العالمية 18% من سكان الأرض.. ولكن 87% من شباب العالم يعيشون في البلاد النامية ويواجهون تحديات صعبة مثل قلة الموارد، والرعاية الطبية، والتعليم، والتدريب، والعمل، والفرص الاقتصادية.. ونحن في مصر نمتلك طاقة كبيرة من الشباب في هذه المرحلة العمرية ومن السهل توجيه طاقات الكثيرين منهم والذين ينتمون للمؤسسات التعليمية مدرسية كانت أم جامعية لخدمة الآخرين ممن لا ينتسبون للتعليم.. الهدف الأول لتفعيل العمل في عام الشباب هو (خلق الوعي) لدي الشباب وذلك من خلال تنمية إدراك المجتمع الاقتصادي بقطاعيه العام والخاص بأن الاستثمار في الشباب سيعود بالنفع علي هذا المجتمع.. وأيضا من خلال تعزيز الإدراك بدور الشباب الفعال في تحقيق التنمية المجتمعية.. ورفع الوعي بعدم وجود مساواة بين الشباب، وبالتالي الاحتياج إلي تلبية متطلبات غير القادرين منهم.. وأخيرا تعزيز وعي الشباب بالبرامج والسياسات الخاصة بهم وبتنمية معارفهم.. هل لدي شبابنا هذا الوعي، أو حتي المعرفة بحلول عام الشباب والفرص المتاحة لهم من خلاله؟ أم أنهم لا يعرفون أو يهتمون أساسا بالأممالمتحدة وبرامجها؟ الهدف الثاني هو (التحفيز علي المشاركة) الشبابية.. وذلك عن طريق تنظيم طرق مشاركة الشباب في صنع القرار.. ودعم المنظمات والمبادرات التي يتولي الشباب قيادتها لتوسيع مشاركتهم في المجتمع.. وتعزيز الشراكة العالمية بين الحكومات والمؤسسات والدوائر العلمية والمجتمع المدني والقطاع الخاص والإعلام من أجل تنمية الشباب.. مما يعني أن علي مؤسسات المجتمع توسيع قاعدة المشاركة الشبابية التي وإن كانت قائمة لا تتعدي الصفوة، ولا تصل إلي القاعدة العريضة من الشباب، ولا يتم تفعيل محتواها علي مستوي الجامعات والمعاهد العلمية التي تضم هؤلاء الشباب إلا في أضيق الحدود.. والهدف الثالث والأخير هو (التواصل وبناء الجسور) للتفاهم بين الثقافات المختلفة علي مستوي الشباب.. وذلك عن طريق توفير سبل التواصل بين الشباب من حضارات مختلفة للتعرف علي الآخر وبناء المشاركة.. وأيضا عن طريق دعم الشباب كمكون أساسي من مكونات المجتمع الدولي وكسفراء للسلام في أنحاء العالم.. هل يعني هذا أن علينا أن نعلم شبابنا شيئا عن الاختلاف، والآخر، والتسامح، والتفاهم، والتواصل، والسلام أثناء هذا العام؟ إذا كان (الحوار والتفاهم المتبادل) من الأساسيات الحضارية العالمية التي فقدها جيل أو أجيال في بلدنا في العقود الأخيرة، فما زال هناك أمل في المستقبل، وفي الشباب الصغير الأكثر تفتحا، والأوسع أفقا..