كشف تقرير فلسطيني حصلت عليه «روزاليوسف» وأعدته منظمة التحرير عن وجود مخاوف من استفراد إسرائيل بالمفاوض الفلسطيني خلال المفاوضات المباشرة المرتقبة بين الطرفين وإغراقه في التفاصيل من أجل عدم التوصل لنتائج أو إملاء وفرض الحلول الإسرائيلية. وأوضح التقرير أنه خلال المفاوضات غير المباشرة أجاب الفلسطينيون علي جميع التساؤلات التي طرحها المبعوث الأمريكي جورج ميتشل خطيا فيما لم تجب إسرائيل علي أي من التساؤلات معتبرا ذلك دليلا آخر لفشل المفاوضات المباشرة المرتقبة. ورأي أن التراجع في موقف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو يؤكد أن المؤسسة الأمريكية هي الأقوي وأن اللوبي اليهودي معهم جدا في قرارات الرئاسة الأمريكية. وطالب القيادة الفلسطينية بدراسة تداعيات المفاوضات المباشرة خاصة أن واشنطن نفضت يديها من إمكانية أن تكون وسيطا نزيها. وأكدت منظمة التحرير الفلسطينية تمسكها بضرورة توفير ضمانات قبل استئناف المفاوضات المباشرة مع تحديد مرجعية لها ووقف الاستيطان بشكل كامل وأوضحت أن القرار النهائي بشأن المفاوضات المباشرة لن يتخذ قبل مطلع الشهر المقبل موعد انتهاء المفاوضات غير المباشرة التي أكد الرئيس محمود عباس أن فرص نجاحها تقترب من الصفر. علي الجانب الأخر كشفت القناة العاشرة بالتليفزيون الإسرائيلي عن موافقة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو علي الانسحاب من 90% من الضفة الغربية مقابل ضمانات أمنية مرضية. ونقلت القناة عن مصادر مقربة من نتانياهو قولها إن الأخير توصل لقناعة بضرورة التعاون مع واشنطن في التقدم نحو تسوية دائمة للصراع الإسرائيلي - الفلسطيني وأنه خلافا لمواقف اليمين وحزبه الليكود قد يوافق علي الانسحاب من 90% من الضفة مقابل وضع ترتيبات أمنية كفيلة بزرع الاطمئنان لدي الإسرائيليين تشمل نصب إدارات علي رءوس الجبال في الضفة وتطوير منظومة الدفاع الصاروخية اشلإسرائيلية لمواجهة الصواريخ من جميع الأنواع ونشر قوات أجنبية علي الحدود الشرقية للدولة الفلسطينية. ولم تستبعد القناة أن يكون نتانياهو قد أصيب بما أصيب به غيره من قادة اليمين المتطرف عند وصولهم للحكم مثل مناحم بيجن الذي أبرم اتفاقية سلام مع مصر وأرئيل شارون الذي انسحب من غزة وإيهود أولمرت الذي اقترح إقامة دولة فلسطينية تشمل الضفة وغزةوالقدسالشرقية مع تبادل الأراضي. بموازاة ذلك صادقت لجنة التنظيم والبناء في بلدية القدس أمس علي بناء 40 وحدة استيطانية شمال القدسالشرقية وذلك في إطار مشروع استيطاني يقضي ببناء 220 وحدة جديدة فيما أكدت حركة «السلام الآن» الإسرائيلية أن المستوطنين انتهكوا قرار تجميد الاستيطان في الضفة بقيامهم ببناء 295 منزلا. واستطلعت «روزاليوسف» آراء المسئولين والساسة الفلسطينيين لمعرفة سر انقلاب الإدارة الأمريكية علي السلطة الفلسطينية وتهديدها بعزل الفلسطينيين في حال رفضوا الدخول في المفاوضات المباشرة، وقال محمد دحلان عضو اللجنة المركزية لحركة فتح إنه ضد تسريب ونشر الرسالة التي بعث بها الرئيس باراك أوباما لنظريه عباس، قبل الاجتماع الأخير بلجنة مبادرة السلام العربية، وتوعد فيها السلطة الفلسطينية إذا رفضت المفاوضات المباشرة. وأوضح أن السلطة الفلسطينية معنية بتوطيد العلاقات مع الإدارة الأمريكية التي ليس من مصلحتها أن تتخذ إجراءات قاسية ضد الأولي لأن واشنطن لها مصالح في ظل وجود هذه السلطة. وأكد «أنه من غير المقبول أن نقبل بالضغط علي جانب واحد فقط، قاصدا الفلسطينيين، فالإدارة الأمريكية رغم أنها لا تستطيع الضغط علي إسرائيل لكن ممكن أن تؤثر عليها وبالتالي نحن لا نستطيع أن نذهب إلي قاعدة شروط يمليها علينا نتانياهو. ورغم إقراره بأن إسرائيل لم تنفذ شيئا لتحقيق السلام أوضح دحلان أن الفلسطينيين عندما قيل لهم ادخلوا في مفاوضات مباشرة قبلوا بذلك لأنهم يسعون للسلام مشيرا إلي أن الأيام المقبلة ستشهد لقاءات مع الجانب الأمريكي لتحديد كيفية بدء هذه المفاوضات. واتفق معه نبيل أبوردينة الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية مؤكدا عدم وجود ضغوط أمريكية علي عباس وأن أوباما وعد الرئيس الفلسطيني ببذل كل الجهد لإقامة الدولة الفلسطينية. في المقابل رأي النائب مصطفي البرغوثي أمين عام المبادرة الوطنية الفلسطينية أن هناك ضغوطا أمريكية علي عباس وراءها اللوبي الصهيوني الذي استطاع من خلال سيطرته علي الكونجرس إجبار أوباما علي الضغط علي الفلسطينيين للقبول بالمفاوضات المباشرة وتابع البرغوثي قائلاً: «كنا نتوقع تراجع نتانياهو أمام أوباما لكن وجدنا العكس وبدلا من أن نشاهد ضغوطا أمريكية علي إسرائيل وجدناها علي الفلسطنيين»، معتبرا التفاوض مع حكومة اليمن المتطرف في إسرائيل غطاءً لمزيد من الاستيطان داعيا إلي تحقيق المصالحة الفلسطينية حتي يتمكن الشعب الفلسطيني من وقف الجرائم الإسرائيلية. وأيده نايف حواتمة أمين عام الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين موضحا أن الفلسطينيين والعرب يتعرضون لضغوط أمريكية متواصلة للتفاوض المباشر في ظل رفض نتانياهو الالتزام بشيء إلا علي طاولة المفاوضات المباشرة وتوقع أن تدور هذه المفاوضات، التي أجبر عليها الفلسطينيون لصالح الكيان الصهيوني، في حلقة مفرغة. من ناحية أخري استدعت وزارة الخارجية التركية أمس سفير إسرائيل في أنقرة بعد تصريحات لوزير الدفاع إيهود باراك الذي وصف رئيس المخابرات التركية الجديد بأنه «نصير لإيران».