أكد أنس الفقى وزير الإعلام أننا نعيش عصر المنافسة وليس عصر الريادة كاشفا عن أنه تم الاتفاق مع رئيس الوزراء الدكتور أحمد نظيف على إنشاء قناة إخبارية مصرية وأنه تم الانتهاء من مشروع قانون تنظيم البث الفضائى أو لقرار متروك فى النهاية لمجلس الوزراء نافيا أى نية لتحويل الإعلام المحلى إلى ملكية خاصة. وقال الفقى فى مقابلة مع برنامج «البيت بيتك» على القناة الثانية بالتليفزيون المصرى مساء الأحد : إن مبادرته بالنزول إلى المحتجين أمام مبنى اتحاد الإذاعة والتليفزيون جاءت من منطلق التواصل مع فريق العمل الكامل، مشيرا إلى أنه شعر بأن تيارات سياسية حاولت تسييس المسألة والقفز لتوظيف هذا الاحتجاج سياسيا. وأشاد وزير الإعلام بموقف المحتجين من أبناء التليفزيون الذين رفضوا تسييس قضيتهم وتحويلها إلى وقفة حزبية أو سياسية، ونفى الوزير أن تكون الخرائط البرامجية التى أعلنت وبدأ العمل بها منذ أول مارس الحالى هى خرائط ثابتة سيتم العمل بها حتى النهاية، وأنه لن يدخل عليها أى تعديلات. وأضاف: إنه يعقد يوميا لقاءين، كل لقاء منهما يستغرق ثلاث ساعات لشرح فلسفة العمل والآليات المتبعة والأهداف المطلوبة، مشيرا إلى أنه يستمع خلال هذه اللقاءات لشكاوى العاملين ومشكلاتهم. وقال الفقى: إننا نعيش عصر المنافسة وليس عصر الريادة وأشار إلى أن التوسع الكمى فى القنوات والاهتمام بالبنية التحتية من خلال وضع كل الاستثمارات فيها جاء على حساب المنتج النهائى، حيث لم تتح الفرصة للقنوات لأن تكون لديها الإمكانات المادية التى تحقق لها الدور الذى يجب أن تقوم به، مؤكدا أهمية الاستمرار فى عملية تطوير القنوات المحلية. وقال الفقى: إنه تم وضع رؤية كاملة للإعلام المصرى وورقة سياسات واضحة تمت مناقشتها داخل الحزب الوطنى والحكومة. وأضاف: إن الهدف الحالى هو إعادة تنظيم قطاع الإعلام فى مصر، وأن يكون هناك جهاز منظم لعمل الإعلام وأن يعاد الترخيص للقنوات التى أنشئت وفق نظام المنطقة الحرة، وأن يتم الفصل بين مقدم الخدمة والمراقب عليها وأوضح الفقى أن هذا التصور وما يتبعه من تصورات أخرى موجود منذ عام 2006، ولكن الأجندة التشريعية والتعديلات الدستورية والقوانين المكملة للدستور لم تتح الفرصة لأن يكون موضع التنفيذ. وقال أنس الفقى وزير الإعلام : إنه تم التركيز أيضا على قضية أخرى، هى مدينة الإنتاج الإعلامى التى توقفت عند 29 استوديو كما أن مناطق التصوير المفتوح كانت لا تحقق العائد المادى المجزى المطلوب، كما أن مدينة «ماجيك لاند» لم تحقق سوى عائدات بسيطة جدا مقارنة بالاستثمارات التى وضعت فيها. وأكد الوزير أنه تم استحداث أسلوب جديد لتمويل بناء الاستوديوهات، حيث تمت مضاعفة عدد الاستوديوهات ليصل إلى 60 استوديو، كما تم وضع «ماجيك لاند» بنظام الانتفاع لمدة 25 سنة يحقق 7 أضعاف العائد الذى كانت تحققه فى السابق. وأوضح الفقى أن إيرادات مدينة الإنتاج حققت زيادة منتظمة بمعدل 15% سنويا على مدار 4 