ونحن في رحاب احتفالية التليفزيون المصري بيوبيله الذهبي وفي ظل الخضم الهائل من القنوات الفضائية التي جعلت من المشاهد (سيد قراره) هناك رسالة أري أنه من الواجب أن أرسلها إلي السيد وزير الإعلام المصري أنس الفقي الذي بدأ عمله في ظل ظروف لم تكن في صالحه علي أي حال فالمنافسة شرسة والقنوات الفضائية المصرية والعربية يزيد عددها كل يوم وما كان يحصل عليه التليفزيون فيما مضي من كعكة الإعلانات لم يعد موجوداً بنفس الدرجة التي كان عليها فيما مضي وفحوي الرسالة التي أبغي إرسالها للوزير أن الإعلام المصري يمتلك في جعبته ديناصوراً ولكنه للأسف ديناصور نائم يحتاج إلي لمن يوقظه وأقصد بذلك القنوات المحلية وسبب نعتي للقنوات المحلية بأنها كالديناصور النائم هو أن هذه القنوات المحلية، تعد ثروة إعلامية بالفعل ولكن للأسف ثروة غير مستغلة علي الإطلاق اللهم إلا في أضيق الحدود التي تسمح بها الإمكانيات المتواضعة لهذه القنوات وللعاملين فيها الذين يعانون شظف العمل.. إن القنوات المحلية تمتلك ميزة نسبية ليست موجودة في باقي القنوات الأخري سواء الأرضية منها أوالفضائية هذه الميزة التي تتجلي في إمكانية التلاحم الإعلامي الفوري مع الأحداث التي يعيشها كل إقليم تبث منه هذه القنوات وليس هذا فحسب بل إن المشاهد قد يجد في هذه القنوات حميمية لا يجدها في القنوات الأخري وفي ظل الانسياب الإعلامي الذي نعيشه جميعاً نري أن ما يمكن أن يراه المشاهد علي أي قناة يستطيع أن يشاهده علي قناة أخري فبمجرد أن يكون هنا خبر ما أو موضوع لا يترك إلا بعد أن يقتل بحثاً في جميع القنوات اللهم إلا فيما يخص بعض الأحداث المحلية التي لا تجد من يهتم بها إعلامياً إلا إذا كان لها من الدوي والصدي الكثير. والمطلوب هنا من السيد وزير الإعلام أن يضع استراتيجية جديدة للقنوات المحلية تتيح لهذه القنوات أن تقوم بنفس الدور الذي تقوم به القنوات العامة ولكن الميزة التي سوف تميز هذه القنوات هي التلاحم الفعلي وزيادة الوقت الممنوح للمشكلات المحلية التي تناقشها كل قناة إقليمية كل في محله. أؤكد مرة أخري أن الإعلام المصري حتي الآن وللأسف لم يحسن استغلال القنوات المحلية علي الرغم من أن هذه القنوات تعد ثروة فعلية. إن القنوات المحلية تحتاج أشد ما تحتاج إلي دفعة مركزية قوية من الوزارة الأم، تحتاج هذه القنوات أشد ما تحتاج إلي أن تتوافر لها إمكانيات مادية وأكثر مما هو متاح لها الآن فالإعلام صار اليوم صناعة ولا صناعة دون رأس مال وللأسف القنوات المحلية تفتقر إلي رأس المال الذي يتيح لها المنافسة والوجود.. القنوات المحلية تحتاج أشد ما تحتاج إلي الاهتمام بالكوادر المدربة وتغيير شكل الإخراج وتحديث الاستوديوهات فكلنا نعلم طبيعة الاستوديوهات التي يعمل فيها العاملون في القنوات المحلية ونوعية الكاميرات التي يستخدمونها وكل ذلك يحتاج إلي تغيير وتحديث. إن ما يراه المشاهد العادي علي أي قناة يستطيع بسهولة أن يراه علي قناة أخري، ولكن ما يمكن أن يراه المشاهد علي قناته الإقليمية لا يمكن التعويض عنه في القنوات الأخري نظراً إلي ما تمثله هذه القنوات من حضور دائم في البيئة الجغرافية، التي تبث منها. إنني أتعجب من الأموال الكثيرة التي تنفق علي القنوات المتخصصة والتي يوجد لها بديل لدي المشاهد، لماذا لا تخصص هذه الميزانية للقنوات المحلية حتي تستطيع التنفس في ظل هذا الزحام الإعلامي الخانق. وحديثي في هذا المقام علي سبيل التعميم فالمشكلات التي تعاني منها القنوات المحلية تكاد تكون متطابقة تتلخص جميعها في ضعف الإمكانيات وسوء حال الاستوديوهات والكاميرات التي استهلكت ولم تعد صالحة لبث صورة مريحة للمشاهد. كثيرون ممن حولي يتعجبون أحياناً من إصراري علي مشاهدة القناة الخامسة وهي القناة الخاصة بالمحافظة التي أقطنها ولكن أشاهدها لأنني علي يقين تام من أن نشرة الأخبار التي أشاهدها في القناة الخامسة لا يمكن أن أشاهدها علي أي قناة أخري وهذا المعني هو مبتغاي من كتابة مقالي هذا وهذا هو مربط الفرس وغاية القول اللهم قد بلغت اللهم فاشهد.