«التضامن» تقر قيد 3 جمعيات في محافظتي القليوبية والشرقية    محافظ الدقهلية يواصل جولاته المفاجئة ويتفقد المركز التكنولوجي بحي غرب المنصورة    بحضور وزير الثقافة.. وصول لطفي لبيب للوداع الأخير من كنسية مارمرقس بمصر الجديدة    تخصيص قطع أراضي لإقامة مناطق حرة ولوجيستية بمحافظة الجيزة    20 % تراجعًا في مشتريات المصريين من الذهب بالربع الثاني بعام 2025    رئيس جامعة أسيوط يشارك باجتماع "تنمية الصعيد" لبحث مشروعات التنمية المتكاملة بمحافظات الجنوب    مصر تؤكد على أهمية التوصل لاتفاق دائم لوقف إطلاق النار بغزة    سلوى محمد علي تصل قداس جنازة لطفي لبيب    دونج فينج MHERO 1 أحدث سيارة للأراضي الوعرة في مصر.. أسعار ومواصفات    أسعار اللحوم الجملي والضاني اليوم الخميس 31-7-2025 في الأسواق ومحال الجزارة بقنا    إعلام عبري: ويتكوف يصل إسرائيل ويلتقي نتنياهو ظهر اليوم    اتفاق الرسوم مع ترامب يشعل الغضب في أوروبا.. قطاعات تطالب بإعفاءات عاجلة    رئيس الأولمبية يشيد بدخول المسلم قائمة عظماء ألعاب الماء: فخر لكل عربي    البداية مؤلمة.. تفاصيل إصابة لاعب الزمالك الجديد ومدة غيابه    تفاصيل إصابة صفقة الزمالك الجديدة    صفقة تبادلية تلوح في الأفق بين الزمالك والمصري.. شوبير يكشف التفاصيل الكاملة    مواعيد مباريات الخميس 31 يوليو 2025.. برشلونة ودربي لندني والسوبر البرتغالي    إصابة 5 أشخاص فى حادث انقلاب ميكروباص بأطفيح    ضبط 115 ألف مخالفة مرورية وكشف 236 متعاطيًا خلال 24 ساعة    تركيب بلاط الإنترلوك بمنطقة الصيانة البحرية بمدينة أبوتيج فى أسيوط    الشيخ أحمد خليل: من اتُّهم زورا فليبشر فالله يدافع عنه    "السبكي" يتابع آخر استعدادات تطبيق التأمين الصحي الشامل في مطروح    مستشفيات جامعة القاهرة: استحداث عيادات جديدة وقسم متكامل للطب الرياضي    طريقة عمل الشاورما بالفراخ، أحلى من الجاهزة    يعود بعد شهر.. تفاصيل مكالمة شوبير مع إمام عاشور    عزام يجتمع بجهاز منتخب مصر لمناقشة ترتيبات معسكر سبتمبر.. وحسم الوديات    خلال زيارته لواشنطن.. وزير الخارجية يشارك في فعالية رفيعة المستوى بمعهد "أمريكا أولًا للسياسات"    مقتل 6 أشخاص وإصابة 52 آخرين على الأقل جراء هجوم روسي على كييف بطائرات مسيرة وصواريخ    السكة الحديد توضح حقيقة خروج قطار عن القضبان بمحطة السنطة    ذبحه وحزن عليه.. وفاة قاتل والده بالمنوفية بعد أيام من الجريمة    ضبط قضايا إتجار بالنقد الأجنبي بقيمة 8 ملايين جنيه خلال 24 ساعة    مجلس الآمناء بالجيزة: التعليم نجحت في حل مشكلة الكثافة الطلابية بالمدارس    مصرع ربة منزل بطلقات نارية في ظروف غامضة بقنا    سعر الدولار اليوم الخميس 31 يوليو 2025    حسين الجسمي يروي حكايتين جديدتين من ألبومه بمشاعر مختلفة    خالد جلال ينعى شقيقه الراحل بكلمات مؤثرة: «الأب الذي لا يعوض»    لافروف يلتقى نظيره السورى فى موسكو تمهيدا لزيارة الشرع    اليوم.. بدء الصمت الانتخابي بماراثون الشيوخ وغرامة 100 ألف جنيه للمخالفين    النتيجة ليست نهاية المطاف.. 