"أبي كان سي السيد في بيته ليس بصورته المشوهة التي عرضها نجيب محفوظ فلم يكن بوجهين و لكن بحزمه الشديد ونصرته للحق وتدينه الحقيقي فقد كنا نصلي خلفه ونستمتع بتقبيل يده فقد كان مرهف الحس غير متبلد المشاعر، هكذا بدأ السفير يحيي شكري سرحان حديثه عن والده الفنان الراحل الذي لقب ب"ابن النيل" كما تم تتويجه في الاحتفال بمئوية السينما المصرية وتكريمه من مهرجان القاهرة السينمائي بعد اختياره كأفضل ممثل في القرن العشرين، فهو قدم خلال مشواره السينمائي أكثر من 150 فيلماً وهو رقم كبير جداً قياساً إلي عمره الفني الذي يناهز نصف قرن تقريبا. يبدأ يحيي حديثه عن والده قائلا: كان رحمه الله دارسا بالأزهر و عمل مدرس لغة عربية في بداية حياته لذلك فقد غرس بداخلي أنا و أخي الممثل صلاح سرحان قيم كثيرة طيبة أهمها الخوف من الله واحترام العادات والتقاليد إضافة إلي الحب الحقيقي لمصر فهو رغم اشتراكه في أربعة أفلام عالمية منها :"ابن كليوباترا- قصة الحضارة- صوت سيناء" إلا أنه رفض هوليوود بكل بريقها متمسكا بمصريته ومعتزا بها. يضيف موضحا أن أخلاق شكري سرحان النبيلة وتواضعه الشديد كانا درسين دائمين له ولأخيه ولا ينسي أيضا رفضه التام لبيع مبادئه أمام المادة، لذلك أكثر ما يعتز به هو دولاب الجوائز الذي يضم بين جنباته تكريم جمال عبدالناصر له بوسام الدولة، وكذلك أبرز الجوائز التي حصل عليها في أفلامه السينمائية الشهيرة وبالأخص فيلم "ليلة القبض علي فاطمة" مع فاتن حمامة عام 1984 للمخرج الراحل هنري بركات، والذي حاز من خلاله علي جائزة أفضل ممثل. يكمل قائلا: كان والدي يحرص رغم انشغاله بعمله علي التواجد في المناسبات الدينية المختلفة ويشهد ذبح الأضحية بنفسه وكان داخل المنزل "سي السيد" من خلال جديته والتزامه فكان شديدا في الحق ولكن شدة بغير عنف وليناً بغير ضعف فقوته كانت يحكمها العقل، وقد تشرفت بمصاحبته أثناء أدائه للعمره وفريضة الحج فرأيت الجانب الروحاني العالي الذي كان يتمتع به فقد كان القرآن الكريم هو المرافق له في سنوات عمره الأخيرة حتي لقب ب"عاشق القرآن".