أصدقاء الأمس.. أعداء اليوم .. مقولة شهيرة تنطبق تمامًا علي شخصية هذا العدد.. فبالرغم من علاقته الوثيقة بالجهات المانحة خاصة المؤسسات الأمريكية وعلي رأسها هيئة المعونة الأمريكية ال (USAID) .. إلا أنه فاجأنا في المؤتمر الذي عقده مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان نهاية الأسبوع الماضي للإعلان عن ميزانية الإدارة الأمريكية 2011 بتصريح قوي يهاجم فيه المعونة والسفارة الأمريكية قائلاً إن الهيئة ليست لديها معايير شفافة في التعامل مع الإعلاميين بشأن استيضاح حقيقة برامجها الخاصة لدعم الديمقراطية .. هو الناشط الوفدي أحمد سميح مدير مركز أندلس لدراسات التسامح ونبذ العنف والذي لم نعرف ما إذا كان تصريحه هذا سببه غضبه الشخصي من السياسة الجديدة لإدارة أوباما في التعامل مع برامج الديمقراطية وحقوق الإنسان في مصر، أم لأن هذه الجهات فقدت الشفافية علي حق كما يقول!! اللافت في الأمر أن وكالة اسوشيتد برس الاخبارية تناقلت تصريحات سميح في المؤتمر المذكور اعلاه مركزة علي عبارة واحدة قالها فحواها.. أنه أوباما يريد التغيير الذي لا يجعل الحكومة المصرية غاضبة.. مضيفة في تليمحات تؤكد علي غضبه الشديد من هذه السياسة.. أن سميح لم يتمكن من التقدم بطلب للحصول علي تمويل من ال USAID لمراقبة انتخابات مجلس الشعب .. المدهش في هذا الأمر أيضا أن «راديو حريتنا» أحد أشهر مشروعات «أندلس» تموله بشكل رئيسي جهة أمريكية وهي مؤسسة فريدوم هاوس.. وهذا ما يدعونا للتساؤل .. كيف يتحرر الناشط الحقوقي من وطأة التمويل الأجنبي .. إذا أراد ولو لمرة أن يعبر بصدق عما بداخله تجاه سياسة هذه الجهات؟.. رغم أنه مقل الظهور في الندوات والمؤتمرات إلا أن اسمه يتردد بشدة في لقاءات الوفود الأجنبية والتي عادة ما تكون مغلقة وآخرها لقاءه المنفرد لوفد الحريات الدينية الأمريكية بمقر أندلس للحديث حول حرية العقيدة في مصر.