رحلة الألف ميل تبدأ عادة بخطوة، وقد تكون هذه الخطوة محدودة، غير أنها مهمة ولازمة ولا غني عنها للوصول إلي نهاية الرحلة.. ورحلة الاقتصاد الكبيرة (الماكرو) تبدأ عادة بمشروعات صغيرة (ميكرو) تصب جميعها في الوعاء العام، وتسهم في تحريك أجزائه المختلفة.. وقد لعب الصندوق الاجتماعي للتنمية منذ إنشائه عام 1991 دورا رائدا في مجال التنمية في مصر وقد صمم الصندوق في بداية الأمر ليعمل كشبكة للأمان الاجتماعي مرتبطة بقيام الحكومة المصرية بتنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادي والتكيف الهيكلي ولذا كان إنشاء الصندوق أمرا ضروريا لإنجاح هذا البرنامج. غير أن الصندوق قد وسع في مجالات عمله، بحيث استهدفت فئات متعددة وشرائح مختلفة. وتعتبر المشروعات الصغيرة التي يمولها الصندوق الاجتماعي للتنمية هي أحد أهم جوانب التميز والنجاح التي تحسب لهذا الصندوق.. وإن نظرة إلي قائمة المشروعات التي مولها الصندوق، وإلي قصص النجاح التي خلقها قادرة علي خلق اتجاه إيجابي نحوه، وعلي خلق الرغبة في توسيع نطاقه، وزيادة موارده.. ولعل أحد أسرار نجاح هذا الصندوق في تحقيق أهدافه، هو أنه لا يعتبر نفسه " بنكاً للتمويل"، أو "صندوقا للتسليف"، أو غير ذلك من التوصيفات المالية، وإنما هو أولاً وأخيراً بمثابة "بيت خبرة"، و"مكتب استشاري"، و"هيئة توجيهية" للمشروعات وللمستثمرين الصغار.. إضافة إلي أهدافه الأخري والمتمثلة في تنمية وتمويل المشروعات الصغيرة لتغذي وتتكامل مع المشروعات المتوسطة والكبيرة في جميع محافظات مصر بغرض إيجاد فرص عمل دائمة ناجحة ومستقرة. وتنمية المشروعات متناهية الصغر بغرض زيادة دخل الفرد وتحسين مستوي المعيشة للأسر المصرية في جميع قري ونجوع مصر. وتوفير بيئة مواتية للمشروعات الصغيرة من خلال دعم أنشطة التنمية المجتمعية والبشرية ومشروعات الأشغال العامة. وتحفيز وتطوير آليات وسياسات التشغيل الذاتي ولدي الغير ونشر فكر العمل الحر بين الشباب. وتوفير الخدمات غير المالية لإنجاح المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر. إن قصص النجاح التي حققها هذا الصندوق، وعدد المشروعات التي ساعد علي تحقيقها ومساعدتها علي التوسع، تجعلنا نحيي جميع الجهود المخلصة التي وقفت وراء هذا النجاح.