وسط الأفراح وتوزيع العقيقة علي الجيران ابتهاجًا بقدوم المولود إبراهيم، في المنزل البسيط بشارع المدرس بالطالبية «دائرة قسم العمرانية» تعهد محمد أمام أسرته بأن يصبح ابنه إبراهيم طبيبًا مشهورًا، لكن للقدر كلمته وتحولت الأفراح إلي أحزان، فقد راح محمد وشقيقه سمير ضحية 3 جزارين في مذبحة العمرانية. «روزاليوسف» كانت في منزل المجني عليهم وسط 14 طفلاً من أولادهم، المنزل المكون من 3 غرف وصالة يكسوه الحزن والسواد، حدادا علي مقتل محمد حلمي وشقيقه سمير وأمهما لم تكف عن البكاء والعويل والدعاء بالمغفرة. بدأت الأم المكلومة حديثها والدموع تنهمر من عينيها وقالت: استيقظت من نومي وصليت الظهر وفي الركعة الرابعة سمعت صوتًا عاليًا وصراخ نساء، انقبض قلبي كأنني أعلم أن أولادي أصابهم مكروه انتهيت من الصلاة ونظرت من البلكونة وشاهدت محمد يجري والدماء تنزف منه، بينما سمير ملقي علي الأرض ويلتف حوله الجيران. أصابني الرعب ولم أدر بنفسي إلا وأنا أمامهما ولكن فات الآوان شاهدت محمد ملقي علي الأرض وبه جرح عميق بالقلب حاولت إيقاظه ولكنه لم يستجب لكلامي، توجهت إلي سمير فوجدته مذبوحًا وغارقًا وسط بركة من الدماء ثم أغمي علي وقالت الأم لن يهدأ لي بال حتي يعدم القتلة الثلاثة. زوجة المجني عليه محمد تحكي التفاصيل الحادث. روت زوجة محمد ل«روزاليوسف» التفاصيل أن الجريمة وقعت بسبب مشاكل والخلاف حول المحل وهنا صمتت الزوجة وبكت وقالت محمد مات وترك 7 أطفال ورضيعًا! ماذا فعل ليقتل زوجي ويتيتم أطفالي وقالت إن أطفال المجني عليهما دائمو السؤال عن الأب ويقولون: هو راح عند ربنا ومش جاي تاني». في الغرفة الصغيرة يرقد محمود الناجي الوحيد من المذبحة في البداية بكي بشدة قال: أصبحت مسئولاً عن 18 طفلاً وطفلة وبقيت وحيدًا وخسرت أشقائي في أقل من 5 دقائق. وعن يوم الحادث يقول خرجت من صلاة الظهر مع سمير الجزار نجل الحاج أحمد وشقيقي موسي. فوجئت بشقيقي محمد وسط بركة من الدماء ولحظات وفوجئت بالجزارين يسرعون بالأسلحة البيضاء علي شقيقي اللذين أمسكا بزجاجات البيبسي وألقياها علي يوسف ووالده. فأسرع شقيقهم سمير بالإمساك بسلاح أبيض وعندما حاولت التهدئة ضربني علي رأسي وسقطت ثم انهالوا جميعهم علي سمير ومحمد شقيقي بالأسلحة. بكي محمود بحرقة وقال سقط شقيقي سمير وسط صراخ زوجته وعندما ذهبت لمحمد وجدته يقف والجيران يمسكون به. فقلت له. كفاية يا محمد سمير مات خلاص فأسرع نحو سمير وكانت المفاجأة سقط بعد 3 خطوات وتوفي في الحال. وسط دموع أمي وزوجاتنا. ثم قال إن أحمد أبوالغيط ونجليه يوسف وموسي. صرخوا بالشارع وقالوا ذبحنا محمد وإخواته. وأضاف: الآن هم في حجز شرطة العمرانية وبحوزتهم تليفون محمول يتحدثون منه ويهددون مصطفي «الشاهد الأول» في القضية بالقتل إذا لم يغير أقواله وأكد محمود أن هذا يحدث بعلم قيادات قسم العمرانية.