بعد مرور قرابة الأسبوع علي غزو الرماد البركاني سماء أوروبا لا توقعات متفائلة حتي الآن بانحسار هذا الرماد البركاني قريبا.. بل العكس التوقعات المتشائمة هي التي تطاردنا من خبراء الأرصاد الجوية مع تأكيداتهم بأنه يصعب التنبؤ لا بفترة استمرار أو مسار هذا الرماد البركاني أو الغيوم البركانية التي عطلت رحلات الطيران في أوروبا ومنها إلي جميع انحاء العالم طوال الأيام السابقة منذ اندلاع ثورة بركان ايسلندا. هؤلاء الخبراء لا يستبعدون استمرار هذه الثورة لعدة أسابيع قادمة، بل لا يستبعدون وهذا هو الأخطر حدوث ثورات بركانية مجدداً في ايسلندا في المستقبل القريب.. أما عن مسار هذا الرماد البركاني المشبع بالحصي والزجاج الصغير الدقيق والذي يفسد محركات الطائرات ويهددها بالسقوط فلا أحد من خبراء الأرصاد الجوية يستطيع أن يتكهن به.. كل ما في مقدورهم هو رصد هذا المسار عند حدوثه، وإن كانوا لا يستبعدون أن ينتقل هذا الرماد البركاني إلي سماء منطقتنا في الشرق الأوسط نظرا لأنه يسير في اتجاه روسيا ودول جنوب أوروبا أي سيقترب منا كثيرا، إذا ما حملته رياح تتجه إلينا. وحتي الآن تستأثر بالاهتمام العالمي المأساة التي يعيشها آلاف العالقين من السياح والمسافرين في العالم بسبب غلق العديد من المطارات الأوروبية ووقف رحلات الطيران لكثير من شركات الطيران، خاصة أن بعض هؤلاء المسافرين نفد ما لديهم من أموال ولا يجدون من يستضيفهم في الأماكن والدول التي علقوا فيها ووجدوا أنفسهم غير قادرين علي السفر منها للعودة إلي بلادهم، خاصة أن شركات الطيران العالمية لا تري أنها ملزمة بتقديم أية مساعدة لهؤلاء العالقين لأن ما حدث لهم ليس بسبب تقصيرها أو هو وضع طارئ لفترة قصيرة، وإنما هو نتيجة لأوضاع طبيعية لا يد لبشر فيها، فضلا عن أنه ليس معروفاً كم من الوقت سوف يستمر، مما يهدد هذه الشركات بخسائر فادحة، خاصة أنه يتم الغاء قرابة خمسة آلاف رحلة طيران في اليوم الآن. ويرافق ذلك اهتمام أيضا بالمشاكل التي ستتعرض لها شركات طيران عديدة في العالم نتيجة الالغاء الكبير لرحلات الطيران والذي لا يعرف أحد إلي متي سيتوقف. لكن بجانب ذلك كله ثمة تداعيات أخري لثورة بركان ايسلندا الذي غزا سماء العالم برماد بركاني أوقف رحلات الطيران في مناطق شتي بالعالم.. فهذا الرماد البركاني كان له تأثيره أيضا علي عمليات الإمداد التي يقوم بها سلاح الجو الأمريكي للقوات الأمريكية الموجودة في أفغانستان، وإذا استمر إغلاق المجال الجوي في عدد من البلدان الأوروبية وقتاً أطول سوف يزيد هذا التأثير السلبي. ولذلك تخيلوا لو صدقت تكهنات خبراء الأرصاد الجوية والجيولوجيا باستمرار الرماد البركاني عدة أسابيع وربما أكثر، فماذا سيحدث من تداعيات أخري له؟! إن هذا الرماد لا يؤدي إلي غيوم بركانية فقط في سماء العالم من شأنه أن يؤدي إلي غيوم سياسية أيضا.. فهو قد يعطل إذا طال أمده أي خطط إسرائيلية لتوجيه ضربة عسكرية للمنشآت النووية الإيرانية أو حتي إلي لبنان.. أي أن بركان ايسلندا لن تكون آثارة فقط إنسانية أو سياحية أو اقتصادية إنما ستكون له أيضا أثار سياسية.