في كتابه الشهير " السيارة ليكزس وشجرة الزيتون" أشار الكاتب الأمريكي " توماس فريدمان" إلي نظرية محطات الوقود الخمس في العالم، والتي تلخص وتختزل مجال الاقتصاد العالمي.. ووفقاً لهذه النظرية، يتم تقسيم العالم إلي خمس محطات مختلفة للوقود: أولاً: محطة الوقود اليابانية: وثمن الوقود في هذه المحطة خمسة دولارات للجالون الواحد، ويوجد أربعة رجال يعملون في هذه المهنة منذ مدة طويلة، وهم يقومون بضخ الوقود في سيارتك ويغيرون لك الزيت، ويلوحون لك وأنت تخرج من المحطة، وعلي وجوههم ابتسامة رقيقة. ثانياً: محطة الوقود الأمريكية: وثمن الوقود في هذه المحطة دولار واحد للجالون الواحد، غير أن عليك أن تضخ الوقود بنفسك في سيارتك، وأن تغير الزيت أيضاً بنفسك .. ثالثاً: محطة وقود الغرب أوروبية: وثمن الوقود في هذه المحطة خمسة دولارات للجالون الواحد، ويوجد شخص واحد يعمل بالمحطة، وهو يقوم متذمراً بضخ الوقود، وبتغيير الزيت في سيارتك. رابعاً: محطة وقود الدول النامية: ثمن الوقود 35 سنتاً للجالون الواحد لأنه مدعم من قبل الحكومة، ويوجد 15 شخصاً يعملون هناك كأنهم تربطهم ببعض صلات قرابة . وعندما تدخل هناك لا تجد أي شخص يعيرك أي اهتمام .. وفي المحطة لا يوجد سوي مضخة واحدة تعمل أما بقية المضخات فهي معطلة. خامساً: محطة وقود الدول الاشتراكية: ثمن الوقود 50 سنتاً للجالون الواحد، ولا يوجد هناك أي شخص في المحطة لأن الأربعة أشخاص الذين يعملون هناك قد قاموا ببيع المحطة في السوق السوداء، وهم يعملون بطريقة سرية، ويأتون يومًا واحدًا فقط للمحطة لقبض راتبهم الشهري. ومن وجهة نظر فريدمان، فإن ما يحدث اليوم في العالم بمعناه الواسع هو أن الجميع مجبرون علي التوجه إلي محطة البنزين الأمريكية عن طريق عملية العولمة، فإذا لم تكن أمريكياً، ولا تعرف كيف تضخ بنفسك البنزين في سيارتك، فإني أنصحك بأن تتعلمها .. فالعولمة هي أمريكا في كثير من الوجوه، والعولمة هي النمر، ولكن أمريكا ليست نمراً ولكنها الدولة الأكثر مهارة في امتطاء هذا النمر.. ولذلك فهي تدعو الآخرين إما أن يركبوا معها، وإما أن يبتعدوا عن الطريق .. عزيزي القارئ، ما رأيك ؟