جهاز تنظيم سوق الغاز يناقش موضوعات استراتيجية لدعم التنافسية والصناعة    الداخلية: تواجد أمني مُكثف بمحيط المدارس والجامعات تزامنًا مع بدء العام الدراسي الجديد    وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي تُصدر تقرير الحصاد الأسبوعي لأنشطة وفعاليات الوزارة    عاجل| الرئاسة تكشف تفاصيل مباحثات الرئيس السيسي ونظيره السنغافوري    ماكرون وزوجته يلجآن إلى القضاء لإثبات أن السيدة الأولى امرأة    السلطات الروسية: 4 قتلى في هجوم بمسيرات أوكرانية على منطقة سامارا الروسية    البوندسليجا.. «كين» يقود هجوم بايرن ميونيخ في مواجهة هوفنهايم    رسميًا.. موعد مباراة بيراميدز ونهضة بركان في السوبر الإفريقي    المشدد 3 سنوات لمتهم بالتحرش بسيدة في الساحل    الإعدام شنقًا للمتهم بقتل جزار في الشرقية    كيف تتابع الظاهرة الفلكية..هل سيُرى الكسوف من مصر والدول العربية؟ إليك التفاصيل    مي كمال تتصدر التريند بعد إعلان انفصالها عن الفنان أحمد مكي    دليل مواقيت الصلاة اليومية اليوم السبت 20 سبتمبر 2025 في المنيا    وكيل الطب العلاجي يتابع سير العمل والخدمات بمستشفى السنبلاوين العام في الدقهلية    محافظ الفيوم: تسريع وتيرة العمل وتكثيف عمل اللجان بملفى تقنين الأراضى والتصالح    مهلة أخيرة لأصحاب طلبات التقنين حتى الإثنين المقبل بأسوان    منتخب الدراجات يشارك فى البروفة الأخيرة قبل انطلاق بطولة العالم برواندا    الموعد المقترح لانتخابات الأهلي بعد موافقة العمومية على تعديلات اللائحة    كيف يستعد بيراميدز لمواجهة أهلي جدة فى كأس الإنتركونتيننتال؟    4 مشاهد من افتتاح العام الدراسي الأول بجامعة القاهرة الأهلية    صرف أكثر من 19 ألف طن يوريا و9 آلاف طن نترات لمزارعي بنى سويف    محيي الدين: مراجعة رأس المال المدفوع للبنك الدولي تحتاج توافقاً سياسياً    استقرار حالة سيدة نبروه المصابة ب15 طعنة على يد زوجها بعد إجراء جراحة لها    تموين المنيا: مصادرة 5 أطنان أسمدة مدعمة قبل بيعها فى السوق السوداء    حبس المتهم بسكب جاز على حمولة خبز بقرية طحلة بردين بالشرقية    محمد صلاح يواصل تحطيم الأرقام.. التاسع تاريخيا فى صناعة الأهداف بالبريميرليج    مهرجان الغردقة لسينما الشباب ينظم يوما للسينما الروسية    15 صورة ترصد ختام ووداع ملك وملكة إسبانيا لعاصمة مصر القديمة شرق وغرب الأقصر    أكثر من 900 ألف يرفضون مغادرة مدينة غزة رغم أوامر الإخلاء القسرى    الشيباني يرفع علم سوريا فوق مبنى السفارة السورية في واشنطن    رئيس الجالية المصرية بجدة: زيارة وزير الخارجية للمملكة تعكس متانة العلاقات    خطة شاملة لتعزيز الصحة المدرسية مع انطلاق العام الدراسي الجديد    هيئة الرعاية الصحية: المرحلة 2 للتأمين الشامل تستهدف أكثر من 12 مليون مواطن    وزير الصحة: انطلاق المرحلة الثانية من مبادرة المستشفيات الصديقة للمرضى 3025    لاعب الزمالك السابق: الروح والحب انعكسا على أداء لاعبي الأبيض    مي كمال: أنا وأحمد مكي منفصلين منذ فترة ومش هحب بعده    نجار يقتل زوجته في كرداسة ويترك أبناءه في مواجهة المجهول    «الصحة» : تخريج الدفعة الأولى من الدبلومات المهنية في البحوث الإكلينيكية    غدا.. 150 معهدا أزهريا تستقبل الطلاب في الوادي الجديد    