عندما انفجرت قضية «ماكس ميشيل» الذي نصب نفسه بطريركًا للأقباط الأرثوذكس وقامت الدنيا عليه. قام بنشر مقالة عن أسباب تركه للأرثوذكسية، وقتها قمنا بنشر مجموعة تحقيقات في هذه الصفحة عن خطورة ما يحدث داخل أروقة الكنيسة الأرثوذكسية والتي جاءت أهمها في فكرة عدم الاحتواء من قبل الكنيسة لأي فرد يختلف مع أصحاب الجلباب الأسود الذين لا يتوقع الناس احتمالية وقوعهم في الخطأ من كونهم بشرًا وبالتالي تنهار أمامهم الكنيسة كمعني جليل وهو ما حدث أيضًا مع حنين عبدالمسيح صاحب سلسلة «أبحاث عن البدع الأرثوذكسية» وكانت أهمها «عبادة الأصنام في الكنيسة الأرثوذكسية» والذي قام مؤخرًا بنشر قصة خروجها من الأرثوذكسية تحت عنوان «الخروج من مستنقع الأرثوذكسية.. دعوة للخروج» البداية وسرد حنين بداية نشأته مؤكدًا أنه ولد في عائلة أرثوذكسية وتربي في كنيسة مارجرجس بخمارويه بشبرا مصر وأصبح شماسًا وخادمًا في فصول مدارس الأحد وكان يعلم اللغة القبطية والألحان وهي من أصعب الأشياء التي يمكن أن تدرس ولا يستطيع أي أحد أن يقوم بتدريسها إلا إذا كان يعشقها ويحبها بالفعل. ويضيف «حنين» قائلا: إنه كان يعشق البابا شنودة بعد ربنا و«هنا كانت تكمن المشكلة» حيث يصف حبه للبابا والذي كان سببًا رئيسيا في البعد عن الكنيسة وانهيار المبادئ في عينيه كما يحكي قائلا: وكنت باعشق البابا شنودة بعد ربنا وكان شفيعي من القديسين البابا كيرلس السادس، وكنت باقرأ كتب البابا شنودة وبرد منها علي البروتستانت خاصة كتاب «الخلاص في المفهوم الأرثوذكسي» كنت دارسه جيدًا لدرجة الحفظ وكنت مواظبًا علي اجتماع البابا. انهيار الرمز وفي أوائل العشرينيات من عمري أي منذ أكثر من 30 سنة، دعاني أحد الأشخاص لحضور اجتماع استثنائي للبابا هايرد فيه علي كتاب لخادم يدعي عماد نزيه اسمه «الخلاص في المفهوم الأرثوذكسي السليم». بيرد فيه عماد علي كتاب البابا، وحضرت وظل البابا حوالي ساعتين يرد علي عماد وبأسلوب استهزائي، وحاول عماد أن يرد أو يناقش ولكن البابا منعه أكثر من مرة علي أن يعطيه فرصة في الآخر، والآخر قام عماد علشان يرد وقاطعه البابا بعد دقائق من كلامه وقال له ما معناه: «اسمع يا ابني الكاهن ليه سلطان يغفرلك الخطايا لما تعترف له بيها ولا لأ» فابتدأ عماد يرد ويشرح وجهة نظره فقاطعه البابا بعد ثوان مرة أخري وقال له ما معناه: «جاوب، آه ولا لأ، الكاهن ليه سلطان يغفرلك الخطايا ولا لأ» فأجاب عماد «لأ» فعلي الفور قال البابا: «تبقي أنت مش أرثوذكسي»، وبعد الصلاة أصدر البابا حرما ضد عماد نزيه قائلا: «من فمي ومن فم الآباء الأساقفة، الحاضرين أنت مقطوع من الكنيسة الأرثوذكسية» فرفع عماد يده وقال بقوة: «مجدًا للرب»، فرد رجل من الحاضرين علي عماد بصوت عال قائلا: «اطلع بره يا....» فسمع الجميع ولم يحرك البابا إزاء ذلك ساكنا، فخرجت مذهولاً من هذه المفارقة الصادمة فالذي قال: «مجد للرب» هو الذي حرمه البابا، والذي شُتم في الكنيسة لم يحرم ولا حتي أي حد قال له عيب، فالجميع وعلي رأسهم البابا شاركوا في رجم عماد بهذا الحرمان وهذه الشتيمة وأنا كنت حاضرًا، وخرجت شاعرًا بمدي الظلم الشديد الذي تعرض له هذا الشخص الذي لم أكن أعرفه من قبل ولا رأيته مرة أخري فيما بعد، وخرجت مصممًا علي أن أسمع دفاع عماد عن نفسه، الذي لم يعطه البابا فرصة لذلك، ومن هنا بدأت القصة، حيث إنه نتيجة عدم السماح بإبداء الرأي وكذلك انعدام الحوار بين القائد والشعب جعل شخصًا يبحث ويقر ويؤمن بما كتبه الشخص الآخر «عماد نزيه» وهو ما حدث أيضًا مع «ماكس ميشيل» إذن هناك أكثر من شخص تأثر بما حدث في هذه المحاضرة وهؤلاء هم الذين نراهم وقد يكون تحت السطح أكثر بكثير مما فوق السطح والكتاب المقدس يقول: «إن السماء تفرح بخاطئ واحد يتوب أكثر من تسعة وتسعين بارًا لا يحتاجون للتوبة» وإذا كان هناك اثنان تأثرا بهذه المحاضرة وبالطبع هما في الحقيقة ليسا اثنين لأن كلاً منهما لديه أسرة وليس هذا فقط بل إن حنين وصف ما حدث بداخله قائلا «وسقط.. البابا المعلم أمام عيني».. هذا هو ما يحدث بالفعل داخل كل من يتربي علي ألوهية الجلباب الأسود ولا يستطيع أن يتحمل احتمالية خطئه وليس معني كلامي أن البابا أخطأ إطلاقاً وذلك لأني أؤمن بأن متخذ القرار تكون أمامه أشياء بعينها غير واضحة للشخص العادي ولكني أتحدث هنا عن طريقة الحوار وكيفية اتخاذ القرار خاصة إذا ما كان في اجتماع عام مؤكداً أن من تتجاهلهم القيادة الروحية يكونون شوكاً في «عمودها الفقري» لن تستطيع أن تتخلص منهم لأنهم وبمنتهي البساطة نابعين منها ونتيجة تصرفاتها والتي اعتمدت عليها لسنين طويلة، اعتقد أنها أصبحت الآن منتبهة لها أكثر من ذي قبل خاصة مع التطور التي أصبحت هي نفسها لا تستطيع أن تواكبه فما كانت تراه الكنيسة الأرثوذكسية في وقت من الأوقات فكراً إنجيليا أصبح الآن طبيعيا خاصة مع عصر الإنترنت والفيس بوك والدش وغيرها التي أصبح لها تأثير كبير علي الشباب والأطفال في سن مبكرة. الأنبا بسنتي والسلطة ويؤكد حنين في كتابه علي سوء استخدام السلطة من وجهة نظره والتي كانت لها أثر كبير علي قراره بالخروج عندما سرد ما حدث معه هي الأنبا بسنتي أسقف حلوان والمعصرة حالياً والذي كان يشرف علي الخدمة في كنيسة خماروية قائلاً.. دعي الأنبا بسنتي لاجتماع لكل الخدام لرأب الصدع وحل المشاكل التي تفاقمت بينهم أو بين خدمة اجتماعات البنين وخدمة اجتماعات البنات وطلب منا أن يقتصر اهتمام كل واحد علي الخدمة الروحية لأولاده ولا يتدخل في أي أمور أخري ووقف دكتور شاب خادم كان من أعز أبنائي الروحيين إلي نفسي في ذلك الوقت «د.صفوت وديع سابا وهو الآن باستراليا» وأبدي رأيا معارضا لكلام الأسقف مفاده أن الخدمة يجب ألا تقتصر علي الروحيات فقط بل علينا أن نهتم أيضا باحتياجات المخدومين النفسية والجسدية أيضا كما كان يفعل الرب يسوع وجن جنون الأسقف لأن شابا يعارضه وأمره أن يسكت فاستمر في الكلام فقال له الأسقف: أنت محروم من الخدمة والتناول وغلي الدم في عروقي لأني رأيت ابني وأحد خرافي «رعيتي» يذبح ظلما وسط الجميع دون اعتراض من أحد لا الكهنة الحاضرين ولا الخدام فوقفت وقلت للأسقف: أنا معترض علي هذا الحرمان الذي يخالف قوانين وقواعد كنيستنا الأرثوذكسية فالدسقولية كتاب تعاليم الرسل وهو ثاني كتاب في الكنيسة الأرثوذكسية بعد الكتاب المقدس تقول أن الأسقف الذي يصدر حكما فوريا بالحرم علي أحد دون محاكمة أو تحديد تهمته أو خطيئته وإعطائه فرصة للتوبة أو للدفاع عن نفسه يرتد حرمه أو حكمه علي نفسه يعني نيافتك اللي محروم وهاجت الدنيا وماجت وارتفع صوت المباحثات والمناقشات الجانبية ولكي يمسك الأسقف بزمام الأمور قال لي: وأنت كمان محروم من الخدمة والتناول وأمر بإخراجنا خارج الكنيسة فأجبته أنني سأخرج في حالة واحدة هي أن يطلب أو يوافق إخوتي الخدام المجتمعون علي ذلك ولما لم تهدأ الشوشرة فضلت الخروج وفوجئت بالخدام يغلقون الباب ويمنعونني من الخروج وكانت لطمة علي وجه الأسقف وتدخل أبي الروحي وأب اعترافي في ذلك الوقت القس موسي وهبة مينا وسهل خروجي من الاجتماع ولكي يهدئ الأسقف الأمور قال: الذي يأتي معتذرا سوف نحله وبالطبع رفضت الاعتذار لأنني لم أخطئ وفي اجتماع تال قدم الدكتور الشاب اعتذاره وفوجئنا بعدم الحل بحجة أن الموضوع أصبح في يد البابا رأسا ورفعت يدي لأعلق فرفض الأسقف إعطائي الفرصة فخرجت من الاجتماع وذهبت لأكتب ما كنت أود أن أقوله ولم أستطع في رسالة مفتوحة للأسقف وعيني تذرف الدموع من الظلم الواقع علي ابني وعلي كتبت بأسلوب ملتزم بكل قواعد وأداب الحوار مع أسقف وذكرت كل ما حدث ورأي قوانين الكنيسة وتعاليم البابا في هذا الشأن والتي تؤكد ارتداد الحرم علي الأسقف وطبعتها ووزعتها علي خدام الكنيسة وتناقلتها الأيدي إلي الكنائس الأرثوذكسية الأخري بالمحافظات المختلفة بل وإلي كنائس المهجر وكل من يريد التعبير عن رأيه في الاعتراض والاحتجاج علي جبروت وظلم رجال الأكليروس في كل مكان كان يطبعها ويوزعها فانتشرت في كل مكان وكانت فضيحة كبيرة للأسقف وبعد فترة تدخل 2 من القساوسة لحل المشكلة ورفع تلك الحروم وتم ذلك بالفعل وعدت وابني بعدها للخدمة والتناول ولكن بعد سقوط صنم رجال الأكليروس في نظري ومنذ ذلك الحين امتنعت عن الانحناء أو تقبيل يد أي شخص منهم. نقاط الضعف والحقيقة أن الكاتب سواء كان يقصد أول لم يقصد وضع يديه علي نقاط الضعف والقوي في نفس الوقت داخل الكنيسة الأرثوذكسية وهي استخدام السلطة بشكل خاطئ دون ايضاح أو دون تبرير فكانت القيادة الروحية تعتمد علي سلطان الحل والربط دون تفسير مما يزيد الأمر سوءاً وتجعل الناس ينفرون مما يحدث ولأن الكنيسة من البداية قامت بتعظيم الكاهن والرتب الكهنوتية عموماً وكانت تطمئن بأن ما يقولون لن يناقش فيه إذا ناقش أحد تحرمه وهي مطمئنة بأن الناس تري ما يفعلون صحيحًا، إلا أن فيه حديدية هذه القواعد ومكانتها أصبح مشكوكًا فيه والدليل هو خروج «ماكس وحنين» وظهورهما بكل وضوح علي السطح الذي يتجاوز حاجز الأقباط ويصل إلي المجتمع بأسره مما يتطلب من الكنيسة مراجعة نفسها مرة أخري. مواجهة البابا والخروج وبعد صراعات كثيرة بين «حنين» والسلطة الكنسية يصل الصراع والصدام إلي مداه عندما صدم «حنين» بالاحتفالات الضخمة التي أقيمت بمناسبة اليوبيل الذهبي للبابا شنودة وكم النفاق والمديح الذي يكال له: فقرر أن يواجه البابا نفسه إلا أنه يفاجأ برفض المقابلة من أساسها حيث يرد قائلاً. ذهبت لأحضر اجتماع الشباب الخاص بمجموعتنا ولما دخلت الكنيسة وجدتهم أغلقوا مكان الاجتماع بأقفال وطلبوا مني مقابلة أحد الكهنة(م)، وكان هو أبي الروحي قبل ذلك، وقال لي إنهم استدعونا نحن الكهنة للكاتدرائية وحققوا فيما حدث وطلب مني سكرتير البابا أنبا يوأنس أبلغك أنك بقرار من البابا ممنوع من الوعظ والتناول بل وأيضاً من الحضور إلي كنيسة مار جرجس بخمارويه، ويمكنك الصلاة في أي كنيسة أخري، وكان ردي هو أنني لن أعترف بالقرار إلا بعد أن أتسلمه مكتوباً أو ينشر في مجلة الكرازة ولن أترك كنيستي، وفعلاً حاولت الاستمرار لكن وجدت الجميع يتجنبني ويتنكر لي حتي تلاميذي وأحبائي. وزملائي في الخدمة وأصبح لا مجال ولا مكان لي للخدمة أو حتي الوجود في هذه الكنيسة التي رفضت شهادتي ورفضتني ورفضت أن يكون الرب هو الملك ورئيس الكهنة الوحيد فيها، الكل رفض اكليروسا وشعباً، الجميع قالوا أصلبه أصلبه، وبعد ذلك ذهبت إلي الكاتدرائية لمناقشة البابا في الأمر ومعرفة خطئي أو خطيئتي أو حتي أحصل علي قرار حرماني دون جدوي، فرفض البابا مقابلتي أو مناقشتي أو إعطائي قراراً مكتوباً حتي أستطيع الرد علي ما جاء فيه وأدافع عن نفسي وكان لا مفر أمامي سوي الخروج من الكنيسة الأرثوذكسية، أو الركوع والاعتذار للبابا المعظم، فاخترت الخروج وهنا خرج «حنين» وهو يؤمن بأن ما قام به هو الفعل الصحيح وذلك بعد انهيار المبادئ أمامه يعتمد علي إيمانه ببعض الأحداث التي رآها من وجهة نظره إنها صوت الله له مثل الحلم الذي رآه ولم يسئ لأحد ووجد ابنه «جون» يحكيه فاعتبره صوت الله له ناسياً، للشيطان أيضاً طرقاً مماثلة في هذا، لا أشكك ولا أؤيد ولكن اتساءل من أين جاء باليقين بأنه صوت الله ليسلك طريقه في مهاجمة الكنيسة التي كان يعشقها والذي أجد أن هجماته الشرسة عليها إلا نتيجة صدمته بها التي لم يفق منها في الآن. وكذلك أريد أن أذكر الكاتب بأنه لا شتامون يدخلون «ملكوت السماوات» والحقيقة إن كتابه ملئ بالسباب والشتائم والتي اضطررت أن أحذفها من بعض أقواله فإذا كان الرب أنار بصيرته كما يقول فلماذا يتخذ من السباب والشتائم طريقاً له في إيصال ما جرح مشاعره من القيادة الكنسية والذي لا يستطيع أحد أن يلومه عليها. وأذكر الكاتب أيضاً فإن المسيح نفسه نادي باحترام السلطات والكراسي واتساءل :هل دعوة الله له أن يخرج من الكنيسة بدون هدف فهو لا ينتمي إلي أي طائفة بعينها فإلي أي إتجاه ينتمي..؟!