للإسلام في إسبانيا جذور تاريخية وخصوصية عن باقي دول أوروبا حيث يعتبر الإسلام ووفقا للمؤرخين الإسبان أنفسهم جزءا من ثقافة وتاريخ الأمة والذي كان حاضرا بشكل قوي في الأندلس وتحديدا منذ 711م إلي 1492م حيث كان يقع إقليم الأندلس تحت حكم العرب أما في الوقت الحاضر وتحديدا منذ ما يقرب من 20 عاما فقد زاد عدد المسلمين في إسبانيا نتيجة الهجرة من بلاد المغرب العربي ليشكلوا مع مرور الوقت جزءا مهما من المجتمع حيث يصل عددهم حاليا إلي أكثر من مليون مواطن. كتاب «الإسلام بيننا» للكاتب الإسباني خوسيه لويس سانشيز يعرض تطور الإسلام والزيادة في أعداد المسلمين خلال السنوات العشرين الأخيرة وتغلغلهم في المؤسسات الرسمية والتعليمية وغيرها من مؤسسات الدولة الإسبانية ويناقش الكتاب التعايش بين المسلمين والمسيحيين في إسبانيا بالوقت الحاضر في إطار مناقشة تتسم بالاحترام والموضوعية والواقعية من وجهة نظر تحليلية من منظور اجتماعي وثقافي وديني مستعينا بحوار موضوعي بين العديد من المتخصصين في هذا المجال، ويهدف الكتاب وفقا لأحد المواقع الإسبانية إلي تعزيز روح الحوار والتلاقي بين المسيحية والإسلام. الكتاب يبسط للقارئ أفكار الإسلام ويقدمها من وجهة نظر معتدلة خاصة فيما يخص المرأة والارتباط بين الرجل والمرأة واحترام الإسلام لباقي الديانات وغيرها من القضايا التي يتهم فيها الإسلام بغير وجه حق وهو ما يحاول الكتاب توضيحه بوصف الإسلام أكثر من قدم حلولا مثالية لتلك القضايا ويعرض التشابه بين ثقافات الغرب والإسلام وما قدمه حكم العرب في الأندلس وقد وصف مراقبون الكتاب بأنه واحد من أكثر الكتب جديا وهدوءا في تناول الإسلام وتغلغله في المجتمع الإسباني. وتهتم الحكومة الإسبانية الحالية علي وجه الخصوص بإعادة ترتيب العديد من أوضاع المسلمين باعتبارهم جزءا رئيسيا من المجتمع الإسباني وتم إعداد لجنة داخلية في الحكومة لإعادة ترتيب أوضاع المسلمين لزيادة شعورهم بأنهم أبناء لهذا البلد وهو من جانب آخر تعزيز لعلمانية الدولة كما يؤكد المتحدثون باسم الحكومة الاشتراكية دوما وأن الجميع علي قدم المساواة في بلد حر وديمقراطي. وقد ظهرت مجموعة من الهيئات والمؤسسات الإسلامية في إسبانيا وتحديدا في مدينة غرناطة أو » جرانادا » كما ينطقها الإسبان وهي المؤسسات التي انتشرت بعد صدور قوانين حرية الأديان وهي يبلغ عددها الآن 49منها المركز الإسلامي الإسباني وجمعية المسلمين الإسبان في غرناطة والجمعية الإسلامية في إسبانيا والجمعية الإسلامية في قرطبة والجمعية الإسلامية في أشبيلية والمفوضية الإسلامية في إسبانيا، كما يوجد المركز الإسلامي الثقافي في مدريد والذي يضم مسجدا ومدرسة تقوم بتعليم العلوم الإسلامية واللغة العربية واللغة الإسبانية والقرآن الكريم ومعمل لتعليم اللغات بالإضافة للمعهد العربي للدراسات الأكاديمية والمعهد الأسباني العربي للثقافة في مدريد والمدرسة العربية في مدريد.