طالبت الكاتبة فاطمة المعدول، التي كانت قد تولت رئاسة المركز القومي لثقافة الطفل، بإعادة المسابقة القومية للقراءة للجميع لأنها تري أن لها تأثيرا إيجابيا علي الطفل، وحول هذا الموضوع كان لجريدة "روزاليوسف" معها هذا الحوار: ما رأيك في مشروع القراءة للجميع، وتقييمك لمشروع مكتبة الأسرة تحديدا وتطوراته وإصداراته؟ - مشروع القراءة للجميع ضم العديد من الفعاليات والمسابقات، وكنت مقررة إحدي هذه المسابقات، التي كانت تنظم للأطفال، ويفوز بها نحو خمسين طفلا، تسلمهم السيدة سوزان مبارك الجوائز بنفسها، مما كان له تأثير إيجابي علي الطفل، وحافز له، لكن توقفت هذه المسابقة منذ نحو أربع سنوات ولا أعرف لماذا؟! جزء من هذا المهرجان مكتبة الأسرة، التي بدأت للأطفال، ثم توسعت لتشمل كتب الكبار، وفي البداية تحفز الناشرون ضدها، لأن الكتب تصدرها المكتبة بأسعار رمزية، لكن عندما وجدوا أن الدولة تدعم الناشرين، ولا تمنحهم ريع البيع فقط، تعاونوا معها، كما أنهم وجدوا أن الكتاب ينتشر بشكل أكبر بكثير، وأن أي شخص يمكنه إنشاء مكتبة بأسعار بسيطة، وهذا كله يحسب للمشروع. ويلاحظ أن مكتبة الأسرة حينما بدأت كان يؤخذ عليها بعض التحفظات، إلي أن تغلبت علي سلبياتها منذ سنوات، وأصبحت إصداراتها الأخيرة ممتازة. ما رأيك في الإصدارات الأخيرة لمكتبة الأسرة وإخراجها؟ وهل تضم مجالات كثيرة؟ - يوجد تطور في اختيار الكتب، فجميعها أصبحت تنويرية، كما يوجد هناك أسس موضوعية لتقييم الكتب وليست مجاملات، وبالعكس يوجد كتاب كثيرون كانت ترفض الحكومة طبع كتبهم وتقوم مكتبة الأسرة بالطبع لهم، وأري أن المكتبة موجهة بشكل صريح لصالح خير وتقدم هذا البلد والتنوير، وطبع الأعمال التراثية، ونحن نحتاج ذلك ليكون في مواجهة الحملات والكتب الظلامية التي تدعي التدين، وهي ليست علي علاقة به، وهذا دور وسطية وتنوع الكتب التي يصدرها المشروع. أما عن الإخراج فحينما بدأت المكتبة كان سيئا، لكن حاليا توجد عناية واضحة بالإخراج. في رأيك ماذا ينقص المشروع؟ - أري أن أعداد الكتب قليلة، بمعني أننا لم نجد بعضها، فهم يقومون بالإعلان عنها لكننا لا نجدها، مثل كتب الموسوعات، وبالأخص موسوعات الأطفال، كما يجب الاهتمام بتوزيع الكتب في المحافظات الأخري خارج القاهرة؛ لأنني حينما كنت أعمل في المركز القومي للطفل، كان يشكو بعض أولياء أمور الأطفال من عدم وجود مكتبة الأسرة في الأقاليم. هل ترين أن المشروع يخاطب الجمهور بشكل عام أم لا؟ وهل حقق أهدافه بالفعل؟ - هو بالفعل يخاطب كل طبقات المجتمع الطفل، الشاب، المثقف، الرجل العادي....، وحاليا مضي عشرون عاما علي افتتاح المكتبة مما جعلها تتطور، أما عن تحقيق الأهداف، أجد أن الناشرين والكتاب والأطفال والأهالي والوطن استفاد كثيرا من هذا المشروع، لكن المشاريع والأهداف الكبيرة لا تظهر نتائجها سريعا، فهذا يعتبر كالصناعة ثقيلة، التي تقام للمستقبل وليست لهذا الوقت فقط، وأنا رأيت بالفعل الأطفال الذين شاركوا في المسابقة القومية للقراءة للجميع التي تحدثت عنها وما نتج عنها من تغيير كبير لدي هؤلاء الأطفال، حيث يعبرون عن الموضوعات المطروحة للمسابقة بطلاقة ذات مستويات عديدة، بخلاف ما ينتج عن التعليم التلقيني من نقص في المفردات لدي الطفل، وعدم إحساسهم بالتعبير بشكل جيد، فهذه المسابقة كانت فرصة للتعبير عند الطفل؛ ولذلك أتمني أن تعود مرة أخري. هل تؤيدين تبني مكتبة الأسرة لفكرة المكتبة الإلكترونية بنشر كتب علي الإنترنت؟ - أنا شخصيا لا أتخيل كيف أستطيع أن أجلس أمام الإنترنت لقراءة كتاب، فأنا أهوي وضع الكتاب بجانبي علي السرير حينما أقرأ، لكنني لا أعرف هل الأجيال الجديدة ستؤيد ذلك أم لا، ولا أري تعارضًا بين تجربة كتب الإنترنت في الخارج فهي لم تلغ الكتاب بل بالعكس فالمبيعات تزيد، وهم بالفعل دخلوا هذا العالم "الإنترنت" أكثر منا، ومع ذلك يتمسكون بالكتاب، أما عن إنشاء مكتبة الأسرة مكتبة كتب علي الإنترنت أعتقد أنه سيكون جيدًا وإضافة جديدة. بصفتك كنت عضوا بلجان المكتبة، كيف يتم اختيار الكتب من دور النشر؟ - أعتقد بالترشيح، فكل لجنة لها طريقتها في الاختيار، كما أن اللجنة تضم أشخاصا عديدين كل منهم له اتجاهه، واعتقد أنهم موضوعيين جدا؛ لأنهم ليس لهم أي مصلحة، كما أن الأعمال المختارة تعرض في المكتبات ومتاحة للجميع فيجب اختيارها بدقة. وبالطبع كل لجنة لها ذوق وهوي؛ ولذلك لا يعني عدم اختيار كتب أخري أنها غير جيدة.