تابعت مقال د. محمود علم الدين (رئيس قسم الصحافة بإعلام القاهرة) يوم الثلاثاء الماضي علي صفحات "روز اليوسف" اليومية تحت عنوان: الخديعة الكبري في صحافة الفيس بوك. وذلك تعليقاً علي ما كتبه الأستاذ عبد الله كمال (رئيس تحرير روز اليوسف) حول التعليقات التي تنشرها الجرائد علي مواقعها الإلكترونية. وأود أن أشارك في هذا النقاش الهام من خلال الملاحظات التالية التي تنطبق في العديد من الحالات علي التعليقات وعلي الشبكات الاجتماعية مثل الفيس بوك، ومنها: - أن طبيعة الفيس بوك تقوم علي فكرة المحتوي الذي يشارك به القراء في النقاش حول موضوع مثار أو من خلال طرح موضوع جديد أو فرعي. وهو ما اعتبره الكثير من الهواة- وللأسف بعض المتخصصين - أحد أشكال الصحافة الجديدة أو البديلة. وهو ما ترتب عليه تضخيم تأثير الفيس بوك لحد التعامل معه علي اعتبار أنه أحد أهم المصادر الصحفية. - ترتب علي ما سبق، أن قام العديد من برامج التوك شو في مجتمعنا باقتباس العديد من الأفكار والقضايا الخلافية من الفيس بوك، والتركيز علي ما جاء فيه باعتباره مصدرًا أساسيا للأخبار وللأحداث السياسية. وذلك رغم أن الفيس بوك لا يزال في مجتمعنا لا يستخدم - كما قال د. محمود علم الدين - سوي في الدردشة أو للترويج لبعض الحركات الاحتجاجية أو لبعض الأشخاص. وبمعني أدق في النميمة الاجتماعية والسياسية التي أصبحت الهدف المعلن للعديد من الجرائد الخاصة الموجهة في مصر. - تتحول النميمة الاجتماعية والسياسية إلي حقيقة افتراضية موجهة لخدمة من يشارك في صنعها.. خاصة بعد أن تناقشها برامج التوك شو سواء بحسن نية في بعض الأحيان أو بعدم وعي حقيقي بها في الكثير من الأحيان، وبعد أن يتم الترويج لمعلومات خادعة وغير دقيقة.. تصور أمر المشاركين في مجموعة ما من مجموعات الفيس بوك.. علي اعتبار أنهم قوي سياسية واجتماعية باطشة ومؤثرة. وهو نوع من التضخيم الوهمي والمخل الذي لا يتجاوز تأثيره لحظات معدودة.. ولكن يبقي الخطر في تأثيره السلبي من خلال انطباعات عشوائية تؤثر في نظرة المواطن العادي لنفسه وللمجتمع وللحكومة وللدولة المصرية. - يستخدم بعض الحركات الاحتجاجية في بلادنا الفيس بوك لتجسيد أفكارهم الافتراضية علي شاشة الكمبيوتر.. أي بمحاولة رسم صورة لبعض الأحداث اليومية بوجه خاص بشكل غير حقيقي.. يظهر فيه بعضهم علي اعتبار أنهم أبطال وزعماء أو مجاهدون وشهداء.. ولكن من منازلهم. ما سبق، يعني لي شخصياً.. أننا لم ننجح في استخدام الوسائل التكنولوجية الحديثة في رفع وعي المجتمع المصري وتطوره؛ بقدر ما استخدمنا هذه الوسائل في الترويج للأوهام والشائعات حيث تعاملنا مع ما هو غير حقيقي أو واقعي باعتباره مصدرًا أساسيًا ورئيسيا للمعلومات. إنها قضية هامة تحتاج إلي نقاش حقيقي وموضوعي.