عرض عمرو موسي الأمين العام لجامعة الدول العربية أمس نتائج مؤتمر القمة العربية الأخيرة التي عقدت في مدينة سرت الليبية مارس الماضي، والقمة الاستثنائية المقبلة التي ستعقد في ليبيا وإعادة هيكلة الجامعة علي الرئيس مبارك. وقال موسي في مؤتمر صحفي عقده عقب لقاء الرئيس مبارك له أنه عرض المبادرة التي اقترحها في قمة سرت بشأن الحوار مع دول الجوار العربي، كما تطرق الحديث إلي التطورات الجارية في السودان والعلاقات العربية - الأفريقية والعلاقات العربية - الأوروبية وغيرها، كما هنأ الرئيس بسلامته وشفائه التام من العملية الجراحية وحول بقائه أمينا عاما للجامعة بعد عام 2011، قال موسي إنه يجري حاليا بعض الترتيبات للوصول إلي قرار نهائي. وعن الجهود الدولية لإخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل، قال موسي إن هناك مؤتمرات تعقد لمراجعة معاهدة الانتشار النووي كل 5 سنوات، حيث شهدت أعوام 1995 - 2000-2005-2010 مؤتمرات بهذا الصدد، وسيعقد الاجتماع المقبل في 2015 . وأشار إلي أنه منذ اجتماع 1995 نجحنا في إدراج وطرح إقامة منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل وضم جميع دول المنطقة إلي معاهدة منع الانتشار النووي. وقال إنه في عام 2000، وفي اجتماع فيينا الماضي، نجحنا أيضا في أن يشار إلي وضع إسرائيل ومدي التزامها بموضوعات نزع السلاح والأمن الإقليمي والوضع النووي الإقليمي، وأكد ضرورة انضمام إسرائيل لمعاهدة منع الانتشار النووي ووضع منشآتها النووية تحت الرقابة. وقال إن الموقف العربي يطالب بالانتقال إلي الجوانب التنفيذية لما تم الاتفاق عليه في الأممالمتحدة والوكالة الدولية للطاقة النووية بشأن إقامة منطقة خالية من السلاح النووي، مشيرا إلي أن هناك حديثاً حول مؤتمر دولي بهذا الخصوص لأن المسألة ليست إيران فقط بل هناك إسرائيل ونحن لسنا مستعدين أن يتم تمرير المؤتمر واتخاذ قرارات علي حساب المصالح العربية. وحول ما إذا كان الاتفاق الإيراني - التركي - البرازيلي سيؤدي لتهدئة المخاوف من البرنامج النووي الإيراني، قال أعتقد أن من شأنه أن يهدئ المخاوف وأراها خطوة مهمة وإيجابية. وعن جهود الجامعة لدعم موقف مصر والسودان في الأزمة مع دول منابع حوض النيل، أكد «موسي» استعداد الجامعة العربية للقيام بأي جهد مناسب لحل الأزمة في إطار التعاون العربي - الأفريقي ومن منطلق أن كلنا دول شقيقة، وأن المصالح واحدة ومتكاملة وأن التاريخ والجغرافيا معنا. أكد موسي أننا لسنا في موقف عدائي ويجب ألا أن نصل إلي ذلك وأن المطلوب موقف تكاملي وتعاوني يستفيد منه الجميع، مشيرا إلي أن هناك قمة عربية - أفريقية تعقد في أكتوبر أو نوفمبر المقبلين، وستترجم إلي تعاون عربي - أفريقي وستتعامل مع المشاكل القائمة بهدف التغلب عليها. وقال موسي إن كل مشكلة لها حل وأن وجود خلاف يجب ألا يدعو إلي اليأس، وإنما إلي العمل والحذر وحسن إدارة الأمور. وحول الجهود العربية لدعم أمن لبنان ضد التهديدات الإسرائيلية، قال موسي إنه التقي سعد الحريري رئيس مجلس الوزراء منذ أيام وأنه اطلعه علي الموقف اللبناني، كما اطلعه علي الدور العربي الداعم للبنان تماما، وأشار إلي أن لقاء أمس بين الرئيس مبارك والحريري يأتي في هذا الإطار. وحول الموقف المصري من المبادرة التي طرحها موسي خلال قمة سرت بشأن الحوار مع دول الجوار العربي، قال: هناك موافقة عربية علي هذه المبادرة لأن المبادرة عبارة عن مد يد الصداقة مع الدول المجاورة ومن المهم عقد اجتماعات مع دول الجوار بالقرن الأفريقي وشرق أفريقيا وجنوب المغرب العربي والبحر المتوسط وآسيا لبحث جميع الموضوعات. وعن مدي امكانية نجاح المفاوضات غير المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، قال موسي إن الأسلوب الذي تتبعه السياسة الإسرائيلية الآن لا يبشر بالخير، ولكن علينا الانتظار لحين انتهاء المهلة التي حددتها الجامعة العربية بأربعة أشهر للانتهاء من هذه المفاوضات وبيان نتائجها.