في الوقت الذي أبدت فيه عناصر وفدية شكوكها من ان تحسم الجمعية العمومية غير العادية المقرر إجراؤها نهاية الأسبوع الجاري مصير الكثير من الملفات الداخلية للحزب إذ من المقرر حسم الابقاء علي الهيئة العليا لمدة سنة أخري دخل المعسكر الأباظي - بحسب معلومات حصلت عليها «روزاليوسف» - حلبة الرهان علي نجاح العمومية في تحقيق مطلبها بتعديل اللائحة معتبرين ذلك ترجيحاً لكفة رئيس الحزب محمود أباظة في الانتخابات المقبلة لأنه صاحب الاقتراح خاصة أنهم يصفون العمومية بالاستطلاع غير المباشر لشعبيته داخل قواعد الوفد. وفي المقابل يركز معسكر فؤاد بدراوي علي مطالبة كوادر الجمعية العمومية بالمحافظات علي عدم التصويت علي تعديل اللائحة بالتأكيد علي أن التعديلات تحقق مصالح عناصر بعينها داخل الحزب من خلال شرح ما أسموه سيناريو مجلس الشعب حيث يعاد تشكيل اللجان الإقليمية بالمحافظات لانتخاب هيئة عليا بعينها بعيداً عن راغبي الترشح لعضويتها مما يضيع أملهم في الوصول للهيئة العليا المقرر عقد انتخاباتها بعد عام. ولم يمنع الصراع المعلن من اللجوء لأسلوب الجولات والجولات المضادة بلجان الحزب بالمحافظات ففي الوقت الذي بدأ فيه بدراوي جولات للمحافظات قبل العمومية من بورسعيد التي يطلقون عليها «قلعة الوفد» قام أباظة بزيارة للشرقية مسقط رأسه لشرح الهدف من تعديل اللائحة بالتزامن مع قيام رؤساء لجان الوفد بالمحافظات بعقد اجتماعات لمطالبة القواعد بالتصويت علي التعديلات اللائحية والتأكيد علي أنها لا تستهدف تحقيق مصالح خاصة لأفراد بعينهم رغم وجود بعض الاعتراضات بين القواعد علي هذا التعديل كما كان لافتاً مشاركة بدراوي ود. السيد البدوي عضو الهيئة العليا في اجتماع اللجنة العليا للعمال الذي وصفته قيادات بالدعاية لبدراوي رغم مشاركة محمود أباظة في نفس اللقاء حيث قامت بعض عناصر بإهداء البدوي «مصحف». وبدت الأجواء داخل أروقة الوفد متوترة الأمر الذي ظهر في مجموعة من الأقاويل التي تشبه الدعاية المضادة داخل لجان الحزب بالمحافظات حيث رددت عناصر بجبهة أباظة أن بدراوي لا يمتلك شعبية حقيقية داخل الحزب وأنه يعتمد في ترشيحه للرئاسة علي عناصر بعيدة عن الهيئة الوفدية ووصفوه بالتصادمي الأمر الذي يخصم من رصيده ولا يجعل شعبيته تتعدي ال25% بمساندة بدراوي وفي محاولة للتقليل من رصيده في إطار الصراع وصفوه بالتابع للدكتور نعمان جمعة رئيس الوفد السابق. وظهرت اتهامات مماثلة من جانب عناصر معسكر بدراوي حيث اتهموا أباظة بالمشاركة في مخطط تخريب الوفد وتراجع شعبيته بعقد صفقة مع الحزب الوطني وتفصيل اللائحة علي مقاس عناصر بعينها لمساعدتها علي الوصول لعضوية الهيئة العليا ولم يبتعد ملف الجمعيات الممولة أمريكيا عن دائرة هذا الصراع لدرجة وصلت لاتهام قيادة الحزب بالسماح لعقد اجتماعات لهذه الجمعيات داخل مقر الحزب ووصفت عناصر جبهة أباظة العمومية القادمة بالبروفة التي ستنهي معركة رئاسة الحزب قبل أن تبدأ وكان لافتًا ترديد عناصر أن العمومية ستشهد مفاجآت. الغريب أن عناصر ببعض اللجان دعت لترشيح د. علي السلمي رئيسًا للوفد إذا لم يشارك أباظة في المعركة علي الرئاسة وكالعادة انتقدت كوادر التشكيل القديم لوفد الإسكندرية تجاهلهم في اجتماعات الهيئة الوفدية مطالبين بإجراء انتخابات وهددوا بتوزيع منشورات وقت انعقاد الجمعية العمومية تطالب برفض التعديلات اللائحية. ومن جانبه حذر بدراوي من التلاعب في الهيئة الوفدية وقال «أعضاء الجمعية العمومية والهيئة العليا يغيب عن أذهانهم أن اللائحة تنص علي إعادة تشكيل اللجان العامة بالمحافظات بعد إجراء انتخابات مجلس الشعب المقبلة ولا استبعد أن يترتب علي هذا الإجراء التخلص من كثير من أعضاء الجمعية العمومية الحالية وتشكيل هيئة وفدية جديدة تكون أكثر انصياعًا لتخدم عناصر بعينها. وأضاف أن في هذه الحالة لن يتمكن الكثيرون من تحقيق طموح البعض في الوصول لعضوية الهيئة العليا للحزب وهذا يتطلب يقظة لدي الجميع. ورفض بدراوي التلاعب في المادة المتعلقة بفترة الرئاسة بما يجعلها تزيد علي فترتين وتابع «هذا يمس جوهر تداول السلطة الذي يطالب به الوفد علي الساحة السياسية ليكون للحزب مصداقية، وطالب بدراوي بتعديل اللائحة كاملة من خلال إجراء حوار واسع حولها، مؤكدًا أن حملته الانتخابية سترفع شعار الولاء للوفديين وليس للأشخاص لأن الأفراد إلي زوال والوفد باق.