حين حصلنا علي «صفر المونديال» في استضافة مونديال 2010 قامت الدنيا ولم تقعد.. بل وذهب البعض إلي القول إن مصر تعرضت لمؤامرة.. ثم سرعان ما هدأت عاصفة الغضب.. وتمكنت جنوب أفريقيا من الحصول علي بطاقة استضافة هذا العرس الكروي العالمي ونجحت بامتياز. تذكرت كل ذلك وأنا أشاهد علي شاشة التلفاز حفل ختام مونديال جنوب أفريقيا في استاد سوكر سيتي الذي شهد المباراة النهائية بين إسبانيا وهولندا الأحد الماضي.. والذي تكلفت عملية تجديده 440 مليون دولار.. وسألت نفسي هل نحن كنا جديرين باستضافة هذا المونديال.. هل لدينا الملاعب الكافية.. بل هل لدينا 9 مدن مستعدة وجاهزة لهذا الحدث؟! أترك الإجابة لكم. رغم مرور ما يزيد علي ثماني سنوات علي صفر المونديال ما الذي حققناه لتلاشي أي صفر جديد؟! لا شيء باستثناء جهود جيش مصر العظيم الذي نجح في إقامة ثلاثة ملاعب علي أحدث مستوي أبرزها استاد برج العرب الذي قيل إنه سيكون نواة لإقامة أول قرية أوليمبية في مصر.. ولكن للأسف المونديال ليس مجرد ملاعب فقط.. بل فنادق.. خدمات.. أماكن ترفيه.. خطوط نقل جوي وبري علي أعلي مستوي.. وهو ليس مجرد تظاهرة رياضية.. بل اقتصادية وسياحية وترفيهية وسياسية أيضًا مثلما شاهدنا في نسخته الأخيرة. دعونا نسأل أنفسنا.. كم مدينة مصرية قادرة علي استضافة مونديال كرة القدم.. هذا الحدث الرياضي الأبرز علي مستوي العالم؟! فهو ليس مونديالاً لليد مع حبي الشديد واحترامي لهذه اللعبة.. كما أنه ليس كأس العالم للشباب أو الناشئين.. ثلاث أو أربع مدن بالكثير والباقي إما مدن بها فنادق ولكن ليس بها ملاعب.. وإما مدن بها ملاعب ولكن لا يوجد بها مطار.. أو مدن بها مطار وليس بها ملاعب!! مشكلتنا أننا ننفعل بسرعة.. ونغضب بسرعة.. ثم سرعان ما نهدأ وننسي سبب اخفاقاتنا.. لننشغل بقضية أخري تكون نهايتها بنفس المصير.. والدليل أننا رغم كل هذه السنوات التي مرت علي صفر المونديال لو تقدمنا اليوم لاستضافة هذا الحدث سنحصل أيضًا علي «صفر» كبير! المدهش أنني اكتشفت أننا لم نحصل علي صفر استضافة المونديال فقط.. بل حصلنا أيضًا علي صفر في عدم مشاركة منتخبنا.. وصفر ثالث لغياب حكامنا.. وصفر رابع في التعليق علي المباريات.. عمومًا الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا» لن يفكر في إقامة المونديال بدولة أفريقية قبل ربع قرن.. فدعونا نحلم الآن بشرف استضافة دورة البحر الأبيض المتوسط!!