من الصراعات التقليدية بين المرأة والرجل صراع الكلام والصمت.. فالمرأة في الغالب تفضل أن تعبر عن نفسها بالكلام وأن تفهم من حولها من خلال الحديث والتواصل الشفهي معهم.. وبالتالي تتعذب كثيرا من صمت الرجل.. ولا تفهم أبدا لماذا يصمت!! ومن المثير للدهشة أن المرأة تشكو من صمت الرجل ليس في كلامها فحسب بل في أغانيها أيضا.. وفي كل مرة أسمع فيها أغنية ماجدة الرومي (كن صديقي) أتعجب من دعوتها القوية العنيفة للرجل بصوت المرأة قائلة (تكلم.. تكلم) عدة مرات متتالية بنغمات مختلفة وكأنها تدعوه بكل الطرق لأن يتكلم.. وإلا كيف سيصبحان صديقين ما لم يتكلم؟ وعلي الوجه الآخر، الذي لا تعرفه المرأة عن الرجل.. هو أن الصمت هو الحالة الطبيعية لديه.. فهو يصمت لأنه ببساطة ليس لديه ما يقوله.. وتحاول المرأة أن تدعوه للكلام.. فإذا استخدمت الأسئلة فهي علي خطأ بين لأن الرجل غالبا ما يعتبر الأسئلة تحقيقًا ويصاب بالحيرة ولا يتمكن من الإجابة.. لأنه ببساطة لا يعرف ماذا يقول. وما لا تعرفه المرأة عن الرجل أيضا هو أنه شديد التركيز في شيء واحد، وليس لديه القدرات الطبيعية الموجودة لدي المرأة التي تمكنها من التركيز في عمل عدة أشياء في وقت واحد.. لذا تتحدث المرأة إلي الرجل وهي تعمل عدة أشياء أخري، فلا يجيبها ولا يفهم ما تسأله عنه لأنه منشغل بقراءة الجريدة!! فتغضب المرأة وتعتقد أنه لا يبالي بكلامها.. والحقيقة أنه قد ثبت علميا أن معظم الرجال لا يمكن أن يستجيبوا للتركيز في أكثر من موضوع واحد، مهما كان بسيطا. ولذلك يقال عن الرجال إنهم غالبا ما لا يستمتعون علي الإطلاق بعملية التسوق وبخاصة إذا كانت في أماكن كبيرة وأسواق ضخمة، وأيضا إذا كانت عملية التسوق غير محددة الأهداف.. فالرجل ينزعج كثيرا من التشويش وكثرة البضائع وعدم تحديد الأشياء المراد شرايها واللف والدوران دون هدف.. والمرأة تستمتع بالمشاهدة والتنزه بين المعروضات، ولا تقلق من عدم تحديد المشتريات لأن هدفها يكون في متعة المشاهدة أكثر من الشراء.. وهذا ما لا يعلمه الرجل عن المرأة، فيغضب ويستاء أو يرفض مصاحبتها في التسوق من أصله. ولأن الرجل لا يتكلم كثيرا ولا يتفاهم حول تلك الأمور فقد يحل الجفاء بالرغم من تفاهة تلك الاختلافات الطبيعية، التي ليس من المقبول أبدا أن تتسبب في حدوث مشكلات بين الرجل والمرأة.. ولا يبقي من الحلول المتاحة لإزالة الخلاف، أي خلاف، سوي الكلام والحديث والتواصل الهادئ.. أي طريقة المرأة.. وإذا لم تفهم المرأة أسباب صمت الرجل، ينبغي عليه أن يتكلم ويشرح لها هذا حتي تتركه في صمته فيما بعد. وللكلام أصول ومهارات تجعل منه طريقة للتقريب بين الأطراف المختلفة ولتقليل الخلافات بينهم.. فللكلام وقت، ومكان، وطريقة، وأسلوب، ومفردات، وتعبيرات أخري مصاحبة له، وفترات استماع وتحدث بالتناوب.. وإذا لم يتم الكلام بالصورة الصحيحة وبمراعاة تلك الشروط البناءة، يكون الصمت أفضل.. إنها دعوة للرجال والسيدات (تكلم وتكلمي) ولكن!