5 نصائح للطلاب من وزارة الأوقاف    وزير الصحة يعلن تفاصيل زيادة تعويضات صندوق مخاطر المهن الطبية    استرداد 11.3 مليون متر من أراضي الري.. و124 قطعة دعمت النفع العام و«حياة كريمة»    أيادينا بيضاء على الجميع.. أسامة كمال يشيد بتصريحات وزير الخارجية: يسلم بُقك    حملة «100 يوم صحة» تقدم 23.5 مليون خدمة طبية مجانية خلال 15يوما    الكشف على 889 مواطنًا خلال قافلة طبية مجانية بقرية الأمل بالبحيرة    أمين الفتوى يوضح آيات التحصين من السحر ويؤكد: المهم هو التحصن لا معرفة من قام به    الكنيسة القبطية تحتفل بذكرى رهبنة البابا تواضروس اليوم    تويوتا توسع تعليق أعمالها ليشمل 11 مصنعا بعد التحذيرات بوقوع تسونامي    طرح صور جديدة من فيلم AVATAR: FIRE AND ASH    المهرجان القومي للمسرح يكرّم الناقدين أحمد هاشم ويوسف مسلم    اليوم.. المصري يلاقي هلال مساكن في ختام مبارياته الودية بمعسكر تونس    الأحكام والحدود وتفاعلها سياسيًا (2)    بدء تقديم كلية الشرطة 2025 اليوم «أون لاين» (تفاصيل)    بسبب خلافات الجيرة في سوهاج.. مصرع شخصين بين أبناء العمومة    «حملة ممنهجة».. ترامب يقرر فرض رسومًا جمركية بنسبة 50% على هذه الدولة (تفاصيل)    أول تصريحات ل اللواء محمد حامد هشام مدير أمن قنا الجديد    المهرجان القومي للمسرح المصري يعلن إلغاء ندوة الفنان محيي إسماعيل لعدم التزامه بالموعد المحدد    هذه المرة عليك الاستسلام.. حظ برج الدلو اليوم 31 يوليو    ما المقصود ببيع المال بالمال؟.. أمين الفتوى يُجيب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



جمال : السادات عبقرى ..سبق عصره ..وقد دفع الثمن ..وتلك مقومات الزعامه


جمال مبارك في لقائه مع شباب الجامعات في حلوان:
العمل العام ليس نزهة.. والسياسة معركة.. إذا لم تكن قادراً عليها اتركها..
وأنا مقتنع بما أفعل.. ولست منزهاً عن النقد

تلقي جمال مبارك [ اقرا قصه الصفحه الاولى ]من بين نحو 300 شاب التقاهم في معهد إعداد القادة في جامعة حلوان نحو 40 سؤالاً، تطرقت إلي موضوعات مختلفة، وقد تم تحفيز الشباب الحاضر من المنظمين ألا يدخروا سؤالاً وأن يتكلموا بصراحة.. وقد بادر جمال مبارك بأن قال للشباب: لم آت لكي أحاضر فيكم.. بل لكي أسمع منكم وأتعرف علي آرائكم.. وقد امتدت الأسئلة إلي كل شيء.. وبما في ذلك أن وقف شاب من المنصورة متحدثاً عن التوريث.
جمال مبارك قال رداً علي هذا: لست أعرف ما الذي تقصده بالتوريث.. هل تتكلم عن انتخابات أم عن تعيين؟ وأضاف: عندي مهمة حزبية محددة وفق النظام الأساسي داخل الحزب.. في أمانة السياسات نحن لا نملي الأفكار.. نحن نقترحها وندافع عنها ونحصل علي الموافقة عليها. وأردف: إن إسهامي في الحياة العامة واضح الهدف والمبرر.. لقد شعرت مثلكم أن لدينا طاقات كثيرة وإمكانات يمكن أن نستغلها بشكل أفضل.. وقد كان أمامي بديلان.. إما أن أعلن آرائي بحرية بعيداً عن أي التزام.. أو أدافع عن هذا من داخل الحزب.. وقد اتخذت القرار الأصعب.. فالعمل العام ليس سهلاً.. ويقتضي توفير الوقت والجهد وتحمل النقد.. العمل العام ليس نزهة.. إن عليك أن تواجه الناس.
وأضاف أمين السياسات: أنا مستمر في تحمل التحديات والتحاور مع الجميع وقبول النقد.. أنا أتقبل النقد بصدر رحب.. هذه طبيعة الأمور.. ولأن كل رأي يحتمل الخطأ والصواب.. ومن طبيعة المرحلة الحالية في مصر أنه لا أحد منزهاً عن النقد.. والعمل السياسي معركة وحملات إعلامية.. إذا لم تكن قادراً عليه اتركه.. وأنا مقتنع وأخدم مجتمعي.. وضميري مستريح.. وبخلاف عملي السياسي فإنني أقوم بعمل خيري أجد فيه سعادة كبيرة.. حين نأخذ بأيدي الناس ونساعدهم بأن نفتح أمامهم بعض أبواب الأمل.
