وسط مشاهد متعددة للخلافات الداخلية التي تشهدها أروقة اللجان الإقليمية الوفدية بدأ العديد من كوادر هذه اللجان في طرح العديد من التكهنات والسيناريوهات التي تتساءل عن مصير الحزب خلال الفترة المقبلة خاصة في ظل تسارع الوتيرة الانتخابية سواء علي المستوي الداخلي ممثلاً في عمومية يونيو أو التجديد النصفي للشوري أو علي الانتخابات البرلمانية المزمع إجراؤها في أكتوبر. وكانت أبرز هذه السيناريوهات هي أن يبكر الوفد بانتخابات رئاسة الحزب والتي من المقرر إجراؤها في يونيو المقبل وهو ما يمثل مفاجأة لأعضاء الحزب في حال حدوثه علي أن تلجأ القيادة الحالية للوفد لتبرير ذلك باقتراب انتخابات البرلمان! وفي ظل هذه الأحداث وفقا لهذا السيناريو قد يتراجع أباظة عن موقفه الذي سبق أن أعلنه حول عدم نيته الترشح لرئاسة الحزب معللاً ذلك بأنها رغبة الوفديين كما أن وجود لجنة للاتصال بالمحافظات في هذا التوقيت يرمي في أحد جوانبه إلي اختيار وفرز العناصر التي قد تترشح لانتخابات الهيئة العليا المشكلة من 50 عضواً منتخباً بغرض إبعاد بعض العناصر الرافضة للسياسة الأباظية من بين الهيئة العليا. ومن المنتظر أن تفجر هذه الانتخابات أزمة بين الأعضاء والقيادات بسبب انتهاء عصر القوائم الثابتة داخل الحزب إذ كان من المعتاد قبل ذلك عمل قائمة من 50 شخصاً يختار الأعضاء من بينهم وبالتالي لن تكون هناك قائمة لرئيس الحزب أو المنافسين له! وكان في الانتخابات الأخيرة مثال حي علي وجود القوائم التي تسببت في حدوث شقاق بين أباظة والسيد البدوي عضو الهيئة العليا والمحتمل خوضه الانتخابات علي رئاسة الوفد بقوة مستنداً إلي وجود مناصرين كثيرين له داخل الحزب إلا أن قائمة البدوي لم ينجح منها أحد فيما لم يسقط سوي صلاح سليمان من قائمة أباظة وهو الأمر والذي دفع منير فخري عبدالنور للمنافسة علي موقع سكرتير عام الحزب التي حسمها بفارق صوت واحد عن البدوي الذي لم يرغب في أن ينال منصب نائب رئيس الحزب وقرر منافسة عبدالنور. وإجمالاً فإن المشهد السياسي داخل الوفد عبر هذا التصور سوف تتغير ملامحه الحالية من حالة الكمون والبيات الشتوي إلي حالة العلن ووضوح المواقف سواء متفقة مع القيادات الحالية أو رافضة لها!