دعا إياد علاوي رئيس الوزراء العراقي الأسبق زعيم كتلة " القائمة العراقية " إيران إلي عدم التدخل في شئون بلاده والوقوف علي مسافة واحدة من أطراف العملية السياسية في بغداد وحث في الوقت ذاته واشنطن علي التوقف عن تهديد طهران. وأبدي علاوي في حوار ل "روزاليوسف" عبر الهاتف استعداده للتخلي عن مطلبه بتولي رئاسة الوزراء في الحكومة المقبلة شريطة أن يتولي هذا المنصب بديلا له من القائمة العراقية. وألمح إلي عدم وجود دور للجامعة العربية في أزمة تشكيل الحكومة العراقية مؤكدا ان الجامعة رغم كفاءة أمينها العام عمرو موسي تفتقر الي الدعم العربي في قضيتي العراق وفلسطين. وإلي نص الحوار: مرت سنوات حكومة نوري المالكي المنتهية ولايتها دون تقدم في مجال البناء والإعمار فضلا عن وجود قصور واضح في الوضع الامني والسياسي.. برأيك.. ما هي الاسباب التي قادت لذلك؟ أهم سبب هو غياب الدولة ومؤسساتها، فالحكومة ليست دولة بل جزء من الدولة ومن نظام سياسي واجتماعي واقتصادي يقوم علي مؤسسات مهنية ومسئولة ونزيهة ومحددة المعالم في حرفيتها وسلسلة مراجعها وغياب الدولة المستمر بعد تفككها في الحرب هو الذي أدي الي الفوضي الكبيرة في الوضع العراقي للأسف. إلي أي حد تتدخل إيران في أزمة تشكيل الحكومة العراقية وكيف تفسر إصرارها علي بقاء المالكي رئيسا للوزراء؟ علي ايران، كغيرها من بلدان الجوار، ألا تتدخل في الشأن الداخلي العراقي وأن تبقي علي مسافة واحدة من العملية السياسية وأطرافها في العراق. وعلي الولاياتالمتحدة ان تتوقف عن التهديد المستمر لايران وأن تلجأ الي حلّ مقبول يبعد شبح الحرب. صرحت سابقا بأنه سيكون هناك عنف وفوضي إذا تم إنكار حق كتلة "القائمة العراقية " التي تتزعمها في تشكيل الحكومة.. ماذا تقصد بذلك.. وهل يمكن أن تدعو أنصارك الي العنف اذا تم تجاوزك في الحكومة المقبلة؟ إن عدنا الي المربع الطائفي السياسي وإن اصبحت القوة وليست الديمقراطية هي الحلّ.. حينها ستسود شريعة الغاب خاصة في ظل تراجع دور القضاء وضعفه كما هو حاصل الآن. لماذا تطالب المالكي بالتخلي عن رئاسة الوزراء ولا تتنازل أنت عن مطلبك بتولي هذا الموقع؟ أنا مستعد للتخلي عن موقع رئاسة الوزراء وأستطيع أن اقنع كتلة " القائمة العراقية" بذلك، لكنني لا أوافق علي إلغاء الاستحقاق الدستوري والانتخابي للقائمة، فهناك إخوة معي في الكتلة في غاية الكفاءة وربما أكفأ مني ومن حق الكتلة أن ترشحهم. ولا أعتقد أن هناك موقعا ثمينا يضاهي ثمن الوطن مهما كان هذا الموقع، فالوطن أسمي وأهم أما الحكومة فيجب ان تكون حكومة قوية وقادرة علي أداء ما عليها للعراق والمنطقة بالكامل والشراكة الوطنية التي نرغب بها هي شراكة في طريقة اتخاذ القرار الاستراتيجي وإشراك كل الكتل الفائزة بذلك وليس في طلب المواقع والادوار. هل يمكن أن تقوم القائمة العراقية بالتحالف مع قوي أخري للإسراع في تشكيل الحكومة؟ نعم ونحن انفردنا مؤخراً بتقديم مشروع مقترح للحوار بين القوي والكتل السياسية ينأي عن الاهتمام بتوزيع السلطات ويركز علي البرامج والقضايا والسياقات المهمة والأساسية كالخروج من المأزق الطائفي وتحقيق المصالحة الوطنية وإعادة تقييم الملف الأمني ويتضمن ملاحظات أولية حول ضرورة الإصلاح الدستوري ومن ثم وضع مقاييس اختيار الرئاسات. ما حقيقة التقارير التي تداولتها وسائل الإعلام مؤخرا حول تلقيك تهديدات بالتصفية؟ وفي اعتقادك من يقف وراءها؟ هناك تهديدات مستمرة وكثيفة وأكيدة وخطيرة وحتي رئيس الوزراء نوري المالكي حذرني من ذلك فضلاً عن أجهزة أمنية عراقية ودول شقيقة وكذلك القوات المتعددة الجنسيات. كيف تري دور الجامعة العربية في أزمة تشكيل الحكومة العراقية؟ وهل تقبلون بمبادرة عربية في هذا الصدد؟ أين هي المبادرة وأين هو دور الجامعة.. الأخ عمرو موسي رجل كفء ومتميز لكن الجامعة بصراحة تفتقر الي الدعم العربي الحقيقي كما تفتقر الي تضامن عربي حقيقي في مسائل جوهرية منها القضيتان المركزيتان العراق وفلسطين. الصحف الأمريكية كشفت النقاب عن وجود سجون سرية في العراق وحكومة المالكي وعدت بالتحقيق في هذا الأمر رغم ان الاتهامات تتجه نحوها بالوقوف وراء ذلك ما رأيك؟ لا أعتقد انه سيكون هناك أي تحقيق وأنا شخصياً لا افهم معني السجون السرية، فهذا أمر خطير.. نعم هناك سجون علنية ومعروفة وأماكن اعتقال لغير المحكومين واضحة ومعلومة مع وجود هيئات محامين جاهزة للعمل الفوري وادعاء عام محدد هذا كله مفهوم وضروري، لكن سجوناً سرية فهذا يعيدنا لمبدأ الدولة السرية وهو في منتهي الخطورة. ذكرت عبر وسائل الاعلام أن الحرب علي الطائفية ستكون صعبة وأكدت أن هناك أشخاصاً من طرفكم في السجون فعلي أي أساس تم اعتقالهم؟ الحرب الطائفية لا سمح الله إن حصلت فستكون كارثية فهذه اوروبا في القرون الوسطي طحنتها الحروب الطائفية والدينية وفي منطقتنا هناك توترات هائلة والطائفية السياسية ستَصب الزيت علي النار المشتعلة.. هذه وجهة نظري واسأل الله أن أكون مخطئا. أما فيما يتعلق بالشق الثاني من السؤال، فلا نعلم لماذا اعتقلوا شبابنا ولا نستطيع الوصول لهم، للأسف ولا حتي المحامين يستطيعون الوصول لهم لكن كل ما نعرفه ان هؤلاء الإخوة كانوا مرشحين ومنهم من فاز أو نشطاء في القائمة. ما المرحلة التي تتوقع فيها أن تعود البلاد إلي العنف الطائفي؟ إن شاء الله لا تعود وسنسعي لكي لا تعود.