حاول بعض أهالي طوسون السكندريين المعتصمين أمام وزارة الزراعة منذ ما يقارب الشهرين الدخول إلي استاد القاهرة لحضور مباراة الزمالك والأهلي الأخيرة حاملين لافته تدعو اللاعب الموهوب أبوتريكة للتدخل لحل مشكلتهم مع محافظ الإسكندرية اللواء عادل لبيب وعودتهم إلي مساكنهم التي طردوا منها ولكن قوات الأمن اقنعتهم بعدم حمل هذه اللافتة! كان يمكن أن يكون هذا الخبر عادياً فأبوتريكة لاعب محبوب من قطاعات واسعة من الرأي العام ولكن من يتأمل هذا الخبر بدقة قد يجد أنه من أهم الأخبار التي نشرت طوال شهر مايو المنصرم لأنه إن دل علي شيء يدل علي إفلاس النخب السياسية سواء التي تنتمي إلي الحكومة أو إلي المعارضة! والمدهش أن يواكب هذا الخبر سفر نخبة من رجالات المعارضة إلي الولاياتالمتحدة لبحث قضية التغيير مع الجاليات المصرية وبالطبع لسنا ضد ذلك ولكن أيهما أقرب المصريون الغلابة المطرودون من منازلهم أم أشقاؤهم من المصريين قاطني الولاياتالمتحدة الأمريكية؟! وعلي الجانب الآخر قامت حركة كفاية بتصفية آخر قياداتها وتجميد عضوية جورج اسحق رغم أن الرجل لم يحضر المؤتمر وقال للمنظمين.. «اعتبروني ضحكت عليكم» وقام كما نشر بالاتصال بالمصريين في أمريكا من أجل تشكيل لجان من أجل جمعية التغيير ورغم أهمية الاهتمام بالمصريين الأمريكيين أليس من الواجب يا جورج أن تذهب أيضا إلي فقراء طوسون وتحاول حل مشاكلهم؟ أما الدكتور محمد البرادعي فقد صرح لقناة العربية بأن التغيير في مصر يحتاج لعدة أجيال!! وفي نفس السياق تعاني جمعية التغيير خلافات حادة ما بين المنسق العام دكتور حسن نافعة ومسئول المحافظات جورج اسحق ويكتب نافعة تحت عنوان «شكوي من القراء وإليهم» وعن حزني علي ما آل إليه حال النخبة ولأنني أعتزم ألا أتأخر أكثر من ذلك في تسليم الراية للدكتور البرادعي ويضيف وأظن من حق الدكتور البرادعي أن يختار معاونيه من النشطاء الذين يمكن أن يعول عليهم كما أظن أن من حق الأمانة العامة للجمعية بل من واجبها أن تعيد التأكيد علي التزامها بقضية التغيير سواء مع البرادعي أو بدونه!! ولا يحتاج الأمر إلي تعليق. ذلك هو حال تلك النخب الفاشلة التي أصبحت متخصصة في صناعة الفشل وإدمانه ما بين الهوس السياسي لأيمن نور إلي الجنون والاستبداد في حركة كفاية ثم التسطيح السياسي في «ما يحكمش» علي يد أيمن نور ليسلمها إلي نافعة الذي أعاد تسميتها ب«ضد التوريث» تلك التي اندمجت في الجمعية المصرية للتغيير والتي تضمحل الآن بفعل هذه النخب الفاشلة التي ما تلبث أن تهلل بظاهرة الانتخابات الرئاسية في حزب الوفد ما بين محمود أباظة والسيد البدوي ولعل أكبر خطأ سوف يقع فيه الرئيس الفائز السيد البدوي هو دعوته لهؤلاء الفاشلين للانضواء في حزب الوفد الأمر الذي لو حدث فسوف يدمر الوفد من الداخل. إن الحركات الاحتجاجية الحقيقة مازالت تفعل وتتفاعل في الواقع المصري بعيداً عن الحراك الإعلامي المزيف ومفكري ال«talk show» والنخب الانتهازية التي أدمنت الفشل وليس أدل علي ذلك من لجوء أهالي طوسون الفقراء إلي محمد أبوتريكة لحل مشاكلهم!! حمي الله الشعب المصري من المعارضة ودعاة التغيير علي الطريقة البرادعية أما النخب الحكومية فهو كفيل بها.