لن أتكلم عن فلاسفة إيران العظماء سواء سارا هوسترا الذي أهداه الفيلسوف الألماني فريدريك نيتشة اسم كتابه المشهور «هكذا قال سارا هوسترا» أو علماءها وشعراءها الخالدين مثل عمر الخيام الذي كان يجيد الجبر والعربية وحافظ شاعر الشعراء ولكن يكفي أن أذكر رئيس وزرائهم الخالد الدكتور مصدق الذي علم جمال عبدالناصر الكثير ومنها تأميم البترول. كان الدكتور مصدق شوكة في حلق الاستعمار البريطاني في المنطقة ومثالا سياسيا فريدا وإن كان فشل ووضع في السجن لتدخل الاستخبارات الأمريكية إلا أنه سوف يصبح مصدرا للأفكار الحديثة في بناء الدولة الحديثة ومحاربة الاستعمار الاقتصادي الأمريكي. الثورة الإيرانية قد يختلف عليها الناس ولكنها تعتبر من الثورات المهمة في العصر الحديث، واعتراضي الوحيد هو مزج الدين بالدولة ولكن علي الرغم من ذلك فقد بنت الدولة الإسلامية الإيرانية مجدا علميا عظيما وقامت بمجهودات تشكر عليها في التعليم العالي والصناعات الاستراتيجية وخصوصا في الطاقة النووية وتقنية النانو، إلا أني شخصيا وكمحب لإيران الشقيق منزعج من تصريحات الرئيس أحمدي نجاد العشوائية بالإضافة إلي التصريحات ضد اليهودية التي لا لزوم لها علما بأن اليهود الإيرانيين يعيشون في سلام كامل في إيران. أحمدي نجاد لا يمكن أن يوصف بالحكمة ويا حبذا لو توقف عن الكلام إلي نهاية مدته لأن لسانه لا يعكس عظمة إيران ولا يعكس حتي عظمة الجمهورية الإسلامية الإيرانية ناهيك عن أن تكون هذه التصريحات في مصلحة إيران. لو كنت في مكانه لبنيت أحسن علاقات مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما لأفوت علي الصهاينة فرصة «الدس» ولابد أن أذكر أن الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الابن هو الذي أتي بقيادة إيرانية مثل أحمدي نجاد. بوش متطرف غبي أمريكي وكذلك أحمدي نجاد بالنسبة لإيران. والمتطرفون حتي لو أعداء يحب بعضهم بعضا ويحتاجون بعضهم الي بعض لكي يتعاونوا علي الشر الذي هو سر قوتهم وسبب بقائهم. فيما عدا ذلك فإن الشعوب التركية والشعوب الإيرانية تعيش في دول شرعية منذ آلاف السنين. الدولة التركية والدولة الإيرانية بصرف النظر عن الحكومات هي دول شقيقة وشريكة في التاريخ الحضاري للدول العربية عامة ومصر بالذات إن هذا مرة أخري عكس الدولة التي بنيت علي أنقاض القتل والطرد والاحتلال والتي لا أحتاج لأن اسميها ليعرفها الجميع. علي الأقل باسمي الشخصي أشكر كلا من الشعب التركي والشعب الإيراني لمؤازرة شعبنا العربي في فلسطين الحبيبة.