انتقد خبراء علمي النفس والاجتماع رفض الشباب مصافحة الفتيات والعكس، مؤكدين أن ذلك يعبر عن أفكار بدائية وموروثات مليئة بالمغالطات وأن ذلك من شأنه أن يعيق التطور والعمل والإنتاج والتواصل الإنساني بين البشر. واعتبروا أن تلك الاستثناءات حالات شاذة لا يقاس عليها، وترجع إما لمعتقدات دينية خاطئة أو تفسير خاطئ لصحيح الدين أو عادات مكتسبة غير مناسبة لظروف المجتمع. الدكتور يسري عبدالمحسن، أستاذ الطب النفسي، يتساءل مستنكرًا: كيف يرفض شاب أو فتاة التسليم علي الجنس الآخر في عام 2010؟ ويربط بين ذلك والمفاهيم الخاطئة لدي كلا الجنسين عن موضوع الملامسة التي ذكرت في القرآن الكريم، حيث يأخذونها علي مفهوم اللمس لأي جزء من الجسد للآخر وليس علي التفسير العلمي الصحيح وهو لقاء الرجل بالمرأة في العلاقة الزوجية. ويشير إلي أن البعض يتبني هذا الفكر عن اقتناع معتقدا أن المصافحة باليد خروج عن تعاليم الدين الإسلامي وأنه يترتب عليها ضرورة الطهارة الكاملة والاغتسال.. أما البعض الآخر فيرفض المصافحة من قبيل التقليد البحت للعادات والتقاليد التي نشأوا عليها ورأوها من أشخاص كانوا يعتبرونهم قدوة كالأب والأم خاصة ذوي النزعة الإسلامية المتشددة. ومن وجهة نظر الطب النفسي يري الدكتور عبدالمحسن أن رفض المصافحة نوع من الخروج عن المألوف العام ولذلك فهي حالة شاذة تدخل في نطاق الاستثناءات لن نقول عليها مرض ولكن نقول إنها تعتبر عرضًا لمرض نفسي، لأن الإنسان السوي هو الذي يتصرف من القاعدة العامة من الناس، والاستثناءات الغريبة لا تتوافق مع روح العصر والتقدم العلمي المبهر والتطور والتكنولوجيا. الدكتورة سوسن فايد، خبير علم الاجتماع بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، تربط بين رفض الشباب والفتيات للمصافحة بالأيدي مع الجنس الآخر وبين وجود مغالطات كثيرة يقوم بها الشباب كإفراز لما يعانيه المجتمع من أزمة من القيم، حيث يكون ذلك في وجهة نظرهم بمثابة التعويض لهذه الأزمة والتزام بالقيم، ولكنه يكون تجاوزًا علي حساب مضمون الدين. وتشير إلي أن الرافضين للمصافحة يبالغون في الاهتمام بالشكل حتي يشعر بحالة من الرضا، رغم وجود تفريط في المضمون.. وتلفت إلي أنه علي المستوي الثقافي فإن آلاف المصريين عاشوا في دول الخليج لسنوات طويلة والكثير منهم اكتسب عادات وتقاليد المذهب الشيعي المنتشر في هذه الدول، وواصلوا تطبيقها بعد عودتهم إلي مصر مما يفسر سبب وجود شباب لا يصافحون الفتيات أو العكس في مصر رغم أننا في الألفية الثالثة.