وبدا جمال مبارك حريصاً علي الرد علي كل ما طرح عليه في هذا السؤال، وبما في ذلك ما الذي سوف يري في 2011؟! وقال: بالنسبة لانتخابات الرئاسة فإن لها وقتها وقواعدها وقوانينها.. ومن المهم أن أشير إلي أنه لم يكن لأحد في مصر أن يطرح سؤالاً حول هذه الانتخابات قبل سبع سنوات.. هذه ثقافة جديدة.. أفرزتها التعديلات الدستورية التي دافع عنها الحزب الوطني.
وتطرق الحوار إلي قضايا مختلفة، داخلياً وخارجياً، وبما في ذلك الإصلاح الاقتصادي، ودور القطاع الخاص، والانتخابات البرلمانية المقبلة.. وفيما يلي عرض شبه كامل لما دار في الحوار.. وما قاله أمين السياسات.. راعيت في طريقة تحريره أن أوزعه علي فصول ونقاط.. إذ امتد اللقاء نحو ثلاث ساعات ونصف الساعة.. وتناول موضوعات مختلفة.

النقد الذاتي.. عملية تقييم
يقول جمال مبارك: الحوار اختلف الآن في مصر عما كان عليه قبل خمس سنوات.. وهو مختلف تماماً عما كان عليه قبل عشر سنوات.. مصر تغيرت.. والدنيا تغيرت كذلك.
من حين لآخر لا بد أن يجري الفرد عملية تقييم.. مراجعة.. ما الذي أنجز.. وهل يحتاج إلي تغيير مساره.. النقد الذاتي وسيلة مهمة حتي لا تفوتك الفرص.. هذا منهج لا بد من تطبيقه سواء كان علي مستوي الفرد أو علي مستوي شركة أو علي مستوي مؤسسة سياسية.. مثل الحزب.. والأحزاب عليها أن تراجع نفسها.. في ضوء اهتمامنا بها ديمقراطياً.. وباعتبارها عماد الحياة السياسية في المستقبل.
الحزب الذي لا ينقد نفسه لكي يصحح ذاته لن يمكنه أن يتفاعل مع الناس.. خصوصاً أنه يستحيل أن يجمع الناس في مصر أو غيرها.. في أي مجتمع مفتوح.. علي كل شيء.
أنا كمسئول حزبي، لست تنفيذياً، لا بد أن أناقش مع نفسي البرنامج الذي قدمه الحزب قبل خمس سنوات.. ولا بد أن نراجعه في الحزب.. وأن نتساءل ما الذي حققناه.. لا بد أن نصارح أنفسنا.. نقد ذاتي بدافع مسئوليتي.. وقد تكون النتيجة هي أن ما تحقق لم يكن كافياً.. حتي لو أوفينا فيه بالالتزامات التي تعهدنا بها.
وحين أقيم الأمور فإنني أصل إلي نتيجة مؤداها أنه لم يكن النقاش بيننا ليكون بهذه الطريقة لولا أنه كان هناك ولم يزل إصلاح.. ولولا التعديلات الدستورية.. نحن قد لا نكون حققنا القدر المطلوب من المشاركة السياسية.. وربما تكون لدينا مشكلات في الممارسة السياسية.. خصوصاً الحزبية.. لكن هناك أموراً كثيرة تحققت.
في التقييم أننا أنشأنا المجلس القومي لحقوق الإنسان.. وأن الحديث عن حقوق الإنسان أصبح مفتوحاً في المجتمع.. ولكن قد يكون علينا أيضا أن نتكلم في المفهوم الأوسع لحقوق الإنسان.. وبما يشمل التعليم والصحة والسكن.. والسؤال هو: هل وصلنا إلي ما نريده في مجال حقوق الإنسان؟! ربما لا بالطبع.. بدليل بعض الوقائع والحوادث التي تقع.. ولا بد أن نتصدي لها.. لكن الذي تحقق هو أن في مصر الآن حراكاً يكشف التجاوزات.. وأياً ما كان ما يكشف فإن الآلية التي ينبغي التعامل بها مع هذه الأمور هي آلية القانون.. هو الذي يفصل في الاتهامات.
إننا اقتصادياً نسير في الاتجاه الصحيح.. ولكن النقد الذاتي الذي يوجب المراجعة عليه أن يصل بنا إلي أن هناك فجوة في الدخول.. وأن هناك قوي اجتماعية تحتاج إلي تركيز.. وملايين من الأسر ليس علينا فقط أن نحميها من الفقر وإنما أيضا أن نُخرج غيرها من دائرة الفقر.
