إن الله الحقيقي تجدونه في الكتب السماوية إلهاً قوياً غنياً رحيماً محباً ودوداً متسامحاً عفواً غفوراً ليس مع المؤمنين به فقط بل مع أعدائه كذلك. الله مع غير المؤمنين به في القرآن: قال تعالي: {ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم } «فصلت 34 ». نهي الله عن سب معتقدات الآخرين فقال: قال تعالي : {ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم } «الأنعام 108». وقال تعالي: {عسي الله أن يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم مودة} « الممتحنة 7 ». وقال تعالي: { لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين} «الممتحنة 8 ». وقال تعالي: { لتبلون في أموالكم وأنفسكم ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذي كثيرا وإن تصبروا وتتقوا فإن ذلك من عزم الأمور} « آل عمران ». وقال تعالي: {ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن} «العنكبوت». الله مع غير المؤمنين به في الكتاب المقدس: قال المسيح عليه السلام: (فليضئ نوركم هكذا قدام الناس لكي يروا أعمالكم الحسنة ويمجدوا أباكم الذي في السماوات) «إنجيل متي - الآية 16 - الإصحاح 5» . وقال السيد المسيح عليه السلام: (كن مراضيا لخصمك سريعا ما دمت معه في الطريق) «إنجيل متي - الآية 25 - الإصحاح 5» . وقال السيد المسيح عليه السلام: (وأما أنا فأقول لكم لا تقاوموا الشر، بل من لطمك علي خدك الأيمن فحول له الآخر أيضا ، ومن أراد أن يخاصمك ويأخذ ثوبك فاترك له الرداء أيضا ومن سخرك ميلا واحدا فاذهب معه اثنين) «إنجيل متي- الآيات 39-40-41- الإصحاح 5». وقال السيد المسيح عليه السلام: (وأما أنا فأقول لكم أحبوا أعداءكم، باركوا لاعنيكم، أحسنوا إلي مبغضيكم) إنجيل متي - الآية 44 - الإصحاح 5». الله مع الذين يرفضون دينه ويرفضون الإيمان به في القرآن: قال تعالي: { وقال موسي إن تكفروا أنتم ومن في الأرض جميعا فإن الله لغني حميد } «إبراهيم 8». وقال تعالي : { ومن كفر فإن الله غني عن العالمين } « آل عمران 97». وقال تعالي : { ومن شكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن ربي غني كريم } « النمل 40 ». وذكر القرآن أن المرتد عن الدين أيا كان هذا الدين والمنقلب علي عقبيه لن يضر الله شيئا. قال تعالي: { ومن ينقلب علي عقبيه فلن يضر الله شيئا } «آل عمران 144» وقال تعالي: { ولا يحزنك الذين يسارعون في الكفر إنهم لن يضروا الله شيئا } «آل عمران 176 ». وذكر القرآن أن الله نهي رسوله عن الحزن علي ما يقوله غير المسلمين في حقه وفي حق دينه، فإن الله أعز وأكبر من أن يحزن أحد عليه، قال تعالي : {ولا يحزنك قولهم } " يونس 65 ». وذكر القرآن أن الله نهي رسوله عن الحزن علي من كفر من الناس. قال تعالي : { ومن كفر فلا يحزنك كفره } « لقمان 23 ». الله مع الذين يرفضون دينه ويرفضون الإيمان به في الكتاب المقدس: قال السيد المسيح عليه السلام: (ها أنا أرسلكم كغنم في وسط ذئاب، فكونوا حكماء كالحيات وبسطاء كالحمام) «إنجيل متي الآية 16 الإصحاح 10 ». قال السيد المسيح عليه السلام: (ومن لا يقبلكم ولا يسمع كلامكم فاخرجوا خارجا من ذلك البيت أو من تلك المدينة وانفضوا غبار أرجلكم) «إنجيل متي - الآية 14 - الإصحاح 10». قال السيد المسيح عليه السلام : (فلما نظر الفريسيون قالوا لتلاميذه لماذا يأكل معلمكم مع العشارين والخطاة ، فلما سمع يسوع قال لهم لا يحتاج الأصحاء إلي طبيب بل المرضي فاذهبوا وتعلموا ما هو إني أريد رحمة لا ذبيحة، لأني لم آت لأدعو أبرارا بل خطاة إلي التوبة ) «إنجيل متي - الآيات 11 - 12- 13- الإصحاح 9 ». قال السيد المسيح عليه السلام : (لأنه إن أحببتم الذين يحبونكم فأي أجر لكم) «إنجيل متي - الآية 46 الإصحاح 5». وفي الختام أقول للمتدينين والمؤمنين الذين نصبوا أنفسهم أوصياء علي الله وعلي دينه ارفعوا أيديكم عن الله، فالله أكبر من أن يضره كفر أحد أو ردته، الله أكبر من أن تهزه كلمة، وأكبر من أن يستفزه نقد، الله أكبر من الشعور بالضرر والنقص لأجل شخص لم يؤمن به أو شخص ترك دينه ،فالله لن يضره أهل الأرض إن كفروا كلهم جميعا، ولن ينفعه أهل الأرض إن آمنوا كلهم جميعا، فارفعوا أيديكم عنه واتركوه وشأنه مع عباده، وارفعوا أيديكم عنا واتركونا وشأننا مع الله..