كتب - مؤنس الزهيرى رئيس تحرير أبطال اليوم - الصادرة عن أخبار اليوم لو وقفت أمام "فرشة" الجرائد التي يفترشها أي من الباعة المتخصصين في عرض وبيع الجرائد والمجلات لأصابتك الدهشة فعلاً.. ما كل هذه الجرائد والمجلات المتنوعة في كل المجالات الصحفية.. رياضية، سياسية، نسائية، اجتماعية، عامة.. بعضها جرائد تصدر لتثري عقل القارئ وتهتم به كمواطن مصري وتؤمن أن حقه معرفة حقيقة الأمر في أي قضية.. حقيقة مجردة منزهة من اي غرض، وبعضها الآخر جرائد ومجلات تتحدث وتناقش وتحاور في كل شيء وأيضاً أي شيء. المهم أن تصدر وتحاول الحفاظ علي توقيت اصدارها سواء كان بصفة يومية أو أسبوعية.. فمنذ ظهور عددها الذي يحمل «رقم واحد» قد أصبح لها قارئ، بعض الجرائد يحرص أن تكون له سياسة يتبناها ويدافع عنها ليصل إلي حل امثل لها يحقق صالح الوطن والمواطن. أما البعض الآخر - وهو ليس بالعدد القليل اتفق علي تبني سياسة واحدة علي اختلاف توجهاتهم السياسية وانتماءاتهم الفكرية وهي سياسة "الضرب الذي افضي إلي الموت"، وهي التوصيف القانوني لجريمة متهم كال الضربات لشخص حتي مات بين يديه من قسوة الضرب،ٍ وما تلك السياسة إلا في كتابة المقالات ونشر التحليلات وعمل اللقاءات ولا تهدف إلا التشكيك في الحقائق المعتمدة التي اقرها مختصون كل في مجال تخصصه، تشكيك في القانون. تشكيك في تفسير بنود الدستور، تشكيك في الاقوال والاعترافات التي اقرها واعتمدها اصحابها، تشكيك في الذمم المالية.. المهم هو نشر الشك والحيرة في كل شيء يتعلق بأي حدث، وما ان ينتشر الشك وتزدهر الحيرة إلا وتبدأ الأسئلة التي لا تستطيع أن "يطمئن" قلبك إلي اجابة واحدة منها. وكلها سياسة الضرب الذي يفضي إلي موت منهج الوصول إلي الحقيقة.. وهكذا "انحشرت" عقول المواطنين بين صحافة صحفيوها لا يكتبون إلا الحقيقة المعتمدة من المتخصصين، وبين صحافة صحفيوها لا ينتهجون إلا منهج سياسة الضرب الذي افضي إلي الموت. وحتي لا تقع فريسة سهلة لهذه الحيرة بين كل تلك الجرائد اقرأها كلها - أو علي الأقل البعض الأشهر منها - واعقد المقارنة بينها لتستقر علي الأحق منها بالقراءة والحرص علي مداومة القراءة لها، بحس المواطن المصري ستجد نفسك ذاهبة إلي الجريدة التي تعتمد علي رأي الخبير المتخصص المعتمد الذي لا يبغي الا بيان الحقيقة لوجه الله والوطن. وفي نفس الوقت ستجد نفسك تنأي عن الجريدة التي لا تهدف إلا الحصول علي "الجنيه" ثمن النسخة المباعة من النسخ الموضوعة علي الرصيف ولا يهمها إن كانت قد ضربت الحقيقة ضرباً افضي الي الموت ام لا.. سيادة النائب.. رايح جاي اكثر ما يثير دهشتي هذه الأيام هو ذلك "التسارع" من بعض نواب مجلس الشعب في التخلي عن احزابهم التي تم انتخابهم وهم تحت مظلتها للانضمام متجهين بسعادة إلي شارع أحد الأحزاب التي تمتلك تاريخاً حزبياً "قديما" في الحياة السياسية في مصر لملء استمارة الانضمام لحزبهم الجديد. ذلك "التسارع" الذي لا اجد له تفسيراً منطقياً مقبولاً، فهل رجع ذلك النائب إلي ناخبيه شارحاً لهم سبب تخليه عن مظلته السياسية الحالية والتي اكتشف "فجأة" انها اصبحت الآن غير مناسبة بعد أن قضي تحت ظلها سنوات وسنوات ممثلاً لجموع الناخبين من ابناء دائرته الانتخابية، ام أن سيادته يري أن "كله تحت القبة ماشي"!