رغم الشراسة التي تبدو عليها انتخابات حزب الوفد، والتي ما تلبث أن تهدأ في إحدي مراحلها، إلا وتشتعل من جديد وكأنك أمام مواجهة من مواجهات ال «western».. لكن يحسب لهذه الانتخابات التي تشهد منافسة حادة بين قياديين بارزين بالحزب، أنها انتقلت بحزب الوفد نقلة نوعية علي مستوي المنافسة علي رئاسة الحزب، بعد فترة من الاحتكار والفردية. وترسم الساعات القليلة المقبلة مصير الوفد بعد سلسلة من الجولات - لم تهدأ بعد - وإن كانت حتي مثول الجريدة للطبع استهدفت 15 محافظة زار منها البدوي 12 هي: الإسكندرية وكفر الشيخ والفيوم، وسوهاج، وأسوان، والقليوبية، والمنوفية، والبحيرة، وشمال سيناء، والدقهلية ودمياط وبورسعيد، علي أن تستمر هذه الجولات حتي يوم 28 مايو الجاري للوصول لإحصاءات دقيقة حول عدد مؤيديهم بعد أن حدث تحول نوعي في خريطة التحركات، وبدأت تستهدف الأفراد بدلاً من لجان المحافظات بشكل كامل، إذا أن هناك لجانًا باتت منقسمة علي نفسها. ورغم هذه الجولات إلا أن التخوفات تنتاب الفريقين بسبب ما يتردد عن النوايا الحقيقية للناخبين فبعض لجان المحافظات ظهرت وكأنها محايدة خلال استقبالها لممثلي الفريقين. ولم تخل الأجواء من احتمالات الخديعة أو الخيانة في اللحظات الأخيرة الأمر الذي لا تخلو منه أي انتخابات علي حد وصفهم! ومع ذلك يسعي كل فريق في اللحظات الأخيرة لكسب المزيد من المساندين والمؤيدين حتي لو وصل الأمر لاستقطاب عناصر الطرف الآخر إذ أن المعركة قد يحسمها صوت أو صوتين . ويستخدم كل فريق أسلحة من نوع خاص لجذب مزيد من المؤيدين حيث يروج فريق أباظة لفكرة أن السيد البدوي يريد كسب ود الوفديين بأمواله وأنه قدم وعودًا كثيرة لهم من أجل انتخابه. ووصل الأمر لترديد أن البدوي يجري اتصالات من خلال انصاره بالهيئة الوفدية ويعدهم بوظائف لأبنائهم في قنواته وشركاته ولم تتوقف الشائعات ضد البدوي عند هذا الحد بل امتدت لتؤكد أن الأصوات التي يعتمد عليها البدوي ليست ضمن الجمعية العمومية. وفي المقابل رد الفريق الآخر علي ذلك بمجموعة من الشائعات المضادة المرتكزة علي أن أباظة ينفق من أموال الوفد علي دعايته الانتخابية، بينما ينفق البدوي من أمواله الخاصة. وطالت أباظة أيضا اتهامات بتقديم رشاوي انتخابية سواء في شكل أموال أو مواقع حزبية في حالة وصوله للرئاسة وكذلك وعود باستكمال البنية التحتية في المحافظات. وامتدت الأقاويل إلي تركيز خصوم أباظة علي ما سموه تشجيعه للمنظمات الممولة أمريكيا داخل الحزب.. واستبعاده للعناصر الرافضة بخلاف اتهامه بالوقوف وراء اجبار اعضاء الهيئة الوفدية علي القسم علي المصحف والانجيل لانتخابه رئيسا. وتري قيادات بالحزب أن الشائعات لن تحسم المعركة وإنما صندوق الانتخابات ، لذا بدأت حملة تهدئة تطالب بتوقف حرب الشائعات والهجوم والحماس الزائد والتركيز علي البرامج الانتخابية لحسم المعركة حتي لا تتكرر أحداث ابريل الدامي في 2006 مجددًا داخل الوفد وذلك تحت شعار تداول السلطة من خلال الانتخابات النزيهة لاعادة وجه الوفد المشرق للساحة ولمحو آثار أحداث ابريل 2006 . وكان لافتا تدشين حملة تحذيرات مكثفة من تحركات الانصار التي تضر اصحابها والتي أطلق عليها الوفديون تصرفات الصغار التي يقع فيها الكبار. وتركز القيادات الوفدية المتنافسة في اللحظات الأخيرة علي الكتلة التصويتية بالاتصالات واستمرار الجولات أملا في أن ترجح كفته في المعركة ويعيد التوازن لوضعه بالحزب .. وفي الوقت الذي يردد فيه انصار أحد المتنافسين أن مرشحهم هو الفائز، تبدو الأجواء غير واضحة المعالم مع استبعاد اشكال الحرب القذرة التي يحذر منها البعض. وتشير القراءة الأولية إلي أن كل المتنافسين يركزون علي محافظات بعينها لتكون له الغلبة فيها ببؤر تصويتية أكبر. وهنا يركز أباظة علي محافظات القليوبيةو«الشرقية» وأسيوط والمنيا وقنا. بينما يركز البدوي علي أغلبية بمحافظات بورسعيد وكذلك الغربية محافظته، وكفر الشيخ، والدقهلية، محافظة فؤاد بدراوي وسوهاج. وفي المقابل تبدو بعض المحافظات كما محايدة أو غير واضحة الاتجاه مثل مطروح وبني سويف والمنوفية وشمال سيناء والبحر الأحمر والوادي الجديد.. وتبدو الانقسامات واضحة في القاهرةوالإسكندرية والسويس والإسماعيلية والبحيرية والفيوم، وأسوان.