أدت موجة كبيرة من الاضرابات العامة في اليونان أمس إلي ما يشبه شللاً تاماً في الحياة العامة بالبلاد، وذلك احتجاجا علي إجراءات التقشف الحكومية لتوفير نحو 30 مليار يورو من ميزانية الدولة خلال السنوات الثلاث المقبلة. وتوقفت حركة عبارات الركاب المتجهة إلي جزر بحر ايجه، كما توقفت حركة الحافلات وقطارات الأنفاق وأغلقت المصالح الحكومية والوزارات والمدارس والجامعات أبوابها، فضلا عن توقف حركة المرور في الطرق والميادين بسبب إضراب وسائل النقل العام واضطرار السكان إلي استخدام السيارات الخاصة في الذهاب إلي أعمالهم. وفي المقابل، لم تتأثر حركة الطيران الدولية في البلاد، نظرا لعدم مشاركة ضباط أبراج المراقبة في الإضراب، غير أن الرحلات الداخلية إلي ست جزر صغيرة توقفت بسبب إضراب الموظفين المدنيين. واكتفي التليفزيون الرسمي بعرض أفلام وثائقية، إلا أن العمل في محطات التليفزيون والإذاعة الخاصة والصحف استمر بشكل معتاد ، فيما امتنع الأطباء في المستشفيات العامة عن العمل، باستثناء الحالات الطارئة. من ناحية أخري، نظمت أكبر نقابتين للعمال في القطاعين العام والخاص بالإضافة إلي النقابة الشيوعية مظاهرة حاشدة أمس في قلب العاصمة أثينا. يذكر أن خطط الحكومة لخفض النفقات تشمل تجميد التعيين في القطاع العام وخفض رواتب الموظفين وتقليص الخدمات الاجتماعية.