عامان و نصف العام هو عمر الأزمة التي يعيشها هاني عرفة جاد ولكن أثرها في نفسه أطول كثيرا من هذه المدة فإذا شعرت بسهام الاضطهاد والتآمر تحيط بك من كل جانب في عملك الذي تتكسب منه رزقك فتجد الأيام تمر عليك بصعوبة وثقل كأنها سنوات. هاني التحق للعمل بكلية طب الأسنان جامعة الأزهر عام 2001 حيث لم يجد وظيفة تناسب مؤهله المتوسط «دبلوم صنايع» فتقدم بالشهادة الاعدادية وبالفعل قبل في الوظيفة التي أتقن عمله فيها طوال فترة خدمته، وكان يحصل دائما علي تقديرات متميزة طوال فترة عمله. وأمام صعوبة ظروف الحياة وبساطة راتبه اضطر للعمل الاضافي لتغطية نفقات أسرته والانفاق علي علاج والدته المريضة وبالفعل سارت حياته علي هذا المنوال وتيسرت أحواله المادية لكن ذلك لم يمنعه من الاجتهاد في عمله. ظل هاني طوال 8 سنوات حتي عام 2008 يحصل علي أفضل تقييم من رؤسائه حتي انقلب الحال بعدما تغير مديره بآخر تعمد مضايقته عدة مرات وهو ما رد عليه بالشكوي إلي رئيس الجامعة ليدخل في دائرة من العناد لا نهاية لها ويتعرض لضغوط عديدة منها حرمانه من الحوافز والإجازات، وهو ما جعل صدره يضيق ليقرر طلب إجازة وترك العمل بالكلية والاكتفاء بعمله الاضافي علاوة علي رعاية والدته المريضة. لكن طلب هاني الحصول علي إجازة لم يتحقق بعد رفض مديره المتكرر رغم توفر بديل له، فلم يجد سوي تقديم الشكاوي لعدة جهات لعلها تفلح ومنها طلبه إلي شيخ الأزهر ووزير التنمية الإدارية ووزيرة القوي العاملة وأصبح أمله الوحيد في الحياة هو الاستجابة لها بعد أن ضاقت به السبل.