فنزويلا تطالب الأمم المتحدة بالتحقيق في تدمير الولايات المتحدة لقوارب في البحر الكاريبي    الأردن يفوز بعضوية مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية    انطلاق المرحلة الثانية من مبادرة "سائق واعٍ .. لطريق آمن"    «مفرقش معايا كلام الناس»| كارول سماحة ترد على انتقادات عملها بعد أيام من وفاة زوجها    مهرجان الغردقة ينظم يوما للسينما الروسية.. و«الأميرة الضفدع» فيلم الافتتاح    مصرع تاجري مخدرات في حملة أمنية بقنا    تعرف على مواعيد أقساط سداد قيمة المصروفات الدراسية لعام 2026    9 محظورات للطلاب بالعام الدراسى الجديد.. تعرف عليها    القنوات الناقلة مباشر لمباراة ريال مدريد ضد إسبانيول في الدوري الإسباني.. والمعلق    جامعة القاهرة تعلن تفاصيل الأنشطة الطلابية خلال الأسبوع الأول من الدراسة    بالحلوى والبالونات.. استقبال مميز لطلاب ابتدائي في كفر الشيخ (صور)    طب الإسكندرية يتصدر نتيجة تنسيق الشهادة اليونانية 2025    موعد صلاة الظهر.. ودعاء عند ختم الصلاة    آسر ياسين على بعد يوم واحد من إنهاء تصوير "إن غاب القط"    «الصحة» تطلق خطة التأمين الطبي الشاملة لتعزيز جودة حياة الطلاب في العام الدراسي 2025/2026    كيف يقضي المسلم ما فاته من الصلاة؟.. أمين الفتوى يوضح خطوات التوبة وأداء الصلوات الفائتة    الدوري الإنجليزي.. موعد مباراة ليفربول وإيفرتون والقناة الناقلة بديربي الميرسيسايد    دعاء كسوف الشمس اليوم مكتوب كامل    استشارية اجتماعية: الرجل بفطرته الفسيولوجية يميل إلى التعدد    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الشيطان يعود إلي مسرح الدولة ب«حباك»
نشر في روزاليوسف اليومية يوم 08 - 07 - 2010

حالة من الدهشة قد تصيبك بمجرد سماع اسم العرض المسرحي الذي افتتح الخميس الماضي علي خشبة مسرح السلام بعنوان "حباك عوضين تامر" للمخرج جلال عثمان تأليف الدكتور سامح مهران وبطولة الفنانة ليلي طاهر ومحمد رياض ومجدي صبحي وسماح السعيد، حيث تم تغيير اسم العرض من "عشم إبليس" إلي اسم بطل الشخصية الرئيسية بالعمل "حباك " الذي يجسده محمد رياض، وعلي الرغم من غرابة الاسم فإن مخرج ومؤلف العمل لم يترددا لحظة في الاستعانة به فور اكتشافهما لوجود نص مسرحي آخر في الرقابة بعنوان "عشم إبليس".
لا تقتصر الدهشة علي اسم العرض وحده بل تستمر الدهشة عندما يفاجأ جمهور العرض بظهور شخصية الشيطان التي يجسدها الفنان مجدي صبحي، فعلي الرغم من تناول هذه الشخصية بالسينما في أكثر من عمل منها «سفير جهنم» للفنان يوسف وهبي و«المرأة التي غلبت الشيطان» لعادل أدهم وأيضا في المسرح من خلال مسرحية «تخاريف» لمحمد صبحي فقد ظلت نادرة بالتحديد في المسرح بسبب انعدام المكانيات التي تساعد علي اللعب بخيال المتلقي حتي جاء هذا العرض الذي يقول عنه المخرج المسرحي جلال عثمان: اسم العرض في الأساس كان "حباك عوضين تامر" وتغير إلي "عشم إبليس" لكن اكتشفنا ان هناك نصًا مسرحيا في الرقابة بنفس الاسم فعدنا للاسم الأول و"حباك عوضين تامر" هو اسم بطل العرض، وكان مقصودا أن يكون غريبا علي الجمهور ويحدث لديهم هذه الدهشة، وهذا ما يحدث عند مشاهدة العمل، ففي رأيي إن لم ينجح العرض في إصابة المتلقي بالدهشة، يفقد معناه وقيمته ويأتي هذا بدءًا من الاسم.
