تتواتر الأخبار عن كثافة شديدة في الإعداد لبرامج ودراما وكوميديا ومسلسلات وأحاديث وفوازير، ومسابقات لشهر رمضان الكريم المقبل. عشرات بل مئات من الساعات التي تعد لهذا الشهر، وكأن التليفزيون بكل قنوات الخاصة والعامة لا تعمل إلا خلال ثلاثين يومًا إلا قليلا في بعض الأحيان «شهر رمضان»، وفي حقيقة الأمر أن الجهد المبذول والأموال التي تضخ في هذه الأعمال لا تؤدي الغرض منها كما هي الجدوي الاقتصادية المرسومة، حيث من تجارب سابقة وخاصة شهر رمضان «الفائت» الماضي، لم يستطع مشاهدو التليفزيون أن يركزوا في شيء، عشرات المسلسلات، وكلها تتنافس علي أوقات هي التي تدخل ضمن الخريطة كأوقات جيدة للمشاهدة، و«خناقات وزعل» وكثير من فنانينا أيضا أصابتهم اللهفة علي العمل فيقدمون أكثر من مسلسل في هذا الشهر فنجد أحد الطيبين في مسلسل هو سيد الأشرار في مسلسل آخر في نفس الفترة ما يصيب المشاهدين أولاً بعدم التصديق لما يقدم، حيث من الأهم في تلك العروض أن يندمج المشاهد مع المسلسل وينتظر اليوم التالي لاستكمال الإثارة، وهذا ما تفقده الدراما بتكرار الشخصية في عدة أدوار في مسلسلات متوازية في نفس فترة المشاهدة. شيء آخر هو موضوع حديثي، حيث الفنانة السيدة «إيناس الدغيدي» ولعلي مثل كثيرين من المهتمين بالهم العام وبالثقافة أشهد علي قدرة «السيدة إيناس الدغيدي» في عملها كمخرجة رائعة، يمكن أن تتحدي بها السينما المصرية أمهات الاستوديوهات العالمية.. لقد استطاعت هذه الفنانة أن تقدم أعمالاً مع زميلات أكفاء من فناني مصر، مثل «دانتيلا»، «وحكاية بنات» أو شبه ذلك وكان العرض يقترب من أقوي أفلام هوليودو إعدادًا وتصويرًا واخراجًا وحبكة سينمائية! كما أن تعرض المخرجة «إيناس الدغيدي» لموضوعات شائكة في المجتمع المصري والعربي لا يشكل خطورة علي الاطلاق بل العكس ينبه إلي خطورة ترك الأمور تحت الترابيزة أو خلف المشربية أو تحت «البرقع» أو غيرها من مخفيات العصر الحديث كالنقاب وأخواته ومع ذلك فإنني كنت من الناقدين بشدة لبرنامج قدمته «السيدة إيناس الدغيدي» في رمضان الماضي باستضافة شخصيات واستضافة مشاكلهم العاطفية والجنسية وأيضًا بعض الأمراض الإنسانية التي تصيب بعضًا أو قليلاً جدًا من المشاهير، كان اعتراضي علي توقيت تقديم هذه التجربة في شهر رمضان الكريم ولكن بعد منتصف الليل في أي شهر آخر وأي يوم آخر يمكن تقديم مثل هذه التجارب!!