صدق أو لا تصدق .. أن أبناء منظمة سيناء العربية "مجاهدوسيناء " الذين وضعوا أرواحهم علي أكفهم مستعدين لبذل الغالي والرخيص من أجل تحرير الأرض التي احتلتها إسرائيل عام 1967 حتي نعيش نحن حالياً مرفوعي الرأس يحصل الواحد منهم علي مكأفاة شهرية14جنيها .. هؤلاء المجاهدون "المقاومون" عددهم 750 مقاوما حصلوا علي نوط الامتياز من الطبقة الأولي من رئيس الجمهورية بعد ان ذاق معظمهم مرارة السجن والاعتقال ، وتلقوا أبشع أنواع التعذيب في سجون ومعتقلات الاحتلال الا أنهم تحملوا وصابروا حتي تحقق النصر وتحررت الأرض غير نادمين علي ما فعلوا من اجل الوطن.. وهذه شيم الرجال اصحاب المعادن الاصيلة ولكن مايحز في نفوسهم أن الدولة عندما أرادت تقديرهم قررت صرف مكافأة مالية هزيلة 171 جنيها و33 قرشاً سنويا .. أي بواقع نحو 14 جنيهاً شهريا ولم يعد أمامهم سوي التباهي أمام أبنائهم وأحفادهم بما قدموه ونوط الامتياز والنياشين التي حصلوا عليها من الدولة . عام 1999 وافق مجلس الشعب علي رفع قيمة المكافأة إلي 500 جنيه شهريا لكل مجاهد وتخصيص مساحة 10 أفدنة لكل مجاهد علي مسار ترعة السلام .. إلا أن هذه الموافقات لم تنفذ حتي الآن . وفي عام 2000 تأسست " جمعية مجاهدي سيناء " بمدينة العريش .. لتتولي تقديم الخدمات لهم ورعايتهم ، وضمت الجمعية جميع المجاهدين من الحاصلين علي نوط الامتياز من الطبقة الأولي. وحاولت الجمعية النهوض بمستوي معيشة أعضائها لينسوا مرارة المكافأة الهزيلة .. حيث تقدمت للمسئولين مرة أخري بطلب تخصيص مساحة 10 أفدنة علي زمام ترعة السلام لكل مجاهد .. وتم عرض هذا المطلب أكثر من مرة دون جدوي . عبد الله جهامة رئيس جمعية مجاهدي سيناء يقول إنه سبق عرض مطالب المجاهدين برفع المخصصات المالية إلي مبلغ 500 جنيه علي لجنتي الاقتراحات والشكاوي والأمن القومي بمجلس الشعب عام 1999 ووافق المجلس عليها .. وتمت احالتها الي وزارة المالية .. كما تمت الموافقة علي الطلب الخاص بتخصيص مساحة 10 أفدنة علي ترعة السلام لكل مجاهد ، ولم يتم تنفيذ المطلبين حتي الآن . ويطالب جهامة من الدكتور أحمد نظيف رئيس الوزراء بسرعة تنفيذ هذه القرارات .. مشيرا الي أن المجاهد الآن أصبح لا يستطيع الحصول علي قوت يومه .. خاصة بعد تقدم السن به . ويضيف المجاهد مبارك سويلم أن جميع المجاهدين حاصلون علي أنواط الامتياز من الطبقة الأولي .. ومع ذلك لم تقرر وزارة المالية حتي الآن صرف المخصصات التي وافق عليها مجلس الشعب .. خاصة وأن الأرامل والمطلقات يصرفن أكبر من هذا المبلغ الذي يحصل عليه المجاهد . ويري الصحفي عبد القادر مبارك ابن المجاهد مبارك أن المجاهدين من خلال منظمة سيناء كان لهم السبق في إشعال شرارة المقاومة ودعم قواتنا المسلحة حتي تحقق النصر وتم تحرير الأرض . ويقول المجاهد اسماعيل خطابي: إنه بصرف النظر عن العائد المادي فقد حصل علي نوط الامتياز من الطبقة الأولي .. وأنه يفتخر بذلك أمام أولاده وأحفاده .. الا أن التقدير المادي الهزيل أصبح مثار تساؤل الجيل الجديد عن تقدير الدولة للأجداد والآباء الذين جاهدوا من أجل الوطن. ويشير المجاهد محمد مسلم الي أن جميع المجاهدين حاصلون علي نجمة سيناء وميدالية نوط الامتياز وهما وساما شرف لأي مجاهد .. الا أنه يجب أن يكون لحاملهما تقدير خاص وامتيازات . ويلفت المجاهد حجاج محمد النظر الي أن الشباب من الجيل الحالي ينظر الي تقدير الدولة لهم نظيرماقدموه من تضحية من أجل الوطن لذلك يجب أن يكون تقدير الدولة لهؤلاء المقاومين موازيا لما قدموه حتي يكون دافعا للجيل الجديد في دعم الانتماء للوطن وحماية أرضه من أي اعتداء . وكما يطالب المجاهد سليمان أبو مغنم أحد مجاهدي سيناء بضرورة تكريم مجاهدي سيناء .. ممن كان لهم دور بارز في حرب أكتوبر 1973 .. حيث أن معظمهم حاليا من كبار السن والعاجزين عن العمل وتخصيص جزء من أراضي ترعة السلام وتوزيعها عليهم . وفي تعليقه علي أوضاع المجاهدين يقول عيسي الخرافين: عضو مجلس الشعب ورئيس جمعية مجاهدي سيناء السابق أن الجمعية تضم حاليا الأعضاء الذين ما زالوا علي قيد الحياة ، وأنها لا تخدم أبناء وأسر المجاهدين الذين استشهدوا وقدموا حياتهم فداء للوطن .. مشيرًا إلي أنه لا ينتظر إلي مكافأة ولكن يسعي لتحسين مستوي معيشة هؤلاء الأبطال ، وحصولهم هم ومن وراءهم من الأبناء والأحفاد علي التكريم اللائق بسجلهم المشرف . من جانبه أكد اللواء مراد محمد موافي محافظ شمال سيناء علي دور جميع أبناء سيناء الوطني خاصة المجاهدين مشيرا الي دورهم في دعم قواتنا المسلحة والأمن القومي والاستراتيجي لمصر .