صدر عن مركز الأهرام للنشر والترجمة والتوزيع كتاب جديد بعنوان "كنتم عايشين إزاي؟" لمؤلفه الدكتور شريف قنديل، يجيب عن سؤال: كيف كنا نعيش قبل الهاتف المحمول والكمبيوتر والإنترنت ووسائل الاتصال الحديثة؟ يمزج هذا الكتاب بين العلم والأدب، راصدا أثر تطور التكنولوجيا علي أنماط حياتنا وجعل العالم قرية صغيرة، كما يعرض الكتاب بلغة تقنية وعلمية مقتطفا من تاريخ الاتصالات: بداية من الحروف الهيروغليفية علي الأحجار، والكتابة الصينية علي العظام، وصولا إلي الكتابة الإلكترونية، واستخدام الشبكة العنكبوتية العالمية "الإنترنت"، الذي يقول عنه المؤلف إنه بدل موارد ثقافتنا، حيث كان الجيل السابق يستقي معلوماته العامة من القراءة في دوائر المعارف والكتب المرجعية، أما اليوم ومن خلال لوحة مفاتيح الكمبيوتر أصبحت تطرق أبواب المعرفة كلها بنقرة أصبع. يتميز هذا الكتاب بتداخل الشرح العلمي مع الخيال الأدبي، فيسرد الكاتب قصة قصيرة ليوسف إدريس عن عصفور يقف علي سلك تليفون، بينما تسري مئات المكالمات في السلك تحمل قصص الحب أو شكاوي المرض أو نفاق لأصحاب العزة أو اتفاقات سياسية، فيجعلنا الكاتب نتأمل التقنية التي تمر حولنا، ونحن مثل العصفور نكاد لا ندري عنها شيئا. ويتطرق الكتاب كذلك إلي تقنية التحكم عن بعد "الريموت كنترول"، ويذكرنا بالكلمة السحرية "افتح يااااا سمسم" التي بواسطتها تفتح المغارة أبوابها استجابة للسيد "علي بابا"، وكانت هذه الفكرة تمثل للجيل السابق كما يقول المؤلف خيالا يقارب السحر، ولكنها لا تشكل للأجيال الجديدة أي إثارة، أما عن التليفون المحمول أو "الموبايل" فيحكي المؤلف طرفة تقول أن بعض دول الخليج أطلقت علي هذا النوع من التليفونات "الهدهد" إشارة إلي هدهد سيدنا سليمان الذي يأتيه بالنبأ اليقين من البلاد البعيدة. ينتهي الكتاب إلي أن التحدي الذي يجابهنا اليوم يتمثل في كيفية ملاحقتنا للتطور التكنولوجي المتزايد السرعة، فكيف يمكننا إعداد الجيل الجديد ليتوافق مع عالمنا المتغير؟ ويكفي أن نعلم أن أكثر من 10 وظائف مطلوبة في عام 2010 لم يكن لها وجود في عام 2004 مما يضعنا أمام تحدٍ أكبر: ماذا نفعل لإعداد أجيال جديدة للوظائف التي لم توصّف بعد؟ ويشير المؤلف إلي ثلاثة نبؤات في مجال التقنية وانعكاساتها الاجتماعية والسياسية، أكد العلماء تحققها بعد مئة عام: الأولي في مجال النقل والمواصلات "سيكون المنطاد هو وسيلة المواصلات الأسرع"، والثانية تتعلق بالحياة الاجتماعية "اختفاء البطالة وتلاشي الفقر وسيادة العدل"، الأمر الذي لم يتحقق بعد، فمتوسط نسبة البطالة في العالم 7.2% بينما في العالم العربي 17% أما النبوءة الثالثة فهي "انتهاء الحروب"، وأن الإنسان نفسه "سيرقي ويصير أكثر حكمة ونقاء".