سنوات متتالية. وأشار وزير الإعلام إلى أن القنوات الفضائية المتخصصة أصبحت فى وضع تنافسى قوى والعائد الإعلانى لها بدأ فى التزايد، متوقعا أن تحدث طفرة كبيرة فى العائد الإعلانى لباقة قنوات النيل فى الفترة المقبلة. وحول تطوير القناتين الأولى والثانية، قال وزير الاعلام: «نحن نتحدث عن باقات كاملة، الفضائيات ومجموعة النيل.. وقد أطلق الجزء الأول منها، وعندنا المجموعة الأساسية وهى المصرية الفضائية والأولى والثانية، وتم تحديد هوية كل قناة والموقع التنافسى لها والهدف منها والجمهور المستهدف». وأضاف الوزير: إن «المصرية الفضائية هى قناة الوطن التى تتواصل مع المصريين خارج مصر، والجزء الأكبر مما تبثه من مضامين هو انتقاء لأفضل ما ترصده القناة الأولى والثانية مع إنتاج خاص يقوم به العاملون بهذه القناة لإضافة طابع خاص بها». ودافع الفقى عن أهمية وجود الإعلام القومى باعتباره يقوم بدور تنموى واجتماعى لا يستطيع الإعلام الخاص أن يقوم به، مشيرا إلى أن الفترة الحالية تشهد العودة بشكل متميز، وسيتم خروج دفعات من برامج المنوعات بشكل جيد. وتوقع ألا تكون هناك استثمارات خاصة فى قنوات إخبارية، لأن هذه القنوات ينفق عليها أموال طائلة ولا تحقق أى عوائد اقتصادية، وبالتالى هى مسئولية الدولة فى المقام الأول. ونفى الفقى طرح فكرة تحويل الإعلام المحلى إلى ملكية خاصة، قائلا: «هذا أمر غير وارد وغير مطروح ولا ينبغى أن يحدث. وأوضح أن إنشاء قناة إخبارية مصرية أو تطوير وإعادة إطلاق القناة الحالية هدف أساسى يحظى بدعم سياسى وتم الاتفاق عليه مع رئيس الوزراء الدكتور أحمد نظيف، وسيتم توفير الإمكانات المطلوبة له. وحول إعادة صياغة الخرائط البرامجية، قال أنس الفقى وزير الإعلام: «عندما تحركنا فى إعادة صياغة الخرائط البرامجية راجعنا سياسة التسعير، وكان التليفزيون المصرى هو الأغلى فى أسعار الإعلانات الخاصة به، وكان لذلك تأثير سلبى، لذلك فقد أعدنا وضع استراتيجية جديدة للتسعير تتسم بأسلوب واضح يرتبط بالمضمون ومدى أهميته وساعات المشاهدة، وأشار الوزير إلى أنه اجتمع بالعاملين بالقنوات؛ الثالثة والرابعة والخامسة والسادسة مؤخرا، وأنه سيجتمع قريبا بالعاملين بالقناتين السابعة والثامنة، موضحا أن هدف هذه الاجتماعات هو التحدث عن مصيرها فى أن تظل هذه القنوات باقة محلية أم تظل كل قناة منفردة. وأضاف الفقى: إنه فى ظل وجود الباقات الخاصة الجديدة من حق التليفزيون المصرى أن يحصل على دفعة لتطوير باقاته، ومن هنا كان التصور لوضع أربع مراحل؛ المرحلة الأولى احتلال موقع تنافسى متميز فى القنوات الفضائية المتخصصة، لذلك تم إعادة إطلاق باقة النيل بشكل جديد ومتطور يسعد به الجميع. وردا على سؤال حول عدم وجود قناة مصرية قوية منافسة لقناة «الجزيرة» الإخبارية القطرية الفضائية، قال أنس الفقى وزير الإعلام : «هذه القناة أنشأت بأيديولوجية معينة لتحقيق أغراض معينة ولا نريد الخوض فيها، نجحت فى تحقيق الهدف منها، وهى تستهدف فئة معينة بخطاب معين، وظلت لسنوات طويلة هذه القناة هى المحايدة التى تعكس الرأى والرأى الآخر، إلى أن سقط القناع فى أزمة مصر ولم يعد هناك لا رأى ولا رأيا آخر. هو رأى واحد فقط.. وكنت أتمنى ألا يحدث هذا الأمر». وأضاف: «نحن نعيش حالة نطلق عليها الإعلام العربى المؤقت، فالتجربة لم تتبلور كل ملامحها، فهل يتحول الإعلام من سيادة الدول للأفراد؟ أو من سيادة المؤسسات الوطنية لسيادة المؤسسات الخاصة؟ فالأكثر أمنا أن يخضع الإعلام لسيادة الأوطان، حيث يحكم بصدق وإخلاص ووطنية وتكون الأهداف واضحة ومعلنة». وعن خطط الإعلام فى الأزمات، خاصة أزمة قطاع غزة الأخيرة، قال أنس الفقى وزير الإعلام: إنه «بعد دقائق من بدء حرب غزة أجريت اتصالات بوزير الخارجية السيد أحمد أبوالغيط، وطلبت منه الخط السياسى والموقف المصرى، فقال لى: إنه سيخرج فى مؤتمر صحفى، والملامح التى ستتضح من المؤتمر الصحفى هى التى سيلتزم بها الإعلام المصرى خلال ال48 ساعة القادمة». وأضاف: إنه «بعد 48 ساعة تم عقد اجتماع على مستوى رفيع برئاسة رئيس الوزراء ومجموعة من الوزراء السياديين لوضع خطة التعامل مع الأزمة، بما فيها التعامل الإعلامى، وسألت عن الأهداف والمطلوب من الإعلام وحصلت على تكليفات وقمت بتنفيذها، وكانت هناك اجتماعات متابعة أسبوعية، وكانت الرسالة تختلف وتتغير والتوجه يختلف ويتغير.. وأعتقد أن ذلك كان يصل إلى نوعية الحوارات التى كانت تشهدها الاستوديوهات فى القنوات المصرية، لانه كان يتم التعامل مع مستويات مختلفة من الأزمة». وردا على سؤال عما قيل على الإعلام المصرى بأنه انهزم فى ظل نجاح الدبلوماسية والسياسة، قال أنس الفقى: «هذا افتراء كاذب، فلم يحدث ذلك على الإطلاق وكنا فى مقدمة الصفوف ودافعنا عن كرامة هذا الوطن وتبنينا المواقف السيادية والسياسية وحملنا المسئولية وكنا على قدر الحدث، وكان يقود هذا الحدث زعيم قوى بحجم أمته وكنا نسير خلفه، وأعتقد أننا حققنا الهدف». وأضاف: إن «الشارع المصرى لم يهتز بالأغانى الوطنية على التليفزيونات الأخرى، إنما التزم خلف قيادته، وكان مصدقا للموقف المصرى». ونفى وزير الإعلام أن يكون رئيس الوزراء الدكتور أحمد نظيف قد أدان أداء الإعلام المصرى خلال أزمة غزة، قائلا: «أسيئ تفسير ما قيل، حينما قال رئيس الوزراء إننا بحاجة إلى المزيد من الإمكانات ومزيد من التطوير، فبعض الصحف أبرزت ذلك على أن رئيس الوزراء يهاجم وزير الإعلام». وحول مشروع قانون تنظيم البث الفضائى، أكد الفقى أن هذا القانون تنظيمى لصناعة الإعلام، وأنه قد تم الانتهاء منه. وأوضح وزير الإعلام: «كانت هناك عدة نقاط مرتبطة بالتشابه فى الاختصاصات والتداخلات بين الاتصالات والإعلام، وتم فصل المهام وتوضيحها.. ووصلنا لمسودة نهائية موجودة حاليا، وإذا قرر مجلس الوزراء اعتمادها ستناقش فى اللجنة التشريعية بمجلس الشعب، وسنكون سعداء بذلك، وهذا القرار متروك فى النهاية لمجلس الوزراء».