استكمالاً لحديثي بالأمس عن (الخيار بين مرضين) وهو ما شبه إلي من مقال " د . عبد المنعم سعيد " بالأهرام أري أن الدولة لها دور هام جداً في تصحيح مسار العمران في مصر ، ليس بقيامها يتحمل مسئولية إيجاد سكن لكل مواطن محدود الدخل أو معدوم أو حتي الطبقة الوسطي في المجتمع التي تسعي (لستر) بناتها وأولادها في عش زوجية ، ويتعثر ذلك لعدم وجود إمكانية دفع مقدم للامتلاك أو حتي دفع القسط الشهري المطلوب، وذلك في وضع لدينا أكثر من 10 % بطالة (رقم معلن) ، وهنا واجب الدولة في هذه الحالة أن تبدع في إيجاد حلول موازية، لمساعدة هؤلاء الناس في إيجاد فرصة لسكن بالإيجار محدود القيمة وهذا لن يتوفر إلا في ظل مناخ يسمح للمستثمرين الصغار في ظل القانون أن تعمل بحرية وتكسب بعقل وإن تشارك الدولة في خطتها للتنمية الاجتماعية، هنا دور الدولة ، حيث يجب أن تعمل علي خروج تشريع يلغي عوار الستينيات والخمسينيات والذي اغتصب حق فئة هامة في المجتمع وهم ملاك العقارات ، بعد أن استنزفناهم واغتصبنا حقوق ملكيتهم لعقاراتهم ، بتأبيد العلاقات الإيجارية الظالمة حتي في قيمتها يجب أن تكون الدولة ، حادة وحازمة وجازمة في موقفها من النشاط الاقتصادي في النشاط العمراني وخاصة في إنشاء العقارات . الدولة يجب أن تلعب دوراً هاماً في السياسة العامة التي تتبعها سياسات (الاقتصاد الحر) واستخدامنا لآليات السوق وأدواته، حيث تعمل علي زيادة العرض من الوحدات السكنية ، حتي يصل سعر الإيجار للوحدة إلي أسعار منافسة مع بعضها (البعض) حيث كان (زمان) يقوم المالك بتبخير وحداته السكنية ، لجلب سكان ، وطرد العين الشريرة من الوحدة السكنية (الفارغة) وغير المشغولة ، رغم ضآلة قيمتها الإيجارية -كما أن السادة المنمين العقاريين وخاصة هؤلاء المتشدقين بأنهم وطنيون ، حيث اقتحموا الصحراوات ، ودخلوا إلي أنشطة التنمية العمرانية في مناطق لا يتصور أحد علي الإطلاق أن يقترب منها قبل تفضلهم بدخولها علي بركة الله ، كما قال أخونا الدكتور عبد المنعم سعيد ، لا ياسادة ، هذه الأراضي هي مخزون قومي لأجيالنا القادمة ، ولنا أيضاً إذا احترمنا أنفسنا وقوانيننا وراعينا ضمائرنا وعلمنا أن شعب مصر ، ليس جميعهم قادرين علي امتلاك (تاون هاوس) أو فيللاً ، ولكن الأغلبية العظمي من الثمانين مليونا، يحتاجون كآبائنا وأجدادنا في الحضر إلي وجود لافتة شقة للإيجار ولعل ، من اقتحم صحراء "نيفادا "وأنشأ "لاس فيجاس" ، أعظم مدن العالم لم يكن في خيالهم أبداً أن ينهبوا الأمريكان (المواطنين)، ولم يكن في خيالهم أبداً أن ينالوا درجة أو أوسمة أو يقتربوا من رئاسة لجان بالمجالس النيابية أو يتولوا حقائب وزارية نظير اقتحامهم صحراء "نيفادا" !! ، ولكن النتيجة هي ما هو عليه اليوم أكبر مدن العالم وأكثرهم نمواً واقتصاداً ، وبها مكان لجميع طبقات الشعب الأمريكي وأيضاً ضيوفهم من الغلابة ومن الأغنياء في العالم !!