اختتمت الاثنين المَاضي فعاليات الملتقي العربي الأول للصحافة الالكترونية، الذي نظمته مؤسسة أخبار اليوم بالتعاون مع دار النهضة اللبنانية والمنظمة العربية للتنمية الإدارية. بدأ المؤتمر الذي أقيم بفندق شبرد واستمر علي مدار ثلاثة أيام بكلمة لصفوت الشريف رئيس مجلس الشوري والمجلس الأعلي للصحافة، ألقاها نيابة عنه جلال دويدار وركزت علي الجهود التي يبذلها المجلس الأعلي للصحافة لتأهيل العاملين في المجال الصحفي للتعامل مع المتغيرات التكنولوجية في مجال الإعلام الإلكتروني حيث لم يعد إصدار طبعة إلكترونية من الجرائد والصحف الورقية هو الهدف في حد ذاته، وإنما أصبح أمامها تحدي الوصول إلي الاستجابة لرغبات المتعاملين والتفاعل المباشر مع احتياجات القارئ. ثم تحدث د.محمد عهدي فضلي رئيس مجلس إدارة أخبار اليوم عن مميزات الصحافة الإلكترونية، وأهمها إلي جانب عنصري الجودة والسرعة في تقديم الخدمة الإعلامية هو أن الصحافة الإلكترونية تتميز بالمحافظة علي البيئة لعدم استخدامها خامات ومعدات قد تساهم في زيادة التلوث البيئي. وفي ختام الجلسة الافتتاحية منحت مؤسسة أخبار اليوم درع التكريم للسيد صفوت الشريف رئيس المجلس الأعلي للصحافة، وتسلمه نيابة عنه جلال دويدار، كما منحت درعها للدكتور بسمان الفيصل مستشار المنظمة العربية للتنمية الإدارية، وشيرين حاسبين ممثل دار النهضة العربية. ومنحت المنظمة العربية درعها للسيد صفوت الشريف رئيس المجلس الأعلي للصحافة، وللدكتور محمد عهدي فضلي رئيس مجلس إدارة مؤسسة أخبار اليوم.
حملت أول جلسات المؤتمر البحثية عنوان (الوسائل المطبوعة) وأدارها نقيب الصحفيين مكرم محمد أحمد وتحدث فيها المهندس محمد تيمور مستشار رئيس مجلس إدارة الأهرام الذي فجر مفاجأة بإعلانه أنه في الوقت الذي تراجعت فيه مبيعات الصحف في أمريكا بنسبة 6 ٪، و4 ٪ في كندا، و1 ٪ في أوروبا، بسبب الصحافة الإلكترونية، فإنه في الوقت نفسه ارتفعت بنسبة 17 ٪ في آسيا، كما ارتفعت في أفريقيا. وأضاف تيمور إلي أن مصر تستهلك نحو 125 ألف طن ورق صحفي سنويا، ولم يقل هذا العدد خلال السنوات السبع الماضية، وهو ما يعني أن الصحافة الورقية في مصر لن تتراجع تراجعاً كبيراً بل ستطور من نفسها لمواكبة العصر. وفي نفس الجلسة تحدثت د.نعايم سعد زغلول من مركز المعلومات بمجلس الوزراء ونبهت إلي ضرورة تفعيل وتقوية البنية التحتية المعلوماتية في مصر بحيث يمكن أن تتحمل هذا التزايد في عدد مستخدمي الإنترنت الذي وصل في مصر إلي 21 مليون مستخدم، وأضافت د.نعايم: "أتاح الإنترنت وتطبيقات الإعلام الجديد المختلفة مميزات عديدة، منها التحديث المستمر، والتغلب علي البعد الجغرافي، والقابلية للأرشفة بسهولة، والتواصل والمشاركة وتنوع المحتوي والحرية وانخفاض التكلفة. أما طارق عطية مدير التدريب في برنامج تطوير الإعلام فقد شدد في كلمته علي أهمية الاستثمار في الموارد البشرية سواء من الناحيتين التحريرية أو الإدارية باعتبار أنهما أهم عناصر العملية الإعلامية. وفي ختام الجلسة طالب مكرم محمد أحمد بضرورة وضع تعريف محدد "للصحفي الإلكتروني" وذلك لتنفيذ قرار النقابة القاضي بضم محرري الصحف والمواقع الإلكترونية لنقابة الصحفيين، لكن في ظل الفوضي الإعلامية علي الإنترنت وغياب تعاريف محددة للصحفي الإلكتروني ما يزال التوسع في تنفيذ هذا القرار صعباً. أما الجلسة الثانية فحملت عنوان "الوسائل المسموعة والمسموعة المرئية" وأدارها المهندس أسامة الشيخ وتحدثت فيها د.مني الحديدي عن اتجاهات الجمهور نحو وسائل الإعلام الحديثة، كما قدم د.حسن عماد مكاوي ورقة بحثية بعنوان "الراديو والتلفزيون والفيديو" أما د. سامي عبد العزيز فقد حملت ورقته عنوان "نماذج التمويل (الإعلان/ الرعاية التشفير)، حيث انتقد ما تقوم به بعض الصحف المصرية حيث يقتصر ما تقدمه في الإصدار الإلكتروني علي نسخ الموجود في الإصدار الورقي، وعرض عبد العزيز في مداخلتها لطريقتي تمويل الصحف الإلكترونية، الأولي هي الصحف الإلكترونية مدفوعة الأجر وهي لا تتيح للقارئ الإطلاع علي محتواها إلا بمقابل مادي وفي الغالب تكون من الصحف الإلكترونية المتخصصة التي تقدم خدماتها لشريحة محددة من شرائح المجتمع، كأن تكون صحيفة إلكترونية متخصصة في الشئون الاقتصادية أو الرياضية وبهذا فالمحتوي الذي تقدمه يمتاز بالتخصص والإنفراد بالموضوعات الحصرية الأمر الذي يدفع القارئ المهتم بموضوع الصحيفة إلي الدفع مقابل الإطلاع علي ما هو منشور. أما الطريقة الأخري وهي المتبعة في معظم الجرائد والصحف الإلكترونية فهي الاعتماد علي دخل الإعلانات علي الموقع الإلكتروني أو علي إيجاد رعاة للموقع.
في اليوم الثاني انقسمت أعمال الملتقي إلي جلستين، الأولي حملت عنوان "النشر الإلكتروني علي شبكة الإنترنت" وأدارها د.محمود علم الدين، وقدم خلالها د.جليل وادي ورقة بحثية بعنوان "استخدام الإعلام الإلكتروني في البيانات المقارنة"، ومن ليبيا شارك د.النعمي العالم بورقة بحثية بعنوان "الممارسات المهنية للصحفيين في الصحافة الإلكترونية". وتحدث حسن عامر عن نماذج تمويل الصحف والمواقع الإلكترونية من خلال تجربته كرئيس تحرير لصحفية البشاير الإلكترونية، حيث تحدث عن النمو المتزايد للصحافة الإلكترونية في مصر، لكنه حذر من النمو المتزايد لثلاث شركات كبري تسعي للاحتكار والسيطرة علي سوق الإعلانات في الإنترنت. أما الجلسة الختامية فقد حملت عنوان "وسائل الإعلام الجديد" وأدارها د.محمد عهدي فضلي، حيث قدم خلالها د.هشام عطية أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة ورقة بحثية بعنوان "المدونات وهل هي صحافة جديدة" انتقد خلالها بشدة المدونات حيث اعتبر عطية أن الإنترنت قد خلق عالماً جديداً موازياً يمكن أن يصنع المرء فيه أي شيء بدون أي التزامات، حيث أصبح الجميع يمارس العمل الصحفي ويراقب وهو الأمر الذي بالنسبة له سيقود إلي فوضي عارمة، وقد نصل إلي عصر جورج أوريل حيث الجميع يراقب الجميع، كما اعتبر عطية أن المدونات قد ساهمت في تسييد الأحادية ووجهات النظر المتطرفة، ووصف معظم المدونات بأنها مدونات معارضة الأمر الذي يُفقدها شرط الاستقلالية والحيادية في العمل الصحفي، واتهم بعضها بالارتباط بأجندات سياسية غير قومية. وشاركت د.مها عبد الحميد بورقة بعنوان "مواقع الفيديو التشاركي.. واقعها ومستقبلها وتأثيراتها".