كشف عضو اللجنة المركزية لحركة فتح محمد دحلان عن أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس قدم عرضًا مكتوبًا لاتفاقية السلام عبر الوسيط الأمريكي جورج ميتشيل في المفاوضات غير المباشرة يتضمن إنشاء دولة فلسطينية مستقلة علي حدود عام 1967 مع تبادل أراض بنسبة محدودة ونشر قوات من حلف شمال الأطلنطي علي الحدود مع الأردن وفي مواقع أخري من أراضي الدولة الفلسطينية. أوضح دحلان في تصريحات صحفية أمس أن نتانياهو لم يقدم أي رد علي هذا العرض حتي الآن مشيرا إلي أن مؤسسات حركة فتح ومنظمة التحرير الفلسطينية ستجتمع عقب زيارة ميتشيل السبت المقبل لدراسة العرض الذي سيقدمه لعباس للانتقال إلي مفاوضات مباشرة. وأكد دحلان علي الموقف الفلسطيني من عدم الانتقال إلي المفاوضات المباشرة إلا إذا حدث تقدم في ملف الحدود في المفاوضات غير المباشرة والموافقة علي تجميد الاستيطان وقبول التفاوض علي حدود الرابع من يونيو 1967 مع جدول زمني واضح لهذه المفاوضات. من جانبه أكد وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي أن الجانب الفلسطيني- العربي بحث خيار التوجه إلي مجلس الأمن لاستصدار قرار أممي بإعلان الدولة الفلسطينية إذا فشلت المفاوضات غير المباشرة حتي نهاية شهر سبتمبر المقبل الذي يعتبر موعدا حاسما سيحدد الخطوات المقبلة. واعتبر المالكي في تصريحات صحفية أمس مبادرة وزير الخارجية الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان حول تبادل الأراضي والسكان بأنها ليست جديدة وإنما أفكار صرح بها قبل حصوله علي المنصب الحكومي وهي مرفوضة ومستنكرة. واعتبر المالكي زيارة ميتشيل إلي المنطقة الأسبوع المقبل استمرارا للجهد المبذول في إطار المفاوضات غير المباشرة قائلا حتي اللحظة لم يتم الإعلان رسميا من قبل الجهة الراعية عن انتهاء المفاوضات المباشرة وبالتالي مازلنا نتعامل في إطار هذا المفهوم. وفي سياق متصل أكدت الجامعة العربية أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس سيحضر الاجتماع الاستثنائي لوزراء خارجية دول لجنة المبادرة العربية للسلام الذي سيعقد في 29 الشهر الجاري بالجامعة العربية لبحث المستجدات علي الساحة الفلسطينية في ضوء الحديث الأمريكي عن حدوث تقارب في المفاوضات غير المباشرة. وأكد السفير هشام يوسف مدير مكتب الأمين العام للجامعة في تصريحات للصحفيين أمس عقب لقاء وزير العدل الفلسطيني علي الخشان مع عمرو موسي أنه لا حديث الآن عن مفاوضات مباشرة وليضغط من يضغط، مشيرًا إلي أن الموقف الحالي في انتظار تلقي تقرير من عباس والمهلة الزمنية التي تنتهي في سبتمبر. في غضون ذلك وافق الكنيست الإسرائيلي علي إلغاء الامتيازات الدبلوماسية للنائبة العربية حنين زعبي المتهمة بالانحياز إلي أعداء إسرائيل « علي حد تعبير القرار» بمشاركتها في اسطول الحرية الذي كان متجها إلي قطاع غزة واعترضته السفن الحربية الإسرائيلية في عرض البحر 31 مايو الماضي. ووافق النواب بأغلبية 34 صوتا مقابل اعتراض 16 علي مشروع قانون يسمح للسلطات بمنع النائبة حنين زعبي من مغادرة البلاد وإلغاء حقها في جواز سفر دبلوماسي. قالت حنين بعد تصويت البرلمان إن هذه الخطوة وإن كانت رمزية في جوهرها فإنها منغص محتمل للعلاقات المتوترة بالفعل بين اليهود والعرب الذين يؤلفون نحو خمس سكان إسرائيل. أضافت: «هذا يهدد حقوق المواطنين العرب في النضال العادل من أجل المساواة». ميدانيا أعلنت مصادر طبية فلسطينية عن استشهاد فلسطينية وإصابة خمسة آخرين أمس بسبب قصف مدفعي إسرائيلي استهدف منازل المواطنين في منطقة حجر الديك شرق مدينة غزة.