كثيرًا ما يضع القدر في طريق أحلامنا بالمستقبل العديد من العراقيل وهو نفسه الذي يمنحنا الحافز للنجاح في مجال ما والتميز فيه، فمن التناقض تظهر معادن الأشياء جلية دون رتوش تجذب نحوها عين الكاميرا لتسجل لحظات السعادة، الحزن، الألم، الدموع، التحدي والإرادة.. فالتصوير الفوتوغرافي لغة تواصل جمالي تعكس العمق الإنساني لاستيعاب الملامح ودقة التفاصيل، وهو ما سجلته عدسة الفنان أيمن خطاب. الذي يروي لنا بداية رحلته مع التصوير الفوتوغرافي فيقول: في رحلة البحث عن الذات كنت أتمني أن أكون مخرجًا أو مصورًا أو مذيعًا لكي أكون ضمن فريق عمل الإنتاج للعمل الإبداعي سواء صورة أو فيديو.. وكان لوالدي الدور الأكبر في تنمية موهبة التصوير حيث كان يحضر لي الكاميرات الحديثة في وقتها ومعدات التصوير.. وكان يرحب بموهبتي ويشجعني.. وعندما كبرت وجدت صديقة لي تدعي سلمي قامت بالوقوف إلي جواري في قراري لاحتراف التصوير الفوتوغرافي لأنها كانت تري في الموهبة والإبداع.. ومن ثم بدأت في تحضير معرض صور جديد بعنوان.. معرض سلمي.. حيث إنها كانت ملهمتي في بداية احترافي، ويضيف أيمن: كنت كأي شاب أحلم بالمؤهل العالي ومن ثم الوظيفة والارتباط والزواج وتكوين أسرة.. ومن ثم مهدت طريقي وحياتي المستقبلية علي هذا الأساس فحصلت علي بكالوريوس علوم الكمبيوتر وبكالوريوس في التجارة وبدأت مشوار الدراسات العليا في مجال إدارة الأعمال ونظم المعلومات. إلي أن اتخذت قراري بالسفر للعمل في الخليج كمنسق إعلامي وأنا لا أزال أحلم بالعودة لمجال التصوير الضوئي، وأخيرًا تمردت علي هذا الوضع وتركت كل الظروف التي تدفعني للسير في الحياة الروتينية لكي أبدأ مسيرتي الإبداعية كما أتمناها وليس كما يوجهني مكتب التنسيق أو سوق العمل أو الظروف المعيشية والاجتماعية.. قررت أن أعود إلي مصر لأستقر وأحقق حلمي فبدأت في احتراف مجال التصوير الفوتوغرافي وكذلك مجال الكتابة. لذا فالبداية الحقيقية لأيمن كانت بافتتاح ستوديو تصوير فني خاص به حتي يستطيع من خلاله أن يقدم صورة تنطق إبداعا لتنقل فكرة أو رسالة، وبدأ في التواصل مع المؤسسات غير الهادفة للربح لكي يتم التنسيق لعمل ورش تصوير مجانية للهواة، وقد كانت ورشة تصوير شارع المعز هي أول مشروعاته التي عمل عليها بالتعاون مع مؤسسة بيت الشاعر للثقافة والتنمية ومركز التكعيبة للتنمية الفنية والثقافية لتصوير مصر الفاطمية. وقد كان الهدف من الورشة التعرف علي معالم وتاريخ القاهرة الإسلامية وكان اختيار شارع المعز تحديدًا لأنه يعتبر أكبر متحف مفتوح للآثار الإسلامية، ومع نهاية ورشة التصوير تمت إقامة معرض خاص بنتاج الورشة يضم أكثر من 100 صورة في بيت الشاعر. لم تقتصر موهبة أيمن واهتمامه علي مجال التصوير فحسب ولكنه يتمتع أيضًا بموهبة كتابة القصة القصيرة وبخاصة مجال الكتابة للأطفال حيث إنها تحمل رسالة سامية في تربية الأجيال القادمة علي العادات الشرقية وليس ما نستقيه من الغرب لذا نجده شارك في العديد من المسابقات في مجال القصة والشعر.. المركز الثالث علي مستوي جامعات مصر في القصة القصيرة عام 1998م في مهرجان الأسر.. بعنوان لقاء في زمان آخر كما شارك في معرض الناس والشارع للتصوير الفوتوغرافي في بيت الأمة.. وكذلك معرض حكاية شارع المعز في بيت الشاعر وحصل علي المركز الثالث في التصوير الفوتوغرافي في مسابقة حورس أبناء مصر السنوية لعام 2009م.