وفي إطار النقد الذاتي لا بد أن نقول: إن القرية المصرية تحتاج إلي اهتمام بشكل متزايد.. وإلي مزيد من الوحدات الصحية والمدارس.. ومن غير المقبول كذلك أن يكون 45% من المواطنين لايغطيهم التأمين الصحي الذي لا يغطي سوي 55% من المواطنين.. وسوف نقدم القانون الذي ينظم هذه العملية في شكلها الجديد خلال الدورة البرلمانية الجديدة.. ولكن علينا أن ندبر التكاليف.. وعليكم أن تسألوا في التفاصيل.. ومن الذي سوف يتحمل الأعباء.
فريق الستينيات ضد القطاع الخاص
يقول جمال مبارك يظن بعض الناس أننا نعيش في برج عاجي.. وهذا ليس صحيحا.. نحن نتفاعل بصفة مستمرة مع الرأي العام.. وهو (الرأي العام) يتخذ مواقف قد تكون علي حق ولا بد من الاستجابة لها.. كما أنه في مواقف أخري يكون علينا أن نشرح الحقائق للرأي العام.. أن نقدم له المعلومة.. وهو قادر علي اتخاذ القرار.. خصوصاً الشباب.
لا يوجد إجماع علي كل القضايا في العصر الحديث.. هناك رأي ورأي آخر.. أغلبية ومعارضة.. وحتي داخل الحزب الوطني هناك أغلبية ومن يعارض ويريد أن يطرح رأياً آخر.. هذا من طبيعة الأمور.. لكن هدفنا جميعا وبما في ذلك الأحزاب الأخري هو الصالح العام.. لا يوجد توجه سليم مائة في المائة.. أنت تختار في النهاية السياسة من بين بدائل.. لا يمكن أن تنفذ كل البدائل في وقت واحد.
وفي استطلاع أخير للرأي أجراه الحزب الوطني سألنا عينة ممثلة.. فيها الشباب وفيها الكبار.. أهل المدن والقري.. النساء والرجال.. قلنا لهم: هل تري أن القطاع الخاص مفيد لمصر؟ وقال 65% إنه مفيد للبلد.
بعض الناس يعتقد أن القطاع الخاص هو فقط مجموعة من الشركات التي تظهر أمامهم.. بعضهم يري أنه مرتبط بالاستغلال والاحتكار.. ويربطون بين القطاع الخاص وسلبيات في برنامج الخصخصة أو ضرر أصاب بعض العمال.
وفي المجتمع ثلاثة توجهات.. فريق تربي في سنوات الستينيات يري أن الحل الوحيد هو أن تسيطر الحكومة علي كل شيء.. وفريق يري أن علي الحكومة أن تخرج وأن تترك الساحة كلها للقطاع الخاص.. ونحن نري أن القطاع الخاص لا بد أن يقوم بدوره وأن تحافظ الحكومة علي مجموعة من الأمور الاستراتيجية.
القطاع الخاص هو الذي يوظف 70% من قوة العمل المصرية.. وفي السنوات الخمس الأخيرة توافرت 95% من فرص العمل عن طريق القطاع الخاص.. وأعتقد أن فرصتكم الأهم في القطاع الخاص.. لدينا قلاع عظيمة في المناطق الجديدة.. تلك هي التي شيدها القطاع الخاص.. مصرياً كان أو مشتركاً أو أجنبياً.
لسنا دولة بترولية.. لدينا ثروة نفطية لكن استهلاكنا كبير.. اقتصادنا متنوع.. فيه قطاعات متعددة.. قطاع البترول.. التجارة الداخلية.. القطاع المالي.. قطاع المقاولات والتشييد.. النقل.. الصناعة.. الزراعة.. وأغلب شركات تلك القطاعات تنتمي إلي القطاع الخاص.
التعامل مع السلبيات لا يعني الردة عن السياسات.. وفيما مضي قبل أن ينفتح الاقتصاد خشي البعض من أن تفلس الشركات المصرية نتيجة المنافسة.. لكن المنافسة أدت إلي تطور الشركات المصرية.. أنجح شركاتنا هي تلك التي تخوض منافسات شرسة بسبب سعيها للتصدير.
مضاعفة الناتج القومي
يقول جمال مبارك: نحن نريد أن نضاعف في السنوات الخمس المقبلة حجم الناتج القومي المصري.. أي إذا كان الآن في حدود 200 مليار دولار.. ما يزيد علي تريليون جنيه.. فإننا نريد أن يقفز إلي 400 مليار دولار.. وهذا يعني أنه لا بد أن يرتفع معدل النمو إلي ما بين 7% و8%.. ولن يتحقق هذا الهدف من خلال الإجراءات الحمائية.
الإصلاحات الاقتصادية التي تحققت أدت إلي تطورات كبيرة.. وهي التي مكنتنا من أن نعبر الأزمة الدولية.. لقد فشلنا في نهاية التسعينيات في أن نمر من أزمة اقتصادية دولية مماثلة وعانينا من الركود لبضع سنوات فيما بعد.. لولا الإصلاحات كان يمكن للاقتصاد أن ينهار.. وللبطالة أن تتضاعف وتصل إلي 18%.. وللجهاز المصرفي أن يسقط.. وأن تتم عمليات تسريح عمالة واسعة النطاق.. وهذا ليس كلاماً خيالياً إنما هو الواقع الذي تعرضت له بالفعل بلدان كبيرة.. لقد تأثرنا بالأزمة الاقتصادية لكن ليس بقدر مهول.. وعبرناها.
وفي بداية هذه الأزمة الاقتصادية الدولية أنه ليس علي دعاة الحماية والإجراءات الحمائية أن يقرءوا الإجراءات التي تتخذها الدول الأخري علي أنها عودة لعصور التأميم.. وقد قلت لهم: إن عليهم ألا يقرءوا تدخلات الحكومات بطريقة خاطئة فهي مؤقتة.. وسوف تعود السوق إلي ما كانت عليه.
نحن نريد أن ننمو بمعدل 8%.. ولو قال لكم حزب آخر إنه قادر علي ذلك قولوا له تفضل.. ولكن عليكم أن تسألوه في التفاصيل.. كيف ومن أين؟
في السنوات الخمس الماضية ضخت الحكومة 40 مليار جنيه في اتجاه الصرف الصحي.. أي ما بين 7 و8 مليارات جنيه سنوياً.. في بند كان يتم إنفاق 2 مليار جنيه عليه سنوياً.. حصلت طفرة في الصرف الصحي.. خصوصاً في قري لم تكن تعرفه.. وكانت هناك استثمارات اجتماعية واسعة.. وفي عز الأزمة الاقتصادية وارتفاع الأسعار فتحنا باب التسجيل في بطاقات التموين وزوّدنا الكميات المدعومة علي البطاقة التموينية.
أنا أقر بأن المعارضة قد نجحت في أن تلصق بهذه الحكومة صفة أنها (حكومة رجال الأعمال).. لقد كان هذا متعمداً.. ولست أعرف لماذا لم يقولوا من قبل علي الحكومات السابقة إنها حكومة أساتذة الجامعة.. عموماً وصف الحكومة بأنها (حكومة رجال أعمال) مقولة سياسية.. لها أهداف سياسية.
إن السؤال هو: هل نريد قيادات علي قدر من الكفاءة.. عصرية.. وقادرة علي أن تتعامل مع مشكلات المجتمع بطريقة مختلفة؟ والسؤال أيضا هو: هل يوجد تضارب مصالح بين السلطة العامة والمصلحة الشخصية؟
أقول لكم: إنه يمكن بالقانون العادي محاكمة أي وزير في مصر.. رجل أعمال أو غيره.. وقد طلب رئيس الوزراء أن تكون هناك ضوابط لا بد أن تكون موجودة.
نزاهة الانتخابات.. اختيار المرشحين
يقول جمال مبارك: نعم حدثت مشكلات في انتخابات مجلس الشوري.. ولم يزل هناك كلام متداول حول النزاهة الانتخابية.. قبل 2005 لم تكن هناك لجنة عليا للانتخابات في مصر.. الآن الوضع اختلف.. في إطار تعديلات قانون الممارسة السياسية.. وأصبح من المقبول قانونًا أن تكون هناك متابعة للانتخابات من قبل جهات مدنية وغير حكومية مصرية.. وبالطبع هناك مشكلة في معدلات المشاركة في التصويت.. ومن قبل لاحظنا هذا.. ووجدنا أنه من المستحيل أن يستوعب التوقيت الزمني المتاح للتصويت عدد المصوتين في كل لجنة.. ومن ثم فإننا توجهنا إلي جعل عدد الأصوت أقل في كل لجنة.
إن أوضاع الانتخابات تحتاج إلي مزيد من التطوير لا شك في ذلك.. لكن المؤكد أن هناك أموراً لا تتعلق فقط بالقوانين والممارسات وإنما أداء المرشحين.. الذين يتسبب بعضهم في حدوث مشكلات.. سواء كانوا من بين أعضاء الوطني أو المعارضة أو المستقلين.. وحين يجد الناس أن هناك مشكلات أمام اللجان فإنهم لا يذهبون للتصويت وتنخفض معدلات المشاركة.
نحن لم نصل بعد إلي ما هو مأمول ومطلوب من تيسير وتسهيل عملية الانتخاب.. وزيادة الإقبال الجماهيري عليها.. وأتمني أن نشهد في انتخابات الشعب أداء أفضل مما كانت عليه الأمور في انتخابات مجلس الشوري.
إن استطلاعات الرأي تقول بوضوح: إن الرأي العام يريد النائب الخدمي.. هذا هو الواقع.. وهو لن يتغير في ثلاثة أشهر.. ونحن في الحزب الوطني مثل أي حزب نريد أن نكسب الانتخابات.. ولدينا طرق مختلفة نستخدمها لتحديد من هم المرشحون الأجدر بأن يمثلونا.. ونأمل أن يوفقوا.
وحين يسألني بعضكم عن تعديل الدستور.. وماذا إذا كان سوف يطرأ عليه تعديل جديد.. أقول إننا أجرينا تعديلاً موسعًا في 2007 بناء علي تعهد كان منصوصاً عليه في برنامج 2005 وقد فاقت التعديلات التعهدات.. وشملت جوانب مختلفة منها دور مجلس الشعب في مناقشة ميزانية الدولة وتقرير مواقفه.. ولا أستطيع أن أقفز إلي مسألة تعديل الدستور الآن.. إذ لا بد أن يقر الحزب عبر مناقشات مختلفة البرنامج الذي سوف نعلنه في الانتخابات المقبلة.. وفي 2005 أعلنا عن تعهدات بخصوص تعديل الدستور تمت في 2007 .
عمومًا، الإصلاح عملية مستمرة.. وحين ننتهي من مرحلة فإننا نتجه إلي التفكير في المرحلة التالية.. لأن الإصلاح والتطوير هو عملية تراكمية.. ونحن اليوم نتكلم بثقة في الإعلام في كل شيء.. بدون أي خطوط حمراء.. وهذا من نتائج الإصلاح.. ولن نبني مستقبلنا إذا فرضنا علي النقاش خطوطاً حمراء.. نريد أن نسمعكم ونري ونستفيد.. ولهذا أيضًا لا توجد خطوط حمراء في هذا النقاش.
من العادي أن يحدث فساد.. ولا بد أن نتعامل مع هذا.. سواء من خلال كشف الإعلام عن قضايا الفساد.. أو متابعة جهات الرقابة.. ولكنني أؤكد أنه لا يوجد أي تهاون مع الفساد علي أي مستوي.. وهناك اتهامات موجهة إلي بعض النواب في مجلس الشعب بخصوص العلاج علي نفقة الدولة.. الإعلام يحاول أن يرسخ في ذهن الناس أن هذا أمر واقع وحقيقي.. في حين أنه لم يزل اتهاما قيد التحقيق.. ولا يمكن أن نأخذ الناس بالشبهات.. وقد قرأت اليوم في إحدي الصحف أنه لم يثبت بعد الاتهام علي النواب.
لكن في العمل السياسي إذا حامت حول البعض شبهات.. في قريته وبين ناسه.. فإن هذا سوف يدفعنا إلي التفكير فيه.. لا أتحدث عن اتهامات غير قانونية ولكن عن أنه ليس من مصلحتنا أن ندفع في الانتخابات بوجوه مكروهة بين الناس أو تحوم حولها الشبهات.
وفيما يتعلق بمسألة تضارب المصالح في العمل السياسي.. وحتي لو لم يكن هنا تضارب مصالح قد حدث.. فإنه لا بد من اتخاذ الإجراءات التي تعطي الإيحاء بأننا نعمل من أجل عدم تضارب المصالح ولا نقبله.
الشباب.. والقلق علي المستقبل
أحد الطلبة من جامعة الإسكندرية أثني علي قرار سبق أن وافق عليه الرئيس في لقاء مع شباب الجامعات في أبي قير.. حين اقترح الطلبة أن تخصص للجامعة وطلابها قطعة أرض في طريق غرب الإسكندرية وباتجاه مطروح.. وقال الطالب لجمال مبارك إنه تم استخدام الأرض في الأنشطة الطلابية منذ 1995 إلي أن قررت إحدي جهات الدولة أن تستعيدها.. وقال الطالب إنه أرسل للرئيس تليغرافًا معه صورة منه.. فرد عليه جمال مبارك: أعطني التليغراف لأوصله أنا إلي الرئيس.
وقد تنوعت الأسئلة التي وجهت لأمين السياسات.. ومنها ما يلي:
- لماذا يبدو الشعب تعيسًا؟ فرد جمال: إن هناك من يرغب في إقناعك بهذا.. لكن الحال تبدلت والأمور تغيرت وأوضاع كثيرة في مصر انتقلت إلي الأفضل.
- وقالت شابة من كلية أزهرية في أسيوط: إنها تندهش لعدم إقبال نجوم الثقافة علي الصعيد وأنها تحسد الإسكندرية علي مكتبتها.. وعقب جمال مبارك بأن المكون الثقافي مهم للغاية.. وأنه علي الرغم مما تحقق في مجالات مختلفة فإننا نريد إضافات متنوعة ثقافيا في الصعيد.. وامتدح مكتبة الإسكندرية باعتبارها عملاً تاريخياً.. متمنيا أن يكون لدي مصر أكثر من مثيل لها.. مع إدراك الجميع للأهمية التاريخية لمكتبة الإسكندرية.
- وتنوعت أسئلة أخري ما بين الحديث عن تعديل الدستور وعن فرص العمل الحكومية.. وعن المستقبل.. وعن ضرورات الزواج والسكن.. وعن معايير الترشيح في الانتخابات.. وبخلاف ما ذكر من قبل فإن الرسائل التي وجهت للشباب خصيصًا في اللقاء كانت كما يلي:
أعرف أن لديكم كشباب أسئلة كثيرة.. وما أتمناه أن يكون لديكم فهم صحيح لما يجري حولكم.. بعيدًا عن التشويش.. إن أغلبكم قد تكون لديه حيرة مما يصادف في وسائل الإعلام.. علماً بأن بعض ما يرد في وسائل الإعلام قد لا يسبب حيرة وإنما تنوير.
إن القلق علي المستقبل أمر طبيعي وإيجابي.. وهو محمود إذا كان يؤدي إلي التطوير.. ويهدف إلي تحسين المسار.. وفي الفترة المقبلة سوف نشهد صراعًا محمودًا للأفكار.. سياسيا وحزبيا.. لكي نرسم صورة المستقبل في السنوات الخمس المقبلة.. لكنني أدعوكم لئلا تقبلوا الكلام في العموميات.. فهو سهل جدًا.. اسألوا في التفاصيل.. اسأل وجادل.. المستقبل تبنيه التفاصيل.. والذي لم يقنعك برأيه لا بد أن تتشكك فيه.
الحكومة اتخذت قرارًا جريئًا قبل سنوات حين أوقفت التعيين في الجهاز الإداري.. أنا أقول لكم أيضًا: انسوا الحكومة.. انسوا العمل الحكومي.. هذه نصيحة مني.. حتي لو جاءتك فرصة في العمل الحكومي فهي لن تحقق طموحك.. اعتبرها مرحلة وانتقل إلي غيرها.. وأنا أعرف أن البعض يخشي علي حقوق العمال لدي القطاع الخاص.. كلهم ليسوا ملائكة بالطبع.. لكن الفرصة أكبر في القطاع الخاص والعمل بمبادرات فردية.
قابلت قبل فترة مجموعة من الشباب في الإسكندرية الذين نجحوا في أن يتواصلوا مع شركة أبل.. ونجحوا في أن ينتجوا (برنامجاً) قبلت الشركة بتسويقه.. وبدءوا يتحصلون دخلا منه.. هؤلاء نماذج ناجحة.. وهم يريدون الآن أن يكبروا ويتوسعوا.. ومهمتنا في الحزب هي أن نوفر السبل لمثل هؤلاء الشباب وغيرهم.. مثلا أن نقدم لهم خدمات إنترنت أفضل.. وفرصاً أوسع للتدريب.
الحماس أيضًا لا بد أن يكون نابعا منك.. المسئولية عليكم أنتم.. أن تتخرج من الطب هذا لا يعني أبدًا أنه ينبغي أن تستمر طيلة حياتك في هذا العمل.. مثلا الدنيا تغيرت.. ومصر تغيرت.. ولا بد أن يكون الشباب مرناً وقادراً علي أن يطور نفسه.. علما بأنني أدرك أن الشباب ترتفع بينهم نسبة التذمر.. لأنهم أول من يواجه مشاكل الحياة.
معادلة دور مصر
الفرص لا تسنح للكثيرين لكي يعرفوا كيف ينظر العالم إلي مصر.. نحن ينظر إلينا علي أننا دولة استقرار، يوثق في كلمتها، قادرة علي إدارة المواقف في الظروف الصعبة، وأنها تأخذ قراراتها في أوقات بعينها.. ورغم الحملات التي نتعرض لها لكن المؤكد أنه لا سلام ولا استقرار في أي قضية وأي ملف في الإقليم بدون مصر.
لقد تغيرت الأمور عما كانت عليه في الستينيات.. والأوضاع الآن تفرض علينا أن نتبع المنهج الذي يحقق مصالح البلد.. لا يمكن أن نتخذ قرارًا يفيد الآخرين ويضر مصالحنا.. ولكي ينمو دورنا أكثر فإن علينا أن نحقق المعادلة التالية: قوة داخلية تقوم علي الحيوية وحراك مثمر/ إصلاح يحقق أهدافه/ اقتصاد قوي/ علاقات متوازنة مع مختلف دول العالم/ إدارة الخلافات بطريقة ذكية/ والقراءة الدقيقة لمواقف القوي العالمية وتطورات العلاقات.
في مرحلة سابقة استخدمنا الحرب لتحقيق أهدافنا.. وإتمام تحرير الأرض.. كما تم بعد ذلك من خلال اتفاقيات السلام التي بنيت علي الحرب.. ولكم أن تتخيلوا أوضاع مصر الآن لو أن الأرض لم تكن قد تحررت.. وفي هذا السياق نذكر تاريخيا أن الرئيس أنور السادات كان سابقًا لعصره.. عبقرياً.. دفع ثمن مواقفه.. وتلك هي مقومات الزعامة.
وإذا كانت قضية فلسطين هي قضية الفرص الضائعة.. فإنني أعتقد أن هناك فرصة سانحة في المفاوضات المباشرة المقبلة بين الفلسطينيين والإسرائيليين.. لسبب بسيط وهو أن إسرائيل نفسها تستشعر الخطر.. الإقليم يتغير والأوضاع السكانية تتغير.. وأمام إسرائيل خيار من اثنين: إما أن تذهب في اتجاه دولة واحدة عنصرية يرفضها العالم ولا تستطيع هي أيضًا احتمالها سكانيا.. أو تذهب إلي حل الدولتين.. وهو الحل الأفضل.. الذي نجحنا كعرب في أن نفرض أنه الحل الأفضل خلال السنوات الماضية.. ولن يهدأ لنا بال إلا بإعلان الدولة الفلسطينية.. وموقفنا قوي جدًا لأنه عادل ولأننا طلاب سلام.. والعالم كله يقر بهذا.
إننا نرحب بأي دور إضافي يمكن أن يؤدي إلي إسهام في استقرار المنطقة.. وسوف يكون في صالح مصر أن يتحقق السلام بين سوريا وإسرائيل.. ولا بد أن نشجع السعي التركي للعب دور في تحقيق السلام.. نرحب بأي دور.. أي دور يكمل دورنا وما نقوم به نرحب به.. ولكن لا يمكن أن تتحقق مصالحة فلسطينية أو سلام فلسطيني إسرائيلي بدون دور مصر.
إن دور مصر لا يمكن المزايدة عليه.. كما أن الحملات التي يتعرض لها لن تتوقف.. والحملات علي مصر في موضوع معبر رفح هي تحريض سافر.. ولا يمكن لأحد أن يتخيل أن هذه الحملات سوف تدفع إلي اتخاذ قرار يضر مصالح الأمن القومي المصري.. نحن نقدم العون للفلسطينيين في كل المجالات.. تعاونًا مع الأشقاء والتزاما تجاههم وحماية للأمن القومي.. ولا يمكن أن نقبل أبداً ضم غزة إلي مصر.. لأنه ببساطة سوف يعني أنه لن تكون هناك دولة فلسطينية.. وأننا بذلك نقدم أكبر خدمة لإسرائيل، ونهدد أمننا القومي المصري.
أما علاقتنا بالولايات المتحدة فهي قوية رغم خلافاتنا الحادة مع الإدارة السابقة.. والمهم هو كيف يمكن أن ندير الخلافات.. وكيف نوظف العلاقات في تحقيق المصالح المشتركة.
إن علاقاتنا الخارجية ليست في اتجاه واحد.. وهي تقوم علي المصلحة الوطنية.. ولمن يتحدث عن المساعدات الأمريكية فإنه ينبغي أن يقارن حجم الناتج القومي الإجمالي الذي تجاوز الآن 190 مليار دولار.. بينما المعونات الاقتصادية التي نحصل عليها من الولايات المتحدة تصل إلي 200 مليون دولار.. غير أنه قد تحققت طفرة في الصادرات المصرية للولايات المتحدة.. وهناك قطاع ناجح في ذلك في مجال تصدير الفواكه.. الجميع ينمي علاقاته مع الولايات المتحدة لأسباب مختلفة منها الأسباب الاقتصادية.. وكذلك تفعل الصين والمغرب ودول الخليج وتونس والأردن.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.