ويقول: جرت العادة من قبل أن يخرج اسم العرض من داخل أحداث الدراما نفسها ، لكن عندما نضع عنوانًا مجردًا ليس له معني سوي أنه اسم شخصية تحدث حالة من الجذب، إلي جانب أنه اسم غير تقليدي.
وعن أزمة إمكانيات المسرح التي واجهها العمل يضيف: أي عرض تقابله مشكلات وقد استغرقنا وقتا في البروفات بسبب مواعيد التصوير لدي الفنانين إلي جانب أنه حدث إحلال وتبديل لفريق العمل حتي استقرنا أخيرًا علي هؤلاء الأبطال، ثم بعد ذلك جاء تركيزي في عمل أشياء علي خشبة المسرح لكن للأسف لم استطع إلا في حدود المتاح. ويضيف: الأزمة لا تتعلق بمسرح السلام فقط ، بل جميع المسارح تحتاج إلي إعادة نظر في التقنيات الخاصة بها، أيضا العمالة الفنية أي الصف الثاني والثالث تحتاج إلي تدريب علي التقنيات الحديثة حتي تستطيع التعامل معها ولا بد من توفير هذه التقنيات بالمسارح مثل خشبة الصعود والهبوط الموجودة في الأوبرا فحتي أحقق فكرة الطيران للشيطان علي المسرح استغرقت منا مجهودًا شاقًا ولم تتحقق كما أردنا، وإذا كانت متوفرة لدينا إمكانيات أكبر لخرج العمل بشكل مغاير عما هو عليه حاليا.
وعن جرأة تناوله لشخصية الشيطان علي المسرح قال: هذه الشخصية تم تناولها في السينما والمسرح فهناك نصًا عالميا "فاوست" يتناول صفقة بين الإنسان والشيطان، وأيضًا "إبليس في المدينة"، فالشخصية سبق تقديمها علي مستوي المسرح العالمي والسينما العالمية، وبالتأكيد هذه الأعمال في السينما تكون مختلفة تماما لأن الإمكانيات بهذا المجال أعلي من المسرح، وفي هذا العمل وضعنا الشيطان في إطار مصري صعيدي حيث استوحي الكاتب هذه الشخصية الصعيدية وتعامل مع سذاجة وطيبة "حباك" وقدرة تأثره بالشيطان، لدرجة أنه يعقد صفقة معه، ثم يتأكد أن هذه الشخصية هي الشيطان الحقيقي الموجود بداخله .
ويضيف: نحن في حالة قصور في تناول الجانب القبلي أو الصعيدي بأعمالنا المسرحية خصوصًا أن الصعايدة لهم تأثير كبير في أشياء متعددة علي المجتمع فإذا عدنا للماضي هم من ساهموا في بناء مصر لذلك قررنا أن نتطرق إلي الجانب الصعيدي كما أردنا أن نظهر الشخصية المصرية التي تحمل قدرًا من الرجولة والنخوة لدي "حباك عوضين تامر" .
ويقول: الحلي والذهب الكثير الذي ظهر به الشيطان هي محاولة لتزيين الدنيا أمام "حباك" لأنها من ضمن الأشياء التي يتأثر بها الإنسان ويذهب إليها دائما، واللعبة في النهاية إننا مثلنا شخوصًا حقيقية لكن كل هذه الأحداث مجرد فانتازيا لأننا في النهاية نلعب لعبة حتي يري المتلقي كيفية الانحياز إلي الخير بشكل فانتازي وليس واقعيا وهو في النهاية حقق نوعًا من أنواع المرح والبهجة البعيدة عن الواقع.
وفي السياق ذاته يقول الفنان مجدي صبحي الذي لعب دور الشيطان المرح: شخصية "إبليس" سبق وقدمها الفنان يوسف وهبي في «سفير جهنم» وعادل إمام في "الإنس والجن" وعادل أدهم في "المرأة التي غلبت الشيطان"، لكنني أقدمها هنا بشكل مختلف تماما، فإبليس في هذه المسرحية هادي جدا وطيب ورقيق ومؤدب ومرح، لكن كل هذا يتحول في النهاية إلي نار ويخرب كل ما حوله، لكن لم نقدمه بالشكل التقليدي الذي سبق ورأيناه من قبل فقصدنا أن يظهر كأنه إنسان ظاهره جيد لكن بداخله شرًا عظيمًا.
ويضيف: لم أجد المسألة صعبة علي المسرح كما يتصور البعض لأننا نقدم شخصية واسمها "بعل زبول" وبصراحة هذه الشخصية بداخلي، لأنني كنت أتمني منذ دراستي بمعهد الفنون المسرحية أن أقدم مسرحية «فاوست"، وفيما يتعلق بملابس الشخصية، كانت بالاتفاق مع المخرج وقصدنا أن نضفي نوعًا من الجاذبية علي شخصية الجن ، بالطبع إذا كانت هناك تقنيات أعلي بالمسرح كانت ستوفر لنا مسألة الطيران بسهولة، وكانت ستضفي ثراء أعلي علي الشخصية إلي حد ما وستحقق حالة إبهار للمشاهد، ويضيف: لا بد ألا يقتصر فهمنا علي أن الجن في حد ذاته هو المقصود، لكن من الممكن أن نفسرها بإسقاطات سياسية أخري ، وهي شخصية جديدة علي الجمهور خارجة عن نطاق ما قدم من قبل.
أما الناقد الدكتور حسن عطية فقال عن هذه الشخصية: قدمت فكرة الشيطان في أكثر من عمل حيث قدمها كريستوفر مارلو في مسرحية "فاوست " وكتبها توفيق الحكيم في "المرأة التي غلبت الشيطان" وفتحي رضوان كتب "دموع إبليس"، ففي فاوست كانت الفكرة الأساسية عندما ظهرت في أوربا شخصية عالم كيميائي يريد التوصل لأحدث شيء في العلم لأن الإمكانيات كانت قليلة، ظهر له شيطان وتعاهد معه أن يعطيه أسرار العلم مقابل أن يعطي روحه له عندما يموت وحقق بهذه المعاهدة مع الشيطان أفكارًا علمية كثيرة لكنه بدأ يفكر إذا سلم نفسه للشيطان كيف يمكن أن يواجه الخالق بجسد دون روح وهو ما كان يفسر حالة التناقض التي كانت تواجه الناس وقتها بين العلم والدين ، أما في هذا العرض فقد ظهر الشيطان في صورة رأس المال مرة من خلال خالد النجدي ثم مجدي صبحي الذي لعب دور الشيطان "بعل زبول" ويبدأ في تحريضه لإفساد المجتمع والأخلاق، وهنا المسرحية كتبت بشكل ثقافي معمق يحتاج إلي عقل مثقف ومتفرج واع لديه خلفية عن «هاملت» و«فاوست» حتي يستوعب المسرحية بشكل كامل ، إلي جانب أن مجدي صبحي حاول تقديم شخصية الشيطان بشكل لايت كوميدي لطيف وهو نموذج جديد للشيطان في الأعمال الفنية فلم يسبق أن قدم من قبل بهذا الشكل لكن بالطبع المسرح كان يحتاج إلي إمكانيات أعلي لتقديم مثل هذه الشخصية وإذا كنا نمتلك إمكانيات أقوي بالمسرح فبالطبع شكل هذه الشخصية كان سيختلف تماما.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.