عمليات رصف الطرق أو الزعم بتحسينها تتصدر قائمة العمليات الأكثر فسادا في مصر واقتناعا بأن المتهم بريء حتي تثبت ادانته بحكم قضائي نهائي. كشفت القضايا التي قامت بضبطها الرقابة الادارية ان المجتمعات العمرانية الجديدة مناخ خصب لهذه العمليات. فتشير واقعة القبض علي بعض المسئولين عن مشروعات الرصف ومياه الشرب والصرف الصحي في مشروع ابني بيتك الي هذه الحقيقة فقد نسب اليهم طلب رشوة قدرها 2مليون جنيه من مقاول الرصف للتساهل معه في عدم القيام بما هو مطلوب منه. كما نسب الي رئيس الإدارة المركزية للطرق الاستثمارية والشركات بهيئة الطرق والكباري والنقل البري واخر اللذين كانا مسئولين عن الإشراف علي إنشاء وتطوير 8 طرق رئيسية جديدة، من بينها الطريق الدائري حول القاهرة الكبري90 كم مع رجل أعمال اتفقا معه علي اقتسام فارق السعر وهو 7 ملايين جنيه التي ستتحملها الشركة المملوكة للدولة بواقع 4 ملايين جنيه لهما، و3 ملايين لرجل الأعمال علي سبيل الرشوة مقابل إسناد تلك الأعمال إليه كمقاول باطن لشركة النصر العامة للمقاولات، بالإضافة إلي تسهيل تسلم الأعمال المنفذة من جانبه وسرعة صرف مستحقاته المالية عنها فوافقهما علي ذلك. وسوء حالة الطرق وافتقار عملية الرصف إلي مواصفات الجودة الناتج عن هذا الفساد من الاسباب الرئيسية للحوادث في مصر فقد أشار تقرير رسمي، أصدرته وزارة النقل والمواصلات ، إلي أن حوادث السير تودي بحياة ستة آلاف شخص سنويا في مصر، وأنها تشكل السبب الثاني للوفيات في مصر وأن هذه الحوادث أسفرت عن سقوط 30 ألف جريح خلال الفترة نفسها، مقدّرًا الخسائر السنوية نتيجة الحوادث، بحوالي 520 مليون دولار، أي 3% من إجمالي الناتج القومي. حسب بيان صدر نهاية عام 2008 عن وزارة الداخلية - وتأتي في المرتبة الثانية لأسباب الوفيات في البلاد، وفي التجمع الخامس منذ شهور قليلة كانت عمليات رصف الطرق الرئيسية تتم علي قدم وساق ومن أيام قليلة تتم عمليات حفر ذات الشوارع لتوصيل خط مياه الشرب والغاز الطبيعي وستتم اعادة رصف أرصفتها والمستفيد من ذلك معلوم مقدما والمضرور الاول والدائم الخزانة العامة . وحي العمارات بالتجمع الخامس وهو حي مفتوح وليس كمباوند يخضع لاشراف جهاز مدينة القاهرةالجديدة وشوارعه حتي الان لم تنعم بالرصف وحدائقه اما صفراء والاخري زرعت بطريقة عشوائية بالجهود الذاتية للسكان ويمتاز هذا الحي بشوارعه الواسعة ، وفوجئت صباح يوم الاحد الماضي ببعض الصبية بشارع عشرين يقومون بوضع اخشاب في وسط الطريق وظهر معهم شخص يقول انهم سيقومون بعمل رصيف وهذه تعليمات الجهاز وهكذا انقسم الشارع الي حارتين كل حارة لاتتجاوز 6 امتار . ولكن ماعلاقة هذا الرصيف بالتخطيط والتنسيق الجمالي للشارع ، وماعلاقة تلك الاحجار الاسمنتية الطولية بكل ذلك اللهم الا زيادة احساس سكان الشارع بالضيق وهم الفارون من ضيق شوارع العاصمة وعشوائية تخطيطها واختاروا السكن بعيدا عنها رضاء منهم بهذا التخطيط ، وبعد ان كان الشارع يتمتع بانسيابية في المرور اصبح يتسم بالعشوائية ، وبعد ان كان سكان الشارع يشعرون بارتياح في الحركة اصبح كل منهم يضج بما وصل اليه الحال، فلم يكتف الجهاز بعدم رصف الشوارع الداخلية او زراعة الحدائق وترك كابلات الكهرباء عارية وعدم وجود عمال نظافة ، اصبح الجهاز يتفنن في تعكير صفو سكان الحي والتضييق عليهم ، بسبوبة الارصفة . وترك الامر الي مجموعة من الملاحظين وصبية المقاولين من الباطن دون رقيب وهو مؤشر يوضح ويؤدي حتما الي تحويل الاحياء في التجمع الخامس الي احياء عشوائية وتتكرر مرة اخري مأساة احياء مدينة نصر . انني اناشد وزير الاسكان والمجتمعات العمرانية الجديدة بالتدخل لرفع هذه الحوائط الاسمنتية من الشوارع الداخلية والحفاظ علي التخطيط العمراني الجمالي لهذه الاحياء واتساع شوارعها مع تشديد الرقابة وحوكمة عمليات رصف وارصفة الطرق في المجتمعات العمرانية الجديدة ومراعاة احتياجات المعاقين وكبار السن، واهمس في اذن وزير المالية ان يشدد علي حوكمة هذه العمليات لانها توفر وحدها مايقرب من 3% من الناتج القومي وهو ما يغنيه عن فرض ضرائب جديدة ، ولوزيرة الاسرة والسكان لمراقبة عملية تشغيل الاطفال واستخدامهم في هذة المجتمعات في اعمال مقاولات الباطن تحت بصر اجهزة المدن، والتجمع الخامس ايها السادة من برة اللة اللة ومن جوة يعلم اللة انهم يشوهون القاهرةالجديدة بعد ان شوهوا القاهرة الخديويةلاتتركوا المجتمعات العمرانية الجديدة لمهندسين ومقاولين العشوائيات .