اتفاق بين الأكراد والمالRي لتشكيل الحكومة علاوي يقاطع العملية السياسية سلميا في حالة تجاهل حق كتلته أكد سعد المطلبي المستشار في وزارة الدولة لشئون المصالحة الوطنية العراقية أن إئتلاف دولة القانون توصل إلي اتفاق مع الإئتلاف الكردي لتشكيل حكومة أغلبية بعد سلسة اجتماعات عقدت في بغداد وأربيل بين مسئولي الكتل السياسية. في تصريح له امس أن توجه الدعوة إلي البرلمان العراقي للاجتماع في دورة عادية في 8 نوفمبر المقبل. وكان برهم صالح رئيس حكومة إقليم كردستان قد أكد أن الكتل البرلمانية العراقية أصبحت أقرب إلي التوافق علي اختيار نوري المالكي رئيس الوزراء المنتهية ولايته لرئاسة الحكومة المقبلة. يأتي هذا في الوقت الذي أكد فيه زعيم ائتلاف "العراقية" ورئيس الوزراء العراقي الأسبق إياد علاوي علي استحقاق ائتلافه بتشكيل الحكومة ملوحا بأنه سيقاطع العملية السياسية سلميا في حال استكملت فصول مصادرة إرادة العراقيين ومصادرة حق "العراقية" الانتخابي والدستوري . في حوار صحفي امس إن الأزمة السياسية في البلاد قد لا تشهد انفراجا قريبا، منتقدا رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي واعتبر إصرار الأخير علي حقه في ترؤس الحكومة العراقية المقبلة "أمرا غير دستوري ويضع العراق علي كف عفريت". وأضاف أنه علي الرغم من استمرار الأزمة فإن هناك مؤشرات إيجابية حيث إن هناك شبه إجماع علي ضرورة تحديد مبدأ الشراكة الوطنية، وتحديد مسئولية القرار السياسي الاستراتيجي وهما عنصران بادرنا في "العراقية" إلي تثبيتهما وصارا حديثا مشتركا لقوي وطنية عراقية أساسية. وأشار إلي أنه تم أيضا اعتماد مبدأ مناقشة الصلاحيات الممنوحة لرئيس الوزراء وتوزيعها وعدم حصرها بيد شخص واحد، وهو ما قوبل أيضا بإجماع واسع. ورأي أن هناك مسارين للخروج من الأزمة، فإما الاستحقاق الدستوري والانتخابي وهو ما يعني استحقاق "العراقية" في تشكيل الحكومة، أو المسار السياسي الذي يمثله اتفاق بين القوي السياسية حول عموم الوضع في البلاد . وقال "كلا المسارين نحن في "العراقية" نتعاطي معهما ومستعدون لهما بفاعلية وحوار جاد بدأ مع مبادرة رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البارزاني في بدء الحوار بين معظم القوي الرئيسية الفائزة في الانتخابات، منبها إلي أنه خلاف ذلك نحن سنتعرض إلي إشكالات تعقد الأزمة وتدخل البلاد في أجواء ليست صحية". وأضاف أن الكرد يقفون مع الجميع وحريصون علي إقامة حكومة الوحدة الوطنية وأنهم ليسوا مع تهميش أية جهة، فضلا عن كوننا نعول علي الحوارات الجديدة وننتظر ما ستتمخض عنها. وأشار إلي أن "المجلس الأعلي الإسلامي" أعلن أنه لن يشارك في حكومة لا تشترك فيها "العراقية" كما كان هناك أحاديث ومواقف من التيار الصدري بالاتجاه ذاته. وأوضح أنه في حال حدوث مصادرة حق "العراقية" الدستوري والانتخابي فهو يعني خروجا خطيرا علي مسار العملية السياسية التي نعتقد أنها خرجت أصلا عن مسارها وحملت ملامح الهيمنة من قوي تصادر الديمقراطية وتضع خطوطا حمراء علي قوي معينة أبرزها "العراقية". وحول الاتصالات والمباحثات الأخيرة التي أجراها مع الدول العربية والإقليمية قال علاوي إن للعراقية ولي شخصيا تاريخا طويلا من العلاقات مع الدول العربية والإسلامية قبل سقوط النظام السابق وبعده، وأري أن الدول العربية لا تتدخل علي الإطلاق في الشأن العراقي والتدخل يحصل من جهة أخري هي إيران، فضلا عن تدخل أمريكي انطلاقا من وجودها علي الأراضي العراقية واتفاقياتها الإستراتيجية مع الحكومة العراقية. ولفت إلي أن أمريكا تدعو إلي الإسراع بتشكيل حكومة تشمل الجميع، فيما إيران تدعو إلي حكومة طائفية سياسية قائمة علي "المحاصصة" وتضع خطوطا حمراء علي مشاركة "العراقية" وعلي شخصيا وبهذا فهي عنصر تدخل سلبي في الشأن العراقي الداخلي لأسباب أجهلها بالرغم من دعواتنا لإقامة أحسن العلاقات مع إيران قائمة علي المصالح المشتركة وعدم التدخل. وتابع أن ما أظهرته الوثائق الأمريكية الأخيرة تؤكد أشكال التدخل الإيراني وإرسال سيارات مفخخة أعدت في إيران تستهدف شخصيات معينة، منها أنا شخصيا، كما تلقينا تحذيرات من دول أخري حول خطط بهذا الاتجاه. وقال زعيم ائتلاف "العراقية" ورئيس الوزراء العراقي الأسبق إياد علاوي إن أمريكا تراجعت قدرتها علي التأثير في العراق وسياستها تكتنفها ضبابية واسعة، فإلي الآن لا نعرف أين تتجه البوصلة الأمريكية علي الرغم من أننا قدمنا لهم رؤيتنا للشراكة الوطنية و"خريطة طريق" لما يجب أن يكون عليه العراق؟ . واستمرارا لاعمال العنف التي تجتاح العراق كان قد قتل الجمعة الماضي 25 شخصاً علي الاقل واصيب نحو 70 آخرين في هجوم انتحاري استهدف مقهي شمال شرق بغداد .