ضمن »لقاء الثلاثاء« أقامت الهيئة العامة للكتاب ندوة بمناسبة صدور مختارات من مؤلفات الكاتب الكبير »أسامة أنور عكاشة«، عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، والتي تجمع أربع مسرحيات من أعماله هي: »الناس اللي في التالت«، »ولاد اللذين«، »ليلة 14«، »في عز الظهر«. أدارت الندوة الدكتورة هدي وصفي مديرة مركز الهناجر، كما شارك فيها كل من: المخرج محمد عمر الذي قام بإخراج هذه الأعمال، الفنان محمود الجندي، الفنان محمود الحديني، والدكتورة نهاد صليحة والدكتورة نسرين بغدادي. أشارت الدكتورة نهال صليحة إلي أنه كان يجب أن يدخل أسامة أنور عكاشة في مجال كتابة المسرح في فترة الستينيات، كما فعل الكثير من الروائيين، حيث كان الكاتب هو النجم وليست الممثلين في ذلك الوقت، لكن أسامة كان شابا، فهو من مواليد عام 1944، وأعتقد أنه كان يحلم بكتابة الرواية والقصة القصيرة، حيث كانت وقتها إمكانياته الدرامية الهائلة التي وجدت طريقها للتليفزيون، وأنتجت لنا روائع، فهو يمتلك حسا دراميا عاليا وقدرة علي الربط بين جميع خيوط العمل، وخلق جو نفسي عام يشعره المتفرج، فهو بالفعل كان ساحرا في الكتابة للتليفزيون، وله جمهور واسع، وقدم أول مسرحية له وهي »الناس اللي في التالت«، والتي لاقت نجاحا كبيرا، والتزم فيها بالواقعية وهي بطعم فترة الستينيات إلي حد كبير من حيث الشخصيات المركبة. ورأت الدكتورة نهال أري أن سياسة الانفتاح سببت لعكاشة ألمًا شديدًا لأنه وجد القيم التي تربي عليها في فترة الستينيات تنهار، وهذا ما عاد إليه في مسرحيته »ليلة 14«، حيث رجع لموضوع الأجيال والفساد بصورة أكثر صراحة في مسرحيته »ولاد اللذين«. طالب الفنان محمود الحديني بضرورة الحفاظ علي أعمال أسامة أنور عكاشة التليفزيونية التي يجب أن تراها الأجيال القادمة، فهي بمثابة كنز كبير يقدم الشخصية المصرية بما يحيط بها، وأضاف: أن عكاشة هو الشكل الإيجابي الذي كسبناه للمسرح، كما أنه استطاع أن يقدم دراما تليفزيونية بقالب أدبي، كان يقول أن عالم الليل هو ملاذه الذي يبدع فيه، وفي مجال المسرح كان له تجربتان حيث كتب للقطاع الخاص »مسرح الفن«، و»للفنانين المتحدين«، وهاتان التجربتان كانتا بمثابة صدمة له. أكدت الدكتورة نسرين بغدادي أن سمة علاقة فيما بين الفقر والقهر في أعمال عكاشة، فحينما نجد استغلالا للحريات فلابد أن نجد هناك فقرا، وهذه المسألة المهمة التي تطرق لها كالقضايا الاجتماعية التي تناولها ومعالجتها بهذه الصورة اعتقد أنه يجب أن نقف أمامها كثيرا، فأسامة كان علي دراية كبيرة بالجمهور الذي يكتب له ويعرف خصائصه ولعل تخرجه في كلية علم الاجتماع وخلفيته الاجتماعية جعلته يجيد دراسة الجمهور. أما المخرج محمد عمر فكانت بداية تعامله مع أسامة أنور عكاشة في مسرحية »الناس اللي في الثالث«، وقال إن: هذه المسرحية كانت تجربة مهمة تساوي معني حقيقيا للتحدي، وهو أن استطيع أن أعبر عن فكر مؤلف يقدم أبعادا كثيرة، وكان عكاشة وقتها متوترا لأنه كان له تجربتان في المسرح ولم يتم عرضهما، وكانت هذه المسرحية بداية له في هذا المجال. وقال الفنان محمود الجندي تجربتي معه كانت بدايته في التليفزيون، لكن عن تجربتي معه في المسرح فكان عكاشة يتميز بطفولة ومشاغبة ما بداخله، وجد الفرصة لإخراجها في مجال المسرح لأنه يعطيه هذه المساحة. وأنهي اللقاء بكلمة الدكتور صابر عرب رئيس الهيئة العامة للكتاب حيث قال: عكاشة سيظل بيننا دائما بكل ما أبدع من أعمال فنية، وبخاصة إبداعاته التليفزيونية التي أحدثت نقله واضحة في الدراما التليفزيونية المصرية، فهو عبر عن المجتمع المصري في كل أعماله، ولفت نظري أن جميع الممثلين فيها يتخذوا دور البطولة، ولا يجوز الاستغناء عن